أخبار

سعود الفيصل: التغيير يأتي بالإقناع والاقتناع من الداخل... ولا يُفْرض من الخارج

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الرياض - ناصر الحقباني

في الوقت الذي أوضح فيه وزير الخارجية الألماني فسترفيلي عقب اجتماعه مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، أنهما بحثا موضوع حقوق الإنسان بإسهاب، خصوصاً أن دول الاتحاد الأوروبي لديها موقف من تطبيق عقوبة الإعدام في السعودية، أكد الأمير سعود الفيصل أن مسألة حقوق الإنسان تختلف من بلد إلى آخر، وقال: "شمل الحديث اختلاف المعايير بين الدول، وأن العالم يحتاج إلى حال من التوافق على الاختلاف، خصوصاً أن الاختلاف يرتكز على قيم تختلف بعضها عن بعض".

وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أنه توصّل مع ضيفه إلى قناعة واحدة، وهي أن هذه الأمور لا يمكن أن تفرض من هنا أو هنا على أحد، ولا يأتي التغير والتطوير إلا بالإقناع والاقتناع، وقال: "إن الإقناع والاقتناع ينبعان من الداخل، وليسا من الخارج، وهذا ما تسعى إليه المملكة التي تتحرك بإجماع من مواطنيها، خصوصاً بأمور تتعلق بقضايا مثل قضية حقوق الإنسان".

وأوضح الفيصل، أنه تم الحديث عن اليمن، واتفقنا على أنه من المهم دعم الشرعية والدولة اليمنية للوصول إلى الاستقرار، وهي الأولوية، بحيث ان اليمن خلال هذه الفترة أحوج ما يحتاج إليه هو السعي إلى إنهاء القتال واستقرار الأوضاع، مع التأكيد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن من أي طرف من الأطراف.

فيما قال الوزير الألماني، إن لدى بلاده اهتماماً باستقرار اليمن، من دون أن تكون ملجأ للإرهابيين، وتعزيز المؤسسات الحكومية اليمنية وتمكنها من مكافحة الإرهاب، ودعم الشراكة التموينية لتعزيز البنية الاقتصادية اليمنية.

وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أننا على قناعة تامة بأن استجابة إيران إلى أن تكون ضمن منظومة (5+1)، ولا تترك الشكوك الموجودة عن استمرار محاولات تصنع الأسلحة النووية، ستكون خطوة إيجابية في طريق الاستقرار في المنطقة، ونحن سعداء أن المفاوضات الحالية في مجموعة 5+1 تذهب إلى الحل السلمي عن طريق هذه المفاوضات.

وأضاف: "نحن نؤمن في الوقت نفسه، أن مشكلة انتشار السلاح النووي في المنطقة، كانت بسبب التغاضي عن إنتاج إسرائيل للسلاح النووي، وطالما بقي الخيار موجوداً فستستمر المخاطر عن انتشار الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط، وسياستنا أن نسير في طريق منع وجود هذا السلاح في منطقة الشرق الأوسط والخليج".

فيما لفت وزير خارجية ألمانيا إلى أنه لا أحد يريد أن يمنع إيران من استخدام الطاقة النووية بطريقة سلمية، ولكن على إيران أن تكشف عن برنامجها النووي بشروط وعرضنا عليها عروضاً بنّاءة من دون رد حتى الآن، ولا تزال الكرة في مرمى الإيرانيين، وقال: "صبرنا له حدود، وإذا لم تكن هناك استجابة، سنعمل في إطار المجتمع الدولي مع شركائنا إلى فرض العقوبة على إيران". وذكر الأمير الفيصل، أن السعودية تسهم في مساعدة أفغانستان قبل انعقاد مؤتمر لندن، بحيث ان المؤتمر سيقوّم الأوضاع هناك وسيبحث عن السبل لتطوير المساعدات لها، وقال: "لدينا الصندوق السعودي للاستثمار ويعمل منذ سنيين في أفغانستان، وهناك العديد من المشاريع التي قامت بتحويلها المملكة، وستستمر في التعاون مع أفغانستان لتطوير البنية وزير الخارجية السعودي ونظيره الألماني خلال المؤتمر الصحافي أمس. التحتية للبلاد، وسننظر في القضايا الإنسانية، وأعتقد أن المملكة من أكبر المساهمين في أفغانستان".

فيما أكد الوزير الألماني، أن بلاده تركز على المساعدة المحلية لأفغانستان من أجل تحسين وضع المعيشة، لافتاً إلى أن اجتماع اليوم هو من أجل خلق موقف متطور قبل مؤتمر لندن، وأن نكون قد تشاورنا مع الدول الكبرى مثل السعودية قبل المؤتمر. وشكر وزير الخارجية السعودي نظيره الألماني الذي وصفه خلال زيارته الأولى للمملكة، بأنه أحد أكثر الوزراء الخارجية خبرة، والذي جمع الخبرات خلال السنوات الماضية في منطقة الشرق الأوسط والأدنى، وقال الأمير الفيصل: "أودّ شكر الوزير عن ذكره مدى خبرتي في قضايا الشرق الأوسط، ولكن لو أن الخبرة عميقة حقاً لما استمرت قضية فلسطين 60 سنة".

وكان الأمير سلمان استقبل وزير الخارجية الألماني في وقت سابق من أمس.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف