ملك البحرين:املنا بتعاون عربي دولي للاستفادة من التكنولوجيا النووية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أعرب عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة عن امله بأن يكون هناك تعاون عربي - دولي من أجل تعزيز الاستفادة من التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية والتنموية، مؤكدا إن السلام هو خيارنا الاستراتيجي الوحيد نحو عالم يسوده الأمن والاستقرار ويمتلك كافة المقومات من أجل تحقيق الرخاء والرفاهية والتنمية المستدامة لصالح شعوبنا.
قال عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للسلام ان ما يتم إهداره من موارد مالية في الحروب والنزاعات وأعمال العنف، كان من الأجدر توجيهه لانتشال ملايين البشر من براثن الفقر والجوع والمرض والمديونية في كافة أرجاء العالم، والأهم من ذلك هو وقف نزيف الخسائر الفادحة في الأرواح والتي لا يمكن تعويضها أو تقديرها بثمن. واكد الملك انه " إذا كانت الحروب والنزاعات هي العدو الأول للتنمية، فإن تضافر جهود المجتمع الدولي سياسيًا وأمنيًا وإعلاميًا يشكل ضرورة حتمية من أجل نشر ثقافة السلام، وترسيخ أسس ومقومات الحوار بين الأديان والثقافات والحضارات ونبذ روح الكراهية والعنصرية بكافة أشكالها، من أجل تعزيز عرى المحبة والصداقة والتفاهم بين الشعوب والأمم في إطار الاحترام المتبادل". وجدد دعم بلاده لكافة الجهود الدولية من أجل إرساء السلام في مختلف أرجاء العالم، هذا إلى جانب مكافحة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله ومناطقه واجتثاثه من منابعه لما له من تأثيرات مدمرة على الأمن والسلم الدوليين.
وقال ان بلاده تستحضر وهي تشارك دول العالم احتفالاتها بمناسبة تاريخها الحضاري العريق والقيم الإنسانية النبيلة التي تأسست عليها والقائمة على الانفتاح والتعايش السلمي كأساس لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين جميع الشعوب والحضارات والثقافات والأديان عبر مختلف العصور والأزمنة. وجدد الملك حمد تأكيده " على أهمية تغليب مبدأ التفـاوض والتصالـح على نزعة الصراع والتناحر وتكريس لغة الحوار وروح التفاهم بين الدول في إطار التمسك بمبادئ الشرعية الدولية واحترام التشريعات والمواثيق الدولية؛ آملين في تسوية سلمية لكافة المنازعات الإقليمية والدولية من خلال الوسائل الدبلوماسية والودية وتكريس ثقافة الحوار الهادف والبناء، ومؤكدين أن ما تعيشه بعض مناطق العالم من توترات ونزاعات لا يزعزع ثقتنا بالمستقبل".
ودعا الملك إلى " ضرورة التعاون الدولي من أجل تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما لا يتحقق دون التوصل إلى تسوية عادلة للصراع العربي الإسرائيلي من خلال تنفيذ قرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية للسلام، والعمل على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس". كما رحب بمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى إطلاق حملة "لا بد من نزع أسلحة الدمار الشامل"، مطالبا " المجتمع الدولي بالعمل على إخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل، وخاصة الأسلحة النووية، حتى يعم السلام والاستقرار هذه المنطقة الحيوية من العالم".
وقال " إن تحقيق السلام من أهم الرهانات التي من الضروري أن نكسبها كمجتمع دولي حتى ننجح في وقف استنزاف مواردنا وهدر طاقاتنا، ونمكِّن دولنا من تسخير كل جهودها لتوفير مقومات الحياة الكريمة لشعوبنا، ونعتقد جازمين أن تحقيق السلم يتطلب التخلص من أكبر العوائق التي تحول دون تحقيق الاستقرار والتنمية والعمل على إزالة الأسباب العميقة لمختلف النزاعات والصراعات ومظاهر الحرمان والفقر". واضاف " وعلى المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية مسئولية كبيرة في معاضدة جهود البلدان الأقل نموًا لبلوغ أهدافها في السلم والتنمية الاقتصادية والاجتماعية ونشر التعليم والثقافة والنهوض بالمجتمع المدني، وهو ما يتطلب زيادة مستويات المساعدات الإنمائية ومد تلك البلدان بالخبرات والعلوم والمعارف المتطوّرة والتكنولوجيات المستحدثة بما يفتح الأمل أمام شعوبها، ويدعم جهود السلام والاستقرار والتنمية في العالم".
واكد الملك " إن الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للسلام بالتزامن مع احتفالات الأمة الإسلامية بعيد الفطر المبارك ليؤكد صدق دعوتنا إلى السلام والنابعة من روح الشريعة الإسلامية السمحاء، كما يطرح التفاؤل في أنفسنا نحو مستقبل أفضل تنعم فيه شعوب المنطقة العربية والعالم بالأمان والرخاء الاقتصادي والاجتماعي في إطار نبذ العنف والتطرف والإرهاب، وسيادة الوئام والتسامح والتعايش السلمي". مشيرا إلى ان بلاده وضعت تحقيق السلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي في مقدمة أولويات مشروعه الوطني للإصلاح والتحديث الشامل، مما أسهم في ترسيخ أسس وأركان الدولة الدستورية والمدنية المتطورة في إطار الدستور وسيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان وحريته في التعبير عن رأيه بالوسائل الشرعية والسلمية، مؤكدا مواصلة السير في هذا النهج بإذن الله بإرادة راسخة وعزم متجدّد، متدرّجين في مسيرتنا الإصلاحية.