مباحثات تخيم عليها تداعيات صفقة الأسلحة الإيرانية للعراق
زيباري في طهران لإنهاء ترسيم الحدود النهرية والبرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يجري وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في طهران اليوم مباحثات مع نظيره الإيراني محمد ظريف، تتناول الإنتهاء من ترسيم الحدود النهرية والبرية المشتركة بين البلدين، وتأتي في أجواء تشهد تصاعد تداعيات صفقة، يقال إن العراق عقدها مع إيران لشراء أسلحة قيمتها 195 مليون دولار.
أسامة مهدي: يرأس زيباري، في زيارته الرسمية لإيران هذه، والتي وصل إليها الليلة الماضية، وفدًا يمثل عددًا من وزارات وهيئات الدولة لإجراء مباحثات سياسية وفنية حول قضايا الحدود البرية والنهرية بين البلدين.
بحث ملفات عالقة
وقالت وزارة الخارجية العراقية إن زيباري سيجري مباحثات سياسية وفنية حول قضايا الحدود البرية والنهرية والمياه، إضافة إلى مشاورات سياسية حول القضايا، التي تهمّ العراق وإيران. وأشارت إلى أن زيباري سيلتقي خلال زيارته نظيره الإيراني محمد جواد ظريف وعددًا من كبار المسؤولين الإيرانيين لمناقشة سبل تطوير العلاقات الثنائية، وليتبادل معهم وجهات النظر حول أهم المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وكان زيباري أشار في مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني ظريف خلال زيارته إلى بغداد في منتصف الشهر الماضي إلى أن البلدين قد أنجزا الكثير على طريق حل الملفات العالقة بينهم، وخاصة في مجال ترسيم الحدود، كاشفًا عن إجراء وفد عراقي فني وقانوني مباحثات في طهران آنذاك للاتفاق على حل مشاكل الحدود النهرية والملاحة في شط العرب. وقال إنه سيتم قريبًا الإعلان عن اتفاقات مهمة في هذا الجانب.
من جهته، أشار ظريف إلى أن بلاده متفقة مع العراق على مواجهة الإرهاب، الذي يعانيه البلدان. وأوضح أن زيباري سيقوم قريبًا بزيارة إلى طهران لتسوية جميع الملفات العالقة بين البلدين.
وكان مسؤول عسكري إيراني بارز قد أكد أخيرًا أن بلاده مستعدة لمساعدة العراق عسكريًا في قتاله ضد مسلحي تنظيم القاعدة. وقال مساعد الشؤون اللوجستية للأركان العامة للقوات المسلحة الجنرال محمد حجازي "إذا طلب العراقيون ذلك، فسوف نزوّدهم بالعتاد والمشورة، لكنهم ليسوا بحاجة إلى قوات".
وردًا على سؤال بشأن تقارير متداولة وتفيد بأن العراق طلب الدعم العسكري من إيران والولايات لتنفيذ عمليات مشتركة ضد تنظيم القاعدة، قال "لم أطلع على هذا التقرير، ولكن على أية حال، لو طلب العراق الدعم من إيران، فإنها سترحّب بالتأكيد". وحول إذا ما كان الدعم بصورة مشتركة مع واشنطن قال "لا.. نحن ليست لنا علاقة مع أميركا".
صفقة أسلحة
وتخيّم على مباحثات زيباري في طهران تداعيات تقارير أشارت إلى عقد العراق صفقة لشراء أسلحة منها، تبلغ قيمتها 195 مليون دولار، الأمر الذي أغضب واشنطن، وهو ما سيكون أحد الموضوعات التي سيناقشها الوزير في طهران.
واليوم قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الولايات المتحدة عبّرت عن قلقها بشأن التقارير التي تتحدث عن صفقة أسلحة بين العراق وإيران، "على أعلى المستويات في الحكومة العراقية". وسئل كارني خلال مؤتمر صحافي عن الموقف الأميركي مما نشر عن وجود هذه الصفقة، فأجاب "لقد عبّرنا عن قلقنا في هذا الصدد على أعلى المستويات في الحكومة العراقية، وكررنا بأن نقل أية أسلحة من إيران يعد انتهاكًا مباشراً لقرارات مجلس الأمن الدولي".
من جانبها، اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي إرسال طهران أسلحة إلى دولة ثالثة، في إشارة الى العراق، انتهاكًا مباشرًا لقرار الأمم المتحدة، الذي يفرض حظرًا على السلاح من وإلى إيران. واستغربت إبرام الحكومة العراقية صفقة لشراء أسلحة من إيران، في وقت سارعت حكومتها في إرسال أسلحة إلى بغداد، تضمنت صواريخ هيل فاير والمئات من الأسلحة الصغيرة وكميات ضخمة من ذخائر الأسلحة الصغيرة وذخائر الدبابات. وطالبت العراق بتفسير حول صفقة الأسلحة المفترضة، والتي قالت إنها تتقاطع مع العقوبات الدولية المفروضة على إيران.
ونفت بغداد أمس إبرامها أية عقود للحصول على تجهيزات عسكرية من إيران. وقالت وزارة الدفاع العراقية إن التقارير التي تحدثت عن إبرام الحكومة العراقية صفقة أسلحة وذخائر مع إيران بقيمة 195 مليون دولار غير صحيحة. وقالت وزارة الدفاع العراقية في بيان صحافي "تتردد في بعض وسائل الإعلام أنباء عن توقيع صفقات أسلحة ومعدات عسكرية بين العراق وإيران، وهناك من استغل هذا الموضوع سياسيًا وإعلاميًا".
استدراج عروض
وأوضحت أنه "بناء على حاجة القوات المسلحة العراقية إلى بعض الأعتدة للأسلحة الخفيفة ومعدات الرؤيا الليلية لسد نقص بعض الوحدات، تم استدراج عروض شركات دولية عديدة، منها بلغاريا والتشيك وبولونيا وصربيا والصين وأوكرانيا وباكستان، وغيرها من شركات تلك الدول، وقد قدمت تلك الشركات عروضها التسعيرية وجداول التجهيز".
وأضافت "كما قدمت هيئة الصناعات الدفاعية الإيرانية عروضها، إلا أن المفاضلة كانت لمصلحة شركات أخرى، ولم يتم توقيع أي عقد مع الشركة الإيرانية". كما أكد رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حسن السنيد، وهو قيادي في حزب الدعوة، الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، في مؤتمر صحافي، أكد على حق العراق في شراء الأسلحة من أي جهة كانت، حتى وإن كانت إيران.. مشددًا على أن أميركا لا تمثل وصاية على العراق. وأكد التزام بلاده بكل ما تعهدت به إزاء الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي على إيران.