سينودس أفريقيا فرصة لدعم الحوار المسيحي الإسلامي

سيكون السينودس الخاص بكنائس إفريقيا والذي سيعقد في روما مناسبة للتعرف على الوضع الكنسي في القارة

تونس: قال مطران تونس مروان لحام إن السينودس الخاص بكنائس إفريقيا والذي سيعقد في روما من 4 ـ 25 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، "سيكون مناسبة للتعرف عن قرب على الوضع الكنسي في القارة وفرصة لدعم الحوار المسيحي الإسلامي" وفق تعبيره.

وأوضح المطران لحام في مقابلة مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء أن سبب اختيار موضوع "الكنيسة في إفريقيا في خدمة المصالحة والعدالة والسلام" عنوانا للسينودس الخاص بكنائسها هو الحاجة للاهتمام أكثر بمسيحيي القارة وتنامي الصراعات بين دولها وحتى داخل الدولة الواحدة"، مؤكدا أن "السلام لن يعم في أفريقيا ما لم يقم العدل وما لم تتم إعادة الحقوق للشعوب والأفراد على حد السواء"، وهو "ما يفسح المجال للمصالحة"، وقال إن "أي كلام مبني على غير العدل لا يجوز، وبعد تحقيق السلام يمكن الحديث عن المصالحة، كما كان الشأن في أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية" حسب تعبيره.

من جهة أخرى اعتبر نيافة المطران لحام أن "اهتمام الكنيسة الأم بالوجود المسيحي الكاثوليكي في أفريقيا أمر لا شك فيه"، لكنه اعتبر في المقابل أن "التواجد المسيحي في القارة مايزال حديث العهد ويشوبه نوع من الخلط بين الديانات القديمة والمسيحية التي تبد وبحاجة إلى غربلة لتغد ومسيحية صافية"، منوها بـ"أهمية دور الكنائس المسيحية في القارة في تقوية إيمان المسيحيين على الرغم من أن تطهير الماضي بجيل واحد أ وجيلين يبد وأمرا صعبا" حسب تعبيره.

وبشأن الصراعات في القارة السمراء ذكر لحام أن "النزاعات المسلحة في الصومال وأثيوبيا والسودان وكينيا والكنغو وزيمبابوي هي ضرب من الجنون، في وقت تصرف فيه ملايين الدولات لشراء الأسلحة والمعدات العسكرية رغم حاجة الشعوب إلى الغذاء والدواء" حسب قوله.

وحول مضمون مداخلته في السينودس قال المطران لحام إنه سيتحدث عن الدور والخبرة التي يمكن أن تقدمها كنائس أفريقيا الشمالية للحوار المسيحي الإسلامي لمثيلاتها في أفريقيا جنوب الصحراء بصفة خاصة وللكنيسة الأم بصفة عامة"، مضيفا أنه سيؤكد في مداخلته أنه "لا يمكن أن نخدم موقف مبنيا على الخوف" في إشارة إلى تجذر الإسلامفوبيا في أوروبا"، وقال إن "خصوصية الحوار المسيحي الإسلامي في دول شمال أفريقيا مهم جدا لعالم كبير اسمه الحوار المسيحي الإسلامي" حسب قوله.

وفي رده على سؤال حول قضية المهاجرين الأفارقة إلى الدول الأوروبية قال المطران لحام إن "جميع الكنائس تمتلك موقفا موحدا من قضية معاملة المهاجرين الأفارقة سواء في أفريقيا أم في أوروبا"، مضيفا أن "أي مهاجر من أي بلد كان لا يقل كرامة عن أي رئيس وزراء أوروبي لذلك يجب معاملته بشكل يحفظ آدميته وكرامته وحريته وفق ما جاء في الكتاب المقدس"، مضيفا أن "الحل الأمثل هو ومساعدة أفريقيا على أن تنهض على قدميها والوقوف إلى جانب سكانها لكي لا يشعروا بالحاجة إلى المخاطرة بحياتهم عبر زوارق الموت"، مؤكدا في السياق ذاته على أن "الفساد والحيف الاجتماعي في القارة يعد معضلة كبيرة، فضلا عن الاستغلال الغربي المتواصل لمواردها الأولية" على حد تعبيره.