أنغيلا ميركل وناخباتها: علاقة فريدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تتربط المستشارة الألمانية بعلاقة فريدة مع ناخباتها رغم انها لم تجن فائدة كبيرة منها عشية الإنتخابات.
برلين: يرى محللون ان أنغيلا ميركل التي لا تصنف مدافعة عن النساء ولا محافظة في الوقت نفسه، تربطها علاقة فريدة بناخباتها، لكنها لم تجن فائدة كبيرة منها عشية خوضها الانتخابات التي تترشح فيها لولاية ثانية. ويعتبر هؤلاء ان ميركل، اول امراة تحكم المانيا والتي صنفتها مجلة فوربس المراة الاكثر قوة في العالم للعام الرابع على التوالي، تستمد قوتها السياسية من قدرتها على تجاوز الكليشيهات المرتبطة بكونها امراة، في مجتمع لا يزال تقليديا في جوانب عدة.
وخلال حملتها لانتخابات 27 ايلول/سبتمبر، حرصت ميركل ان تركز على فترة شبابها في جمهورية المانيا الديموقراطية اكثر منه على هويتها الجنسية. لكن ميركل التي يسميها بعض معارضيها "ماما" والتي لم تنجب اولادا، حاولت رغم ذلك ابراز انوثتها.
وقالت في شريط مصور يندرج في اطار حملتها "لا ازال اتعلم كل يوم امرا جديدا (...) مثل اهمية تصفيفة الشعر"، في اشارة الى خطواتها الاولى في السياسة وتصفيفة شعرها الجديدة، الاكثر عصرية. لكن ميركل التي كان المستشار السابق هلموت كول يسميها "الفتاة"، تظهر عموما تحفظا عن المسائل المرتبطة بالجنس.
ففي مقابلة غير مالوفة مع مجلة "ايما" النسائية في اب/اغسطس، وصفت الفوارق في الرواتب بين الجنسين بانه "مشكلة فعلية"، لكنها استبعدت تدخل الدولة. وقالت "انصح كل امراة تتقاضى راتبا اقل من زملائها الذكور الذين يمارسون العمل نفسه ان تقابل المسؤول عنها وهي واثقة بنفسها وان تقول له ان امرا ينبغي ان يتغير".
واظهر استطلاع اخير لقناة "اي ار دي" العامة فرقا كبيرا في نوايا التصويت بين الرجال والنساء مقارنة بالانتخابات السابقة. ف59 في المئة من النساء و55 في المئة من الرجال قالوا انهم سيدعمون ميركل، في حين ان 27 في المئة من النساء و28 في المئة من الرجال اكدوا انهم سيؤيدون منافسها الاشتراكي الديموقراطي فرانك فالتر شتاينماير.
وتؤيد ليونور فولكنينغ (72 عاما) الممرضة المتقاعدة والمتحدرة من هامبورغ، الحزب الاشتراكي الديموقراطي، لكنها فخورة بكون امراة بروتستانتية متحدرة من المانيا الشرقية السابقة تمكنت من تبوؤ السلطة. وتقول "راقبوا سياستها في موضوع العائلة، لقد نجحت في استقاء افكار كثيرة من الحزب الاشتراكي الديموقراطي وتحويلها افكارا خاصة بها. قد لا يكون الامر عادلا بالنسبة الى الاشتراكيين الديموقراطيين، ولكن علي توجيه تحية اليها".
وقد ارست اورسولا فون دير ليين، وزيرة العائلة في عهد ميركل والام لسبعة اولاد، اصلاحات اتاحت للابوين الالمانيين العاملين بالحصول على اجازة اسرية تمتد عاما، مع افادتهما من ثلثي راتبهما ومن شهرين اضافيين في حال مشاركة الاب في هذه الاجازة. ولاحظت بريجيت غايسيل عالمة السياسة في جامعة دارمشتاد التقنية ان ميركل "لم تبد الى جانب النساء" خلال حملتها الانتخابية الاولى لمنصب المستشارة العام 2005.
حتى ان خصمها انذاك الاشتراكي الديموقراطي غيرهارد شرودر كان يفوقها شعبية في صفوف النساء. لكن ميركل عرفت خلال ولايتها كيف تجتذب الناخبات، و"حققت مكسبا لمجرد انها امراة تمثل المانيا في قمة مجموعة العشرين على سبيل المثال"، على قول غايسيل.
وذكرت رئيسة جمعية النساء في الاتحاد المسيحي الديموقراطي، حزب المستشارة، بان البعض كان يتساءل خلال انتخابات 2005 ما اذا كانت امراة قادرة على حكم المانيا. اما اليوم، فتداركت ماريا بومر ان الالمان ينظرون الى شتاينماير ويتساءلون "هل يستطيع تولي هذه المهمة الصعبة؟".