صنعاء تجدد رفض القوات الأجنبية وألمانيا تدعو إلى حل سياسي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
صنعاء: عرفات مدابش
أجرى وزير الخارجية الألماني، جيدو فيسترفيله، أمس، مباحثات في صنعاء مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، ووزير خارجيته الدكتور أبو بكر القربي وكبار المسؤولين اليمنيين، وذلك بعد أن وصل في زيارة خاطفة إلى صنعاء لم يعلن عنها مسبقا.
وقالت مصادر رسمية يمنية إن موضوعين رئيسيين هيمنا على مباحثات وزير الخارجية الألماني، وهما: الرهائن الألمان المختطفون في محافظة صعدة منذ يونيو (حزيران) الماضي، والثاني التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر لندن حول اليمن، أواخر الشهر الحالي، وأعلن فيستر، في مؤتمر صحافي عقب المباحثات، أن الرئيس صالح أبلغه أنه تلقى معلومات قبل ساعتين فقط من لقائهما تفيد بمعرفة مكان احتجاز العائلة الألمانية المكونة من زوجين وأطفالهما الثلاثة، إضافة إلى صديقهما البريطاني، وقال "إذا كان الحال كذلك، فهذا يعطينا أملا"، ولكن "نريد أن يكون هناك عمل حثيث من أجل تحرير الرهائن، وأن تكون الجهود مركزة على ذلك".
وتحدث المسؤول الألماني البارز في المؤتمر الصحافي عن المخاوف التي لدى بلاده والغرب عموما من أن يتحول اليمن إلى ملاذ للإرهاب، وقال إن ألمانيا من أبرز الداعمين لليمن ماليا، وإنها ستواصل دعمها له لمعالجة مشاكله الاقتصادية ومن أجل الاستقرار في اليمن، مشيرا إلى أن ألمانيا ستتحدث إلى "الأصدقاء في أوروبا حول كيفية تقديم مزيد من الدعم لليمن".
وكي لا يكون اليمن "مرتعا للإرهابيين"، قال فسيترفيله إنه لا بد أن يكون هناك "حل سياسي" في اليمن، وإنه "لا بد من الحل السياسي"، وذلك في إشارة محتملة إلى الأوضاع المتدهورة في جنوب اليمن وتصاعد الحراك الجنوبي، وقالت مصادر مطلعة لـ"الشرق الأوسط" إن الوزير الألماني ناقش مع الرئيس اليمني وكبار مسؤوليه ومستشاريه، وباستفاضة، تطورات الحرب على الإرهاب والتهديدات الخطيرة التي يمثلها تنظيم القاعدة على أمن اليمن والعالم، بعد أن اتضح أن العمليات الأخيرة، التي استهدفت الولايات المتحدة، جرى التخطيط لها في اليمن، ولمنفذيها: الضابط الأميركي نضال مالك حسن، وعمر الفاروق عبد المطلب، صلات بالمتشدد اليمني أنور العولقي، وأشارت المصادر إلى أن موضوع تحالف "القاعدة" مع منظمات صومالية متشددة، طرح أيضا في اللقاء، وكذلك طرق معالجته، بالإضافة إلى المحاور التي تطرحها اليمن لمناقشتها في مؤتمر لندن، والتي تنصب على المساعدات الاقتصادية والعسكرية، مع التأكيد على قدرة القوات اليمنية على القيام بواجبها في التصدي لتنظيم القاعدة، وكذا مناقشة المشكلات السياسية الأخرى التي تواجه اليمن، وتقول المصادر إن ذلك يفسر حديث فيسترفيله عن الحل السياسي في اليمن.
على صعيد آخر، وبالتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما أن بلاده لا تخطط لإرسال قوات أميركية إلى اليمن والصومال، رغم تصاعد التهديدات الإرهابية من هاتين الدولتين، فقد أعلن مصدر يمني مسؤول، مجددا، أن اليمن "لن يقبل وجود أي قوات أجنبية على أراضيه"، وقال المصدر في بيان صحافي، حصلت "الشرق الأوسط" على نسخة منه، إن التعاون "القائم بين اليمن وبين العديد من الدول الشقيقة والصديقة في مجال مكافحة الإرهاب يتركز على مجالات التدريب وتبادل المعلومات، وباعتبار أن الإرهاب آفة خطيرة تهدد أمن وسلامة الجميع".
وفي موضوع آخر، استهجن بيان لمصدر مسؤول في وزارة الداخلية اليمنية، تناول بعض وسائل الإعلام أنباء عن "وجود انفلات أمني في بعض المناطق من البلاد"، وقال المصدر إن هذه المزاعم "لا أساس لها من الصحة، وهي تندرج في إطار الإرهاب الإعلامي الذي تمارسه للأسف بعض القنوات الفضائية للإساءة إلى اليمن وتشويه صورته"، وأكد المصدر اليمني أن "الأمن في البلاد مستتب وأن محاولة بعض العناصر الخارجة عن النظام والقانون ارتكاب أعمال إجرامية أمر تتم مواجهته أولا بأول، حيث يتم ضبط مرتكبي تلك الأعمال وتقديمهم للعدالة"، مشيرا إلى أن "الأجهزة الأمنية بالمرصاد لكل من يفكر في العبث بالأمن والاستقرار والسكينة العامة في المجتمع أو الخروج عن النظام والقانون ولن تتساهل معه".
إلى ذلك، أعلن الشيخ عبد المجيد الزنداني، الداعية الإسلامي المعروف، رئيس جامعة الإيمان اليمنية، معارضته الشديدة لمؤتمر لندن الذي سيعقد بحلول نهاية الشهر الحالي، بدعوة من بريطانيا، وقال الزنداني في مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر الجامعة لعدد من الصحافيين الأجانب، إن الداعين لهذا المؤتمر ينظرون "إلى الحكومة اليمنية كفاشلة"، كما أعلن الزنداني، المطلوب للولايات المتحدة الأميركية بتهمة تمويل الإرهاب، رفضه لما سماه "التدخل الأميركي المباشر" والذي وصفه بأنه "احتلال واستعمار".
ونفى الشيخ الزنداني أي علاقة تربطه بالمتشدد اليمني أنور العولقي المتهم بتجنيد عدد من عناصر "القاعدة" الذين حاولوا تنفيذ عمليات إرهابية مؤخرا، وقال إنه لم يكن في يوم من الأيام أستاذا له، وأنه ليس مسؤولا عنه إن كان يستمع لمحاضراته ويستمع لأشرطته، مجددا التمسك بفتواه الخاصة بـ"الجهاد ضد إسرائيل"، وقال إن إسرائيل ما دامت "تحتل بلاد العرب وتقتل المسلمين، فإن من واجبهم أن يدافعوا عن أنفسهم".