أخبار

أسباب العنف القبلي في السودان ما زالت غير واضحة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

جنوب السودان منطقة واسعة وتحوي على النفط ورغم مرور أربع سنوات على انتهاء الحرب الاهلية التي دامت 21 عاما تصل حصيلة القتلى في جنوب السودان الى 700 شخص أحيانا لكن اسباب المواجهات التي تتوالى في جنوب السودان ليست كلها متشابهة.

الخرطوم: ما زالت أسباب تصاعد العنف في جنوب السودان غير واضحة اذ يتحدث الخبراء عن عوامل متعددة من بينها سرقة المواشي والنزاع على الموارد الطبيعية وعمليات الثأرالقبلية والصراعات الداخلية في الجيش الجنوبي فضلا عن اتهامات للخرطوم باعداد خطة من اجل زعزعة الاستقرار في جنوب السودان.

ومنذ بداية العام، يحمل كل شهر معه نصيبه من "العنف القبلي" في جنوب السودان وهي منطقة واسعة تحوى نفطا في باطن ارضها لكنها ما زالت تفتقر الى اي بنية اساسية رغم مرور اربع سنوات على انتهاء الحرب الاهلية التي دامت 21 عاما (1983-2005). وتصل حصيلة القتلي الى 700 شخص احيانا وربما تنخفض الى 350 في احيان اخرى. لكن اسباب المواجهات التي تتوالى في جنوب السودان ليست كلها متشابهة.

ويقول الخبير البريطاني في شؤون جنوب السودان دوغلاس جونسون لوكالة فرانس برس "في ولاية البحيرات، هناك تصاعد للمواجهات بين الاجنحة المختلفة لقبيلة الدنكا وهي مواجهات يمكن وصفها بالقبلية". ويتابع "لكن في ولاية جونقلي على سبيل المثال هناك بالتأكيد بقايا ميليشيات لديها مخزون من الاسلحة وتعمل لتحقيق اهداف لا علاقة لها بالضرورة بالخلافات المحلية".

وشهدت ولاية جونقلي الاحد الماضي هجوما من قبيلة لو نوير على قرية دوك بادييت التي تقطنها غالبية من قبيلة الدينكا هول المجاورة. واوقع الهجوم اكثر من مئة قتيل كما ادى الى نزوح الاف الاشخاص. ويقول منسق بعثة الامم المتحدة للسلام في جنوب السودان ديفيد غريسلي انه "يكاد يكون واضحا ان هجوم الاحد استهدف قوات الامن" وليس فقط القبيلة المجاورة.

ويتهم مسؤولون من جنوب السودان حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير بتسليح ميليشيات مثل تلك المنتمية لقبيلة لو نوير من اجل زعزعة الاستقرار في جنوب السودان مع اقتراب الانتخابات السودانية في نيسان/ابريل 2010 والاستفتاء المقرر اجراؤه عام 2011 حول استقلال جنوب السودان.

غير ان اي جي هوغندورن مدير مجموعة الازمات الدولية في منطقة القرن الافريقي يشير الى ان "هناك القليل من الادلة التي تدعم هذه المزاعم". ويرى هوغندورن في النزاعات داخل الجيش الجنوبي سببا محتملا للعنف. ومع انتهاء الحرب الاهلية في جنوب السودان تم دمج مختلف الميليشيات الجنوبية بما فيها تلك التي تعاونت مع القوات الشمالية، داخل الجيش الشعبي لتحرير السودان الجناح العسكري للحركة الشعبية لتحرير السودان الذي صار اليوم جيش جنوب السودان.

ويعتقد هذا الخبير انه "ما زال هناك توتر بين هذه الميليشيات اذ ما زال ولاء وحدات عدة لقائدها الاصلي وليس للمؤسسة التي اصبحت جزءا منها. لذلك هناك خطر حقيقي بان تتحول هذه الوحدات الى ميليشيات مستقلة مرة اخرى". وتقع بشكل منتظم اشتباكات بين القبائل في جنوب السودان بسبب سرقة المواشي او النزاع حول الموارد الطبيعية.

ولكن منذ مطلع العام الجاري، اتخذ العنف في جنوب السودان بعدا جديدا بسبب زيادة عدد الاطفال والنساء الذين قتلوا وارتفاع عدد الضحايا. ومع اقتراب انتخابات نيسان/ابريل، يتوقع العديد من المحللين تصاعدا في العنف في جنوب السودان. ويقول هوغندورن انه "يرجح بدرجة كبيرة ان تتسبب الانتخابات في اضطرابات في الجنوب ولكن لا يمكن التكهن بالمدى الذي ستصل اليه".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف