أخبار

هدوء يلف القدس بعد مواجهات في باحة الحرم القدسي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يقع الحرم القدسي ضمن المدينة القديمة في القطاع الشرقي للقدس الذي احتلته الدولة العبرية واعلنت ضمه في 1967. ويضم المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة. ويعتقد اليهود انه بني على موقع هيكل سليمان الذي دمره الرومان في العام 70 ميلاديا وان آخر آثاره تتمثل بحائط المبكى (حائط البراق).

القدس: اندلعت مواجهات في القدس الشرقية الاحد بين عناصر من الشرطة الاسرائيلية وفلسطينيين بعد مناوشات بين يهود ومسلمين في باحة الحرم القدسي، حسب رجال الشرطة وشهود عيان.

وقال شهود عيان ان شبانا فلسطينيين رشقوا بالحجارة عشرات من رجال الشرطة الذين انتشروا في ازقة المدينة، وردت الشرطة بالقاء القنابل الصوتية باتجاههم.

وذكرت الشرطة انه جرى اعتقال ثمانية اشخاص، كما نقل شهود عيان انهم شاهدوا نحو عشرة جرحى.

وعاد الهدوء الى المدينة القديمة عصر الاحد وسير عشرات من رجال الشرطة دوريات في الشوارع.

وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد لوكالة فرانس برس "هناك انتشار كبير لعناصر الشرطة في البلدة القديمة .. وبشكل عام الامور هادئة".

وافادت مصادر الشرطة ان المواجهات الاولى اندلعت صباح الاحد في باحة الحرم القدسي عندما قام "نحو 150 مسلما" بمهاجمة ما اعتقدوا انه مجموعة من المصلين اليهود ارادوا الصلاة في هذا المكان على سبيل الاستفزاز، وقاموا برشقهم بالحجارة.

وقال المتحدث باسم الشرطة في القدس الشرقية شامويل بن روبن ان مجموعة من اليهود المتدينين كانت موجودة فعلا في مكان مجاور، الا ان المجموعة التي تعرضت للهجوم "هي مجموعة من السياح الفرنسيين غير اليهود قدموا لزيارة المكان في اطار رحلتهم".

وقال اليهودي المتدين يهودا غليك ان مجموعته التي تضم نحو 200 من اليهود المتدينين كانت متواجدة على اطراف المدينة القديمة الى جانب حائط المبكى، حيث تودي الطريق هناك الى باحة الحرم القدسي.

واضاف غليك ان "رجال الشرطة جاؤوا الينا وقالوا +الذنب ذنبكم، لو لم تأتوا الى هنا لما رشق العرب الحجارة+".

وحسب الشهادات التي تم جمعها فان شبانا فلسطينيين تواجهوا بعد ذلك مع قوات الامن التي كانت انتشرت بقوة في شوارع المدينة القديمة الضيقة ورشقوهم بالحجارة فرد عناصر الشرطة بالقنابل الصوتية.

واطلقت نداءات من جوامع المدينة القديمة دعت السكان الى التجمع في باحة الحرم القدسي.

وذكر احد شهود العيان وهو فلسطيني يدعى ابو رائد "تجمعت مجموعة كبيرة من المستوطنين اليهود امام المسجد الاقصى وحاولوا الدخول".

واضاف "دخل بعضهم وتوغلوا الى قلب باحة الحرم القدسي حيث كان الناس يصلون .. انهم مستوطنون يهود يرتدون ملابس تظهرهم كسياح".

ولدى دخولها الحرم القدسي، واجهت المجموعة اكثر من 100 مسلم رددوا هتافات معادية والقوا الحجارة باتجاههم. وفي تلك اللحظة تدخلت الشرطة واخرجت السياح واغلقت البوابة، حسب الشرطة وشهود عيان.

ودعت السلطة الفلسطينية الهيئات العربية والاسلامية الى عقد اجتماع عاجل على خلفية الاحداث التي جرت في المسجد الاقصى.

وقال وزير الاوقاف الفلسطيني محمد الهباش في مؤتمر صحافي اليوم "ما يجري في المدينة المقدسة لا يحتمل التأجيل، وانا ادعو باسم السلطة الوطنية الفلسطينية، الجامعة العربية ولجنة القدس ومنظمة المؤتمر الاسلامي الى عقد اجتماع عاجل لبحث ما تقوم به سلطات الاحتلال في المدينة".

وتابع الهباش "خطورة الموقف في المدينة تحتمل تقديم طلبات مكتوبة لعقد هذه الاجتماعات والموضوع لا يحتمل التأخير خاصة وانه يتعلق باولى القبلتين".

واضاف الوزير الفلسطيني "عندما شعرت اسرائيل بالحرج بعد تقرير غولدستون، الذي يلزم اسرائيل بالامتثال للقانون الدولي، تهرب اليوم للتغطية على تلك الجرائم بارتكاب جريمة جديدة، وكأن القادم ينسينا الماضي".

وكان ريتشارد غولدستون ترأس بعثة تحقيق تابعة للامم المتحدة ووضع تقريرا اتهم فيه الجيش الاسرائيلي بارتكاب "افعال يمكن اعتبارها جرائم حرب، وحتى جرائم ضد الانسانية في بعض الحالات" خلال هجومها العسكري الواسع على قطاع غزة في نهاية العام الماضي ومطلع العام الحلي.

من جهتها، وصفت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، حوادث الاحد بانها "تصعيد خطير" وقالت ان "الاحتلال الاسرائيلي سيتحمل مسؤولية العواقب التي ستنجم عن هذه الجريمة".

وكثيرا ما تشهد باحة المسجد الاقصى، ثالث الحرمين الشريفين، اعمال عنف متكررة بين الفلسطينيين والاسرائيليين خصوصا لان حائط المبكى المقدس لدى اليهود يقع في المكان نفسه.

وكانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية قد انطلقت من هذا المكان بعد قيام رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارييل شارون بزيارة له اثارت النزاع في ايلول/سبتمبر 2000.

وتأتي هذه المواجهات فيما تستعد اسرائيل اعتبارا من مساء الاحد للاحتفال بيوم الغفران (كيبور) الذي يقضي بالصوم ل25 ساعة واقامة الصلوات.

وتنغلق اسرائيل على نفسها في هذا اليوم وتتوقف فيها الحركة كليا وتنعزل عن العالم حيث يتم اغلاق المطارات والمعابر الحدودية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف