موغابي يصور نفسه بطلاً وليس سبب مشاكل زيمبابوي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نفى رئيس زيمبابوي روبرت موغابي في حديث الى شبكة سي ان ان أن تكون سياسته أدت الى انهيار اقتصاد بلاده
نيويورك: وصف رئيس زيمباوي روبرت موغابي نفسه بأنه بطل إفريقي يحارب الإمبريالية والمحاولات الأجنبية لإسقاطه عن الحكم وليس كما يسود من اعتقاد بأنه دكتاتور متشبث بالسلطة على حساب رفاهية شعبه وبلده. وأجرى موغابي مقابلة نادرة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية نفى فيها مراراً تأكيدات محاورته كريستيان أمانبور المتكررة ان سياساته دفعت زيمباوي التي كانت تعرف من قبل بأنها "سلة الخبز" الإفريقية إلى حالة من الانهيار الاقتصادي.
واتهم موغابي (85 سنة)، الرئيس الأوحد لزيمبابوي منذ استقلالها عن بريطانيا في العام 1980، بريطانيا والولايات المتحدة بمحاولة عزله عن الحكم من خلال فرض عقوبات اقتصادية ساءت تأثيراتها على مر سنين من الجفاف.
ونفى أن تكون بلاده تواجه مشاكل اقتصادية، قائلاً انه زرع في العام الماضي ما يكفي من الطعام لكل الشعب، ودافع عن سياساته التي دفعت المزارعين البيض إلى مغادرة أراضيهم، قائلاً ان الأفارقة الأصليين استعادوا الأراضي. وقال "إصلاح الأراضي هو أفضل شيء يحصل في بلد إفريقي،لأنه يتعلق بالسيادة الوطنية".
يشار إلى ان هذه أول مقابلة يجريها موغابي مع تلفزيون غربي منذ سنوات عديدة، وبدا مستاءً من بعض أسئلة محاورته المباشرة ،نافياً مراراً وتكراراً أدلة وتقارير عن مشاكل بلده. ورفض موغابي ما يتردد عن ان حزبه خسر في انتخابات العام 2008، وهو أمر أجبره على مشاركة الحكم مع خصمه مورغان تسفانجيري ،رئيس الوزراء الحالي.
وأصر على انه لا يمكن ترك الحكم "عندما يفرض عليك الإمبرياليون المغادرة، فثمة تغيير في الحكم، ألم تسمعوا ببرنامج تغيير النظام في بريطانيا والولايات المتحدة ،وهو برنامج هدفه ليس إقصاء روبرت موغابي من الحكم وحسب وإنما إخراج موغابي وحزبه؟". ورفض تأكيدات المحاوِرة بأن تدابير مشاركة الحكم لا تنجح، وان الشخصيات السياسية المعارضة ما زالت تتعرض للإرعاج حتى يتم توقيفها.
ورداً على سؤال عن المعارض الأبيض روي بينيت الذي سيتسلم وزارة الزراعة بعد سنة من تشكيل الحكومة، تلعثم موغابي قبل أن يقول ان بينيت يواجه تهم "تنظيم أسلحة للحرب" ضد زيمبابوي. وأضاف انه سمع ان المحاكمة تفتقر للدليل في القضية، لكنه لن يوافق على تسلم بينيت منصبه قبل إسقاط كل التهم عنه.
ونفى أيضاً أي مسؤولية عن إلحاق الأذى بالبلاد جراء سياساته الاقتصادية، وبدلاً من ذلك وجه اللوم إلى العقوبات "غير المبررة وغير المشروعة" التي كان الهدف منها تغيير النظام. وقال "لا بد من رفع العقوبات، ولا يجب أن يتدخل الخارج بشؤوننا"، مضيفاً ان "التدخل الإمبريالي في شؤوننا يؤثر بشكل سلبي على بلدنا".
ورداً على أمانيور التي شددت على ان العقوبات موجهة بغالبيتها ضد الأفراد، وليس مجموعات اقتصادية، قال موغابي"هذا أمر خاطئ فـ " العقوبات الأميركية هي عقوبات حقيقية، عقوبات اقتصادية". وحاولت المضي في مناقشة هذه المسألة قائلة ان المراقبين يلومون سياساته وليس العقوبات، قاطعها موغابي قائلاً "لا يقول الجميع ذلك، هذا ليس صحيحاً".
ورفض موغابي أيضاً الانتقادات التي يوجهها إليه كبير الأساقفة الجنوب إفريقي ديزموند توتو، الحائز على جائزة نوبل للسلام عن دوره في مكافحة التمييز العنصري، والذي يتهم موغابي بتحويل زيمبابوي إلى بلد محطم بوقمع شعبه ،قائلا إن بلاده "ليست محطمة"، واصفاً تعليقات توتو بأنها "كلام شيطاني، وهذا الرجل الصغير لا يعلم ما يتحدث عنه".
وتعليقاً على مسألة أخذ المزارع من البيض، قال موغابي ان "زمبابوي ملك للزيمبابويين"، وعلى البيض منهم،وحتى الذين ولدوا في البلد ويمتلكون صك ملكية شرعي لأرضهم،أن يدفعوا دينا متوجبا عليهم فقد " احتلوا الأرض بطريقة غير شرعية، أخذوا الأرض من شعبنا". وأضاف انهم "مستوطنون بريطانيون"، ثم دعاهم "مواطنون بالاستعمار يأخذون أراضي السكان الأصليين".
ورداً على سؤال إن كان سيخوض الانتخابات في العام 2011، رفض موغابي الإجابة ، لكنه نفى أي خوف من الهزيمة ورفض مجدداً التهم بارتكاب أخطاء انتخابية في السابق. وقال "لا تسير الانتخابات بسلاسة دائما في كل البلدان، وأنظروا إلى ما حصل في أماكن أخرى، لم تسر بسهولة هنا وإنما أنظروا إلى ما حصل خلال الولاية الأولى لـ (الرئيس الأميركي جورج) بوش".