أخبار

الترقب والخوف يسيطران على دمشق تحسبا من ضربة غربية محتملة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دمشق: اختارت جيهان المقيمة قرب مطار المزة العسكري في دمشق الفرار مع عائلتها من المنطقة اقتناعا منها بان الولايات المتحدة وحلفاءها سيضربون اولا هذا الموقع الاستراتيجي التابع لنظام بشار الاسد في حال شن ضربة على سوريا. ويسود جو من الترقب والخوف العاصمة السورية، المدينة الشديدة التحصين ونقطة ثقل النظام السوري، مع تصاعد الحديث عن احتمال توجيه دول غربية ضربة عسكرية للنظام الذي تتهمه بالمسؤولية عن هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق في 21 آب/اغسطس الجاري. وتقول جيهان لوكالة فرانس برس "سيقصفون المزة، انا اكيدة من ذلك، هذا هدف حساس"، في اشارة الى المطار العسكري الابرز في سوريا، والذي يعتقد ان الرئيس بشار الاسد يستخدمه في تنقلاته النادرة داخل البلاد منذ اندلاع النزاع منتصف آذار/مارس 2011. وتتولى حماية المطار الفرقة الرابعة في الجيش السوري، وهي إحدى أبرز فرق النخبة المولجة حماية دمشق ومحيطها، ويقودها ماهر الاسد، شقيق الرئيس السوري. انتقلت جيهان الاثنين الى منزل أقاربها في حي المالكي "الاكثر امنا" في وسط العاصمة، حيث يحاول كل شخص التكهن بالأهداف المرجحة للضربة المحتملة. وفي شوارع وسط دمشق، تباطأت حركة السير التي تراجعت اساسا في شكل كبير مقارنة مع مرحلة ما قبل اندلاع النزاع، وبات الناس يتنقلون لمجرد انجاز حاجاتهم الضرورية. ويقول عادل، وهو موظف في مصرف، ان ثمة "عدد اقل من الناس في الشوارع". يضيف "امتنعت زوجتي منذ ثلاثة ايام عن زيارة والدتها، وهو ما كانت تقوم به يوميا. باتت تعود من العمل الى المنزل مباشرة". من جهته، يقول محمد (35 عاما) "منذ ثلاثة ايام، ثمة شائعات مجنونة يتناقلها الناس". يضيف هذا الرجل الموجود في حي أبو رمانة الراقي في دمشق "امي مذعورة لاننا نقيم على مقربة من مقر هيئة رئاسة الاركان، وهذا هدف حقيقي". من جهتها، تقول فتون في الحي نفسه "منذ بدء الحديث عن ضربة، اصبت بارتفاع في ضغط الدم لانني جد خائفة". في ساحة السبع بحرات وسط دمشق، يمكن رؤية التوتر جليا على وجه مالك، بائع الادوات الكهربائية. ويقول لفرانس برس "كل الناس اصيبوا بالتوتر بعد استماعهم الى جون كيري مساء امس (الاثنين)"، في اشارة الى خطاب لوزير الخارجية الاميركي اكد فيه وجوب "محاسبة" من استخدم السلاح الكيميائي ضد المدنيين. يضيف في متجره شبه المقفر بعدما اعتاد حركة الزبائن "على العربية (القناة الفضائية السعودية التي تتخذ من دبي مقرا) قالوا انهم سيضربون المزة ومطار دمشق الدولي". ودفع القلق شقيقته ميادة الى سحب أموالها من المصرف. اما مالك نفسه، فقد طلب من زوجته تبضع العديد من المواد التموينية والغذائية "ارسلتها الى السوق حيث ابتاعت كمية كبيرة من اللحم والطماطم والخبز والمعكرونة". يتابع "قالت لي انه من الممكن ان نبقى محتجزين (في المنزل) مدة طويلة". ولدى متاجر البقالة، يمكن التقاط الشعور نفسه بالقلق. ويقول محمد الذي يبيع كميات كبيرة من الارز وزيت الزيتون والمعكرونة "يأتي الناس بأعداد كبيرة للتمون في الصباح او بعد مغادرتهم اماكن عملهم". وبالنسبة لميشال، بائع مستحضرات التجميل المقيم في حي التجارة ذي الغالبية المسيحية، تعد قذائف الهاون التي يقول ان مقاتلي المعارضة يطلقونها على العاصمة، اسوأ من ضربة غربية عسكرية محتملة. ويقول هذا الرجل ذو الوجه الممتلىء "هذه القذائف تسبب لنا الخوف لانها تسقط على رؤوسنا". الا ان آخرين من سكان دمشق يبدون توقعات كارثية. ويقول ابو احمد، بائع الحلويات في وسط المدينة "اذا ضربوا (الغربيون) ستساعدنا روسيا وايران". يضيف "ستكون الحرب العالمية الثالثة، ونارا لن تخمد ابدا". اما المهندسة المعمارية ميساء، فتبدو من القلائل الذين لا يشعرون بخوف مكبل. وتقول لفرانس برس "الضربة لا يمكن تفاديها لان (الرئيس الاميركي باراك) اوباما هو تحت ضغط الرأي العام الدولي". تضيف "في اي حال، البلاد هي في حرب اساسا"، في اشارة الى النزاع المستمر منذ عامين، والذي ادى الى مقتل اكثر من 100 الف شخص.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف