تشاؤم واسع بعد قمة الشرق الأوسط في نيويورك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تخنق سحابة سوداء من التشاؤم كل الآمال في ان يستطيع الرئيس الأميركي باراك أوباما ان يأتي بمعجزة في الشرق الأوسط بوضع المفاوضات على مسار التقدم السريع نحو اتفاقية للسلام الشامل. ولم يسفر لقاء نيويورك الذي رتبه بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأسبوع الحالي عن أكثر من جدول لاجتماعات منخفضة المستوى في الاسبوع الحالي والذي يليه وهو ما زاد من عمق الشكوك. وهذه عينة من التعليقات النموذجية المعبرة عن ذلك
القدس: قال زكريا القاق مدير الشؤون الخارجية بجامعة القدس: "نحن في مأزق". قوة الدفع لدى أوباما تضعف وكان من المتوقع ان يحدد الاتجاه للأشهر الستة الأولى لكنها الآن سياسة انعدام الخيارات أو الطريق المسدود. ويقول القاق ومعلقون آخرون ان نتنياهو يبدو راضيا بالوضع الراهن و لا يتعجل بدء محادثات بشأن تسوية نهائية تؤدي الى اقامة دولة فلسطينية. ومن وجهة نظر نتنياهو فان خطر وجود قنبلة ذرية في أيدي جمهورية ايران الاسلامية له الاولوية القصوى. وعلى حد قوله "القضية الايرانية تحجب كل شيء."
ويشير محللون فلسطينيون الى ان ايدي اوباما مقيدة بقضايا لها اهمية اكثر الحاحا بالنسبة للناخبين الاميركيين منها سياسة الرعاية الصحية والحرب في افغانستان ولا يستطيع ان يتحمل فتح جبهة جديدة مع اليمين بأن يتحدى اسرائيل في اختبار للارادات. وقال القاق ان اوباما أسير لقضية الرعاية الصحية ولا يستطيع ان يتحرك بحرية لذا فان الفلسطينيين أسرى أيضا. وقال ان عباس يريد ان يتيح الفرصة أمام أوباما ثلاثة أو أربعة شهور ليرى ما سيحدث لقضية الرعاية الصحية لكن ما يحصل عليه هو اجتماعات وليس مفاوضات والجمهور لا ينخدع والتشاؤم لا يقتصر على الفلسطينيين.
وكتب ارون ديفيد ميلر مستشار شؤون الشرق الاوسط لستة من وزراء الخارجية الأمريكيين في مجلة (بوليتيكو) ان "الأمر واضح للجميع ما عدا البلهاء" وهو ان فرص تحقيق اتفاق في الوقت الحالي صفر تقريبا. ويقول ميلر انه حتى لو استطاع اوباما التوصل الى تجميد البناء في المستوطنات الذي طالب به عباس مرة أُخرى والذي رفضه نتنياهو مرة اخرى ايضا فان الحقيقة تبقى ان الحركة الوطنية الفلسطينية منقسمة و"اسرائيل لا تزال لا تعرف ماهو الثمن الذي هي مستعدة لدفعه" مقابل السلام. وقال ان اوباما قد يتعين عليه ان يقرر قريبا "ما اذا كان سيخرج من عملية جادة لصنع السلام... أو سيصبح ضالعا فيها بشكل اعمق ويبحث القيام بجهد أميركي غير مسبوق لسد الفجوات."
ورأى الفلسطينيون مظهرا ايجابيا واحدا في اجتماع نيويورك قائلين انه أثبت التزام أوباما الشخصي بالوصول الى اتفاق. وقال المعلق طلال عوكل في صحيفة الايام انه من الواضح ان اوباما لن يقبل بفشل جهده السياسي في التعامل مع الصراع العربي الاسرائيلي. واضاف ان بواعث القلق المحلية بما في ذلك استمرار الركود الاقتصادي وحربي العراق وأفغانستان ستحد بشدة من مدى تحرك اوباما ولن تكون اسرائيل هي التي ستشعر بتأثير ذلك. وقال من الواضح ان الحكومة الاميركية على وشك ممارسة ضغوط معينة وسيكون من الاسهل ممارسة الضغط على الجانب الاضعف (اي الفلسطينيين).
وشعرت أيضا الجماعات اليهودية الاميركية التي تتبع نهجا انتقاديا تجاه اسرائيل بشأن عملية السلام بالاحباط وقال جيرمي بن عامي المدير التنفيذي لجماعة جي ستريت المؤيدة للسلام " هناك مزاج لترويض النفس واليأس من وجود مخرج حقيقي من الصراع." وقال بن عامي ان الامر سيحتاج الى ما هو أكثر من زيادة النشاط الدبلوماسي المُعتاد على مسارات مطروقة جيدا من أجل إحداث أي تغيير. واضاف انه يحتاج الى شيء اكثر حزما. وكتب جيمس بيسر في صحيفة (جويش ويك) التي تصدرفي نيويورك انه عندما تصافح الراحلان ياسر عرفات واسحق رابين في حديقة البيت الابيض منذ 16 عاما "كان هناك احساس لدى معظم زعماء اليهود الرئيسيين بان المأزق الطويل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني سينكسر قريبا."
وقال ان الان هناك "اجماع جديد يتبلور يقول ان الوضع الراهن هو افضل ما يمكن ان يؤمل به." ووفقا لمايكل جولدفارب في صحيفة ويكلي ستاندارد فان الصراع وصل الى مأزق جديد. واسرائيل تركز على خطر ايران النووي بينما عباس وسلطته الفلسطينية لا يستطيعان التحدث باسم 1.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة الواقع تحت سيطرة زعماء حماس الاسلاميين الذين يعارضون الاعتراف باسرائيل. وقال جولدفارب "اوباما يتحدث عن اجراء محادثات وعندما تبدأ المحادثات لن تكون حماس جالسة الى مائدة التفاوض ولن تكون السلطة الفلسطينية قادرة على التحدث بالنيابة عنها. "لا يستطيع عباس ان يتوصل الى اي اتفاق او يقدم اية تنازلات بدون ان يواجه حماس اولا ولا يستطيع الاسرائيليون تقديم أية تنازلات دون الدخول في نوع من المواجهة مع ايران اولا."