إيران تدخل المفاوضات من موقع 'القوة'
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اعلن الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني ان ايران ستتفاوض مع الدول الست من موقع "القوة والمنطق والمبادرة"، مؤكدا استعدادها لإجراء محادثات عادلة.
طهران: أعلن الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي اليوم الثلاثاء أن بلاده ستتفاوض مع مجمعة الدول الست (5+1) في شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل على أساس رزمة مقترحاتها التي قدمتها لهذه الدول ومن موقع "القوة".
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) أن جليلي أشار، في اجتماع لمجلس خبراء zwnj;القيادة اليوم، الى التحرکات الجديدة للغرب وأميرکا وإعلانهما الرغبة باستئناف الحوار والمفاوضات وإقرار العلاقة مع إيران، وقال إن بلاده ستتفاوض مع الدول الست، الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا، من موقع "القوة والمنطق والمبادرة".
وأضاف "إن إيران، وضمن إعلان استعدادها لإجراء محادثات عادلة ومبنية على الالتزامات الشاملة لدعم السلام والعدالة والتقدم العالمي، قدمت رزمة مقترحاتها بهدف التعاطي والتعاون البناء وستجري المفاوضات في شهر تشرين الأول/ اکتوبر المقبل على أساس تلك الرزمة".
وأشار جليلي الى قدرات الجمهورية الإسلامية الإيرانية الواسعة على الصعد الوطنية والإقليمية والدولية، قائلاً "إن عالم اليوم الذي أدرك حقائق إيران أکثر فأکثر قد اعترف بعناصر قدرة إيران والتي شملت الجمهورية القوية والعمق الاجتماعي للنظام ومكانة القيادة السامية".
وتطرق الى "إنجازات إيران خلال العام الماضي وتخطي التهديدات الإقليمية والدولية وترسيخ مكانتها على جميع الأصعدة"، موضحا أن "نظام الجمهورية الإسلامية يحظي بمكانة کبيرة في المنطقة والعالم مع صون وحفظ حقوقه ومبادئه وذلك في ضوء دعم الشعب وحكمة القيادة".
واعتبر جليلي، وهو أيضاً ممثل مرشد الثورة الإسلامية علي خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي، أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت في حزيران/يونيو الماضي "شكلت فرصة قل مثيلها لقدرة نظام الجمهورية الإسلامية".
وقال "رغم أن بعض التصرفات التي أعقبت الانتخابات قد بعثت الأمل في قلوب الأعداء وضامري الشر بتحقيق آمالهم بإضعاف إيران الإسلامية، إلا أن وعي الشعب ودراية قائد الثورة الإسلامية قد بددت آمال الأعداء وحولتها الى يأس وأذعن العدو مرة أخرى".
وأضاف أن إيران "تتمتع بعمق اجتماعي واسع ودعم شعبي قوي وانسجام وطني، وذلك خلافا لمزاعهم".
ولفت المسؤول الإيراني إلى الإجراءات "العدائية" لبعض الدول تجاه إيران خلال الأشهر الماضية خاصة في المرحلة التي أعقبت الانتخابات، وقال "رغم أن هذه الدول استخدمت کافة طاقاتها السياسية والدولية والإعلامية لإثارة الأزمة وتوجيه الضربة لإيران، إلا أنها اعترفت أخيرا وبإذلال أمام الرأي العام العالمي بأن توقعاتها حول إيران لم تتحقق وأنها عجزت عن فهم وقائع إيران".
الحكومة الايرانية ستواصل سياسة 'إزالة التوتر' مع الدول الأخرى
الى ذلك، أعلنت إيران اليوم الثلاثاء أن الحكومة الجديدة للرئيس محمود أحمدي نجاد ستواصل سياستها الخارجية القائمة على "إزالة التوتر" مع الدول الأخرى على نطاق واسع. ونقلت وكالة مهر للأنباء الإيرانية شبه الرسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي قوله في مقابلة تلفزيونية مع قناة "جام جم" الموجهة للإيرانيين في الخارج، إن السياسة الخارجية للحكومة العاشرة "قائمة على المبادئ الثلاثة، العزة والحكمة والمصلحة"، مضيفاً أنها "ستواصل سياسة إزالة التوتر على نطاق أوسع".
ورداً على الانتقادات الموجهة إلى بلاده بسبب توسيع علاقاتها مع دول أميركا اللاتينية وروسيا والصين، قال قشقاوي "بعض المنتقدين يشيرون الى الماضي الاستعماري للقوى، طبعا التاريخ دليل على هذا الأمر، ولكن يجب التعامل بمرونة في السياسة الخارجية، وفي الحقيقة فإن القضايا السياسة هي قضايا نسبية".
وأشار الى أن روسيا نفذت تعهداتها بشأن تسليم الوقود النووي الى إيران بحسب الجدول الزمني، لافتا الى أن حجم التبادل التجاري بين إيران والصين ارتفع الى 30 مليار دولار حالياً، مضيفاً "أن الصين ليس لديها ماض استعماري ضد مصالح إيران الوطنية، وعلى هذا الأساس فإن تطوير العلاقات مع الصين يصب في مصلحة إيران".
وبشأن حصة إيران من بحر قزوين، قال المتحدث "إن دبلوماسيتنا بشأن بحر قزوين كانت ناجحة للغاية رغم الدعايات". واعتبر قشقاوي أن "سعي اميركا للتفاوض مع إيران ناجم عن فشل سياسة الحظر على ايران، وهو ما أقره حتى المتطرفون من الحزب الجمهوري الأميركي"، مشيرا الى استطلاع أخير نشره موقع أميركي "أظهر أن 88% من الشعب الأميركي يعتبر الانتخابات الرئاسية في إيران انتخابات شرعية وهو عكس ما تروّج له وسائل الإعلام الغربية.".
ونفى ما تردد عن بيع أميركا طائرات مدنية من طراز "بوينغ" الى ايران، معتبراً أن تخلي الولايات المتحدة عن نشر الدرع الصاروخي في شرق أوروبا "يأتي في اطار التنافس بين القوى الكبرى، ولم يكن مخططا له لمواجهة إيران، ولكن الأزمة المالية لم تسمح لواشنطن باستكمال الخطة".
وأشار إلى "أن الدول الغربية تدرك جيدا أن ايران تعتبر قوة مؤثرة في المنطقة، وأن القوى الكبرى مضطرة للتعامل فيما بينها باعتبار ايران شريكة لهم".
وبشأن وضع الأميركيين الثلاثة الذين اعتقلوا في إيران بعد اجتيازهم الحدود الدولية، قال المتحدث "إن دخول هؤلاء الأفراد الى حدودنا كان غير قانونياً، وإن هذا الموضوع تم إبلاغه للسفارة السويسرية التي ترعى المصالح الأميركية في إيران، وإن ملف هؤلاء الأفراد ما زال قيد الدراسة والمتابعة".
وأوضح أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد سيشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وسيلقي كلمة في اليوم الأول من أعمال الجمعية العامة، إضافة الى لقائه الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون، وعقد لقاءات أخرى وإجراء مقابلات صحافية، مستبعدا عقد محادثات ثنائية مع الجانب الأميركي.
وأشار قشقاوي الى أن حديث أحمدي نجاد بشأن "المحرقة اليهودية" (الهولوكوست) هو دعوة الى الباحثين والكتاب وأساتذة الجامعات "للتحري حول هذه القضية ومدى صحتها، كما هو الحال مع قضية إبادة 10 ملايين أسود في الكونغو من قبل الاستعمار البلجيكي في القرن الماضي، وهي فاجعة أكثر مأساوية من قتل اليهود، ولا يوجد حظر على إجراء التحقيق حولها. كما أن واقعة عاشوراء، التي تعتبر من أهم وأكثر الأحداث تأثيرا بالنسبة للمسلمين عموما والشيعة خصوصاً، لا يوجد أي منع حول التحقيق بشأنها".