أخبار

شابوفسكي: سقوط جدار برلين أنقذ ألمانيا الديمقراطية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بدأ سقوط جدار برلين في 17 تشرين الاول / اكتوبر بقرار من المكتب السياسي للحزب الشيوعي لازاحة اريش هونيكر الرجل القوي في النظام. وتحت ضغط المتظاهرين طلب المكتب السياسي من الحكومة اعداد قانون حول حرية التنقل.

برلين: سقط جدار برلين في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 1989 اثر اعلان متسرع الى حد ما امام الصحافيين لرئيس الماني شرقي كان يأمل في "انقاذ" النظام الشيوعي في المانيا الديموقراطية. وقال غونتر شابوفسكي البالغ اليوم 80 عاما "لا اصف نفسي بالبطل الذي فتح الحدود. ففي الحقيقة تصرفت سعيا مني الى انقاذ نظام جمهورية المانيا الديمقراطية".

وكانت حوالى الساعة 19,00 في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 1989 عندما اخرج شابوفسكي المتحدث باسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الحاكم من جيبه وثيقة وقرأها بصوت عال معلنا ان تأشيرات للسفر او الهجرة الى الخارج ستمنح "بدون شروط" مسبقة. واعتبارا من اي وقت؟ تساءل صحافي. تردد شبوفسكي قبل ان يجيب "على حد علمي .. على الفور".

عندئذ قفز مراسلون صحافيون فرحا خارج القاعة وسرعان ما انتشر الخبر عبر وكالات الانباء بان "الجدار سقط". والاحداث اللاحقة معروفة. فعندما بث الخبر عبر الاذاعة تدفق الاف من سكان برلين الشرقية الى المراكز الحدودية حيث اصطدموا بحراس غير مطلعين. وفتح حاجز في نهاية المطاف باتجاه الغرب وتدفقت الحشود العطشى للحرية.

لكن غونتر شابوفسكي لم يكن يتوقع البتة مثل هذا الامر. واسر بعد عشرين عاما امام صحافيين اجانب "في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر كنت لا ازال شيوعيا متحمسا". وروى "ان فتح الجدار لم يكن قرارا انسانيا بل تكتيكيا اتخذ تحت ضغط الشعب. كان وجود جمهورية المانيا الديمقراطية في خطر وكان ما بين 300 و500 شخص يهربون كل يوم عبر الحدود، كان الامر اشبه بنزيف. وكان لا بد لنا من القيام بامر ما لكسب الشعبية". وكان العضو الوحيد في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الذي جاء لمواجهة المتظاهرين الذين قدر عددهم باكثر من نصف مليون في الكسندربلاتز في برلين الشرقية في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1989.

واضاف ان سقوط الجدار بدأ في 17 تشرين الاول/اكتوبر بقرار من المكتب السياسي للحزب الشيوعي لازاحة اريش هونيكر الرجل القوي في النظام. وقال "عادة في اي حزب شيوعي لا يطاح بامين عام، فالامين العام يموت او يرحل لكن لا يسقط".

"وتحت ضغط المتظاهرين طلب المكتب السياسي بعد ذلك من الحكومة اعداد قانون حول حرية التنقل". واكتمل المشروع في غضون اسابيع، و"اعلن يوم الاثنين السادس من تشرين الثاني/نوفمبر"، بحسب شابوفسكي. لكن "عبارة صيغت بشكل خاطىء" تبعث على الاعتقاد انه "لن يكون هناك اي هيئة جديدة مكلفة تسليم التراخيص".

وكثف المتظاهرون جهودهم كما يذكر. ويقول "لم نكن نصدق ما يحدث. لقد اتخذنا اكثر القرارات ابداعا" قرار فتح الحدود ولكن ما النتيجة احتجاجات كثيفة ووضع عبثي". وكان "لا بد من اصلاح الامر على الفور بقرار حكومي"، على حد تعبيره. واعد النص في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر صباحا في مجلس الوزراء.

وتسلمه شابوفسكي وحمله معه الى المؤتمر الصحافي في المساء. والهدف حسب شابوفسكي هو "اعلان كل ذلك في وقت متأخر الى ابعد حد لتفادي طرح الاسئلة، اي حوالى الساعة 18,50 على ان ينتهي المؤتمر الصحافي في الساعة 19,00". وفي ذلك المساء بدأ تاريخ اعادة توحيد الالمانيتين مساره. وابعد غونتر شابوفسكي من الحزب الشيوعي مطلع 1990 لانه اسقط الجدار وادين في 1997 بتهم التواطوء في سقوط قتلى على الحدود بين الالمانيتين ثم جرد من رتبته في العام الفين.

وهو من المسؤولين الالمان الشرقيين القلائل جدا الذين نأوا بانفسهم عن النظام من خلال الاعتراف بالمسؤولية الاخلاقية. و"في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر تدهور الوضع ليتحول الى حمام دم. وكنا محظوظين جدا" كما قال. واضاف "اذكر ان عضوا من الشتاسي (الشرطة السرية) جاء الي وقال لي ايها الرفيق شبوفسكي الحدود مفتوحة. ولا شيء هام يسجل".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف