المتحدث باسم التيار الشعبي لـإيلاف: استجاب لضغوط شباب الثورة
صبّاحي يترشح للرئاسة "بشكل شخصي" لمواجهة السيسي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نزولًا عند رغبة شباب الثورة، قرر زعيم التيار الشعبي حمدين صباحي بشكل شخصي الترشح للانتخابات الرئاسية، المقرر أن تجري هذا العام في مصر، والتي يرجّح فوز قائد الجيش المشير عبد الفتاح السيسي فيها في حال ترشحه.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: أعلن حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية المصرية المقبلة. وقال في مؤتمر صحافي، إنه قرر "بشكل شخصي"، الترشح للانتخابات الرئاسية في مواجهة المرشح المحتمل الأوفر حظًا عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع.
بدوره، قال المتحدث باسم التيار الشعبي لـ"إيلاف" إن القرار جاء بسبب ضغوط شباب الثورة، مشيرًا إلى أن القرار الرسمي سيصدر بعد مشاورات مع القوى الثورية والشبابية.
وأكد السياسي المصري حمدين صبّاحي أنه اتخذ قرارًا بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. وأضاف خلال مؤتمر صحافي وسط حشد من أنصاره، وتحت إلحاح من شباب التيار الشعبي: "هذا القرار سنأخذه خلال أسبوع بشكل نهائي"، إلا أن الشباب المجتمع معه في المؤتمر الصحافي، طالبه بإعلان موقفه بشكل واضح وصريح، وهتفوا: "مش هنمشي.. بنحبك يا ريس.. حمدين.. حمدين.. حمدين"، و"يا حمدين قول الحق، هتترشح ولا لأ".
حسابات الشباب
ورد صبّاحي بالقول: "المواطن حمدين صباحي قرر أن يخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة". وتابع: "قراري بالترشح للرئاسة هو قرار شخصي احترامًا للشباب"، مشيرًا إلى أن "القرار الرسمي سيعلن من خلال اجتماع لمجلس أمناء التيار الشعبي خلال أسبوع". واستطرد قائلًا: "القرار الرسمي سيكون مشابهًا لقرارنا، لأن مجلس الأمناء سيضع في اعتباره رغبة وإرادة الشباب".
أضاف صباحي: "كانت هناك حسابات تبعدني عن الترشح، وأخرى تدفعني إليه، وأعرف أن الكثيرين سيرفضون قرار ترشحي، ولكنني انحزت إلى الشباب ورغبتهم، الشباب الذين شاركوني ثوراتنا".
ودعا صباحي شباب التيار الشعبي إلى التوجّه إلى العمال والفلاحين وربات البيوت في الحملة الإنتخابية، قائلًا لهم: "ضعوا في اعتباركم، ونحن نمارس حملتنا الانتخابية، أنه لا بد أن نحترم آراء المواطنين البسطاء، من ربات البيوت والصيادين والعمال والفلاحين، الذين وقفوا إلى جانبي في المعركة السابقة. إحترموا رأيهم، أيًا كان فنحن منهم، وهم منا".
يأتي قرار صباحي في ظل وجود مؤشرات قوية تؤكد ترشح المشير عبد الفتاح السيسي للانتخابات الرئاسية المقبلة. ويرى المراقبون أن المنصب الرفيع محجوز لمصلحة السيسي مقدمًا، لاسيما أنه يحظى بشعبية جارفة، فضلًا عن دعم الجيش له بشكل قوي وواضح، إضافة إلى وقوف مؤسسات الدولة الأمنية، ورجال الأعمال في صفه.
بينما يحظى صباحي بدعم القوى الشبابية والثورية، التي تعتقد أن هناك تربصًا بثورة 25 يناير، وأن ثمة محاولات للإجهاز عليها من قوى نظام حسني مبارك، التي تتودد إلى السيسي، بهدف العودة إلى صدارة المشهد السياسي في مصر مرة أخرى، بعد التخلص من عدوها اللدود، المتمثل في جماعة الإخوان المسلمين.
القرار النهائي قريبًا
من جانبه، قال أحمد عاطف المتحدث باسم التيار الشعبي، لـ"إيلاف"، إن إعلان صباحي ترشحه للرئاسة،قرار شخصي، مشيرًا إلى أن القرار الرسمي بترشحه للرئاسة سوف يصدر في نهاية الأسبوع عبر مؤتمر صحافي عالمي، بعد مشاورات يجريها التيار الشعبي مع أعضائه والقوى السياسية والثورية الأخرى، فضلًا عن أن قرار الترشح يتوقف أيضًا على قرار حزب الكرامة، الذي ينتمي إليه صباحي تنظيميًا.
ولفت إلى أن المشاورات سوف تفضي إلى دعم صباحي في الترشح للرئاسة، وفي حال كانت قرارات التيار الشعبي وحزب الكرامة وغيرهما من القوى الثورية والشبابية مخالفة لقرار صباحي الشخصي، فسوف تجري جولة أخرى من المشاورات لتقريب وجهات النظر، وحسم القرار النهائي.
ونبّه إلى أن القرار النهائي، لو جاء بالموافقة على ترشح صباحي، فسوف يكون بعيدًا عن الاندفاع أو الحماسة الزائدة، وفي حال رفض قرار الترشح للرئاسة، فسوف يكون خاليًا من شبهة التراجع أو الانسحاب من الدور الوطني، الذي وعد به صبّاحي الشباب.
ولفت إلى أن ما يرصده التيار الشعبي من آراء شباب الثورة عمومًا هو الذي دفع بصبّاحي إلى خوض معركة الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأضاف إن المشاورات التي يجريها التيار الشعبي مع القوى الأخرى تسير في اتجاهين، الأول ما يخص ترشح صباحي للرئاسة، والآخر يتعلق بمبادرة الشراكة الوطنية، التي يتبناها التيار، وتنصّ على ضرورة أن يكون الجميع ممثلًا في المرحلة المقبلة من تاريخ مصر.
حول موقف جبهة الإنقاذ الوطني، التي ساهمت في إسقاط حكم الرئيس السابق محمد مرسي، في ظل إعلان بعض رؤساء الأحزاب المنضمة إليها دعمهم للسيسي، قال عاطف لـ"إيلاف"، إنه حتى الآن لم يصدر موقف رسمي معلن من جبهة الإنقاذ بشكل مؤسسي وتنظيمي، سواء بتأييد السيسي أو صبّاحي، أو اسم أي مرشح آخر، مشيرًا إلى أن ما يصدر من الجبهة يمثل آراء شخصية لبعض المنتمين إليها أو المحسوبين عليها.
وتجدر الإشارة إلى أن صبّاحي كان احتل المركز الثالث في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة في العام 2012، بينما احتل المركز الأول محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وجاء في المركز الثاني أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك. وفاز مرسي بعد ذلك بالجولة الثانية من الإنتخابات. إلا أن ثورة شعبية عارمة اندلعت ضد نظام حكمه بعد عام واحد من توليه المسؤولية، وتدخل عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع في 3 يوليو/ تموز الماضي، وأزاح مرسي عن الحكم، وأعلن خريطة المستقبل، التي بدأت بوضع دستور، ثم الانتخابات الرئاسية.