أخبار

ألكسي نافالني المعارض الأول لبوتين

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الكسي نافالني الذي فرضت عليه محكمة في موسكو الاقامة الجبرية الجمعة، محام في السابعة والثلاثين من العمر وخطيب يتمتع بحضور قوي وخصم كبير للرئيس فلاديمير بوتين. وقد فرضت محكمة في موسكو الجمعة الاقامة الجبرية على المعارض الاول للكرملين، الذي حكم عليه من قبل بالسجن خمس سنوات مع وقف التنفيذ، في اطار تحقيق بعملية احتيال على حساب العلامة التجارية الفرنسية لمستحضرات التجميل ايف روشيه.

ودان مراقبون على الفور القرار، معتبرين ان "دوافعه سياسية"، ويهدف الى الضغط على المعارضة. وفي قضية ايف روشيه يشتبه في انه قام مع شقيقه اوليغ باختلاس 26 مليون روبل (590 الف يورو) تعود الى الفرع الروسي للشركة الفرنسية، واكثر من اربعة ملايين روبل (90 الف يورو) تعود الى شركة اخرى. واتهم الاخوان ايضًا بتبييض 21 مليون روبل (480 الف يورو) وقد يحكم عليهما بالسجن عشرة اعوام.

وكان نافالني صرح لشبكة التلفزيون دويد القريبة من المعارضة "لا اخاف من اي حكم". واضاف "سنهزمهم يوما ما، ونحن الذين سنضعهم في السجن"، بدون ان يخفي طموحه في ان يصبح رئيسًا يوما ما وفي اسقاط نظام "قائم على الفساد".

وفي ايلول/سبتمبر الماضي، تعزز موقعه كزعيم للمعارضة اثر النتائج التي حققها (27,2 بالمئة من الاصوات) في انتخابات رئاسة بلدية موسكو، وجاء في المرتبة الثانية بعد سيرغي سوبيانين رئيس البلدية المنتهية ولايته.

وقد احدثت مشاركة هذا المعارض الناشط في مكافحة الفساد، والذي قاد حركة الاحتجاج في شتاء 2011-2012، تغييرًا في ساحة سياسية تبدو فيها المعارضة مهمشة منذ عشر سنوات. وكان نافالني اكد في حملته ان "تغيير روسيا يبدأ من موسكو".

وكان حكم على نافالني في تموز/يوليو الماضي بالسجن خمس سنوات، بعدما ادين باختلاس اموال، وهي تهمة يؤكد انها مفبركة. وقد سجن لفترة قصيرة، ثم افرج عنه القضاء بشكل مفاجئ حتى جلسات الاستئناف. ويركز نافالني على مكافحة الفساد المزمن في روسيا والمستشري في العاصمة موسكو. لكن بوتين رد ساخرًا "من يريد مكافحة الفساد يجب ان يكون ناصع البياض مثل الثلج".

لكن نافالني بقي على رأيه في بلد تضاعفت فيه الملاحقات ضد معارضي الكرملين. ولم يكف نافالني، الذي تخرج في التسعينات من جامعة موسكو، ونشط في حزب يابلوكو الليبرالي المعارض، قبل ان يطرد منه لمواقفه المفرطة في القومية، عن انتقاد شرعية الرئيس الروسي رجل الاستخبارات السابق، الذي ظهر منذ سنة 2000 بصورة المدافع النزيه على مصالح البلاد.

وناضل المحامي، الذي تخرج من كلية الحقوق ضد السلطة، منذ 2007 بشراء اسهم في شركات شبه حكومية عدة، مثل شركة النفط روسنفت والغاز غازبروم، مطالبًا بالشفافية في حساباتها، بصفته صاحب اسهم قليلة، ومنددًا بعمليات احتيال.

وهو يهاجم على موقعه "روسبيل" كل مظاهر الفساد في مختلف انحاء روسيا متحريًا بكل دقة في حسابات واستدراج عروض الادارة. ويعتبر ان الحزب الحاكم "روسيا الموحدة" "حزب لصوص وسرقة" وهو شعار يلقى رواجًا، في حين تظهر استطلاعات الراي الاحباط من الفساد والتسلط.

وعندما نظمت الانتخابات التشريعية في كانون الاول/ديسمبر 2011 واندلعت حركة احتجاج لا سابق لها في روسيا كان الكسي نافالني في الصدارة بشكل طبيعي. ولفت الانظار خصوصًا ما كان يتمتع به من شخصية قوية ولهجة شديدة في خطاباته من التظاهرات الاولى. ودعا حينها الحشود الى ان تردد معه "بوتين - لص!" و"السلطة نحن!" و"لن ننسى ولن نتسامح!".

ووضعته الصحافة الغربية، وخصوصًا الاميركية، في الصدارة، وصنفته تايمز في نيسان/ابريل 2012 بين الشخصيات المئة الاكثر نفوذا في العالم. لكنه ظهر في شريط فيديو بث على الانترنت وهو يشتم متظاهرين، اعتبرهم غير متحمسين بنعتهم "بالغنم" ما كشف نفاذ صبر الرجل الثلاثيني المتحمس.

وبلغت حركة الاحتجاج ذروتها في تظاهرة تحولت الى مواجهات في السادس من ايار/مايو عشية تنصيب فلاديمير بوتين العائد الى الرئاسة الروسية. وقد تلتها اعتقالات متظاهرين وملاحقات معارضين، ما ادى الى التراجع وانهيار التعبئة. لكن قبل ايام قليلة من ملاحقته في تموز/يوليو، هاجم نافالني مباشرة رئيس لجنة التحقيق ألكسندر بستريكين، واتهمه على الانترنت بان له مصالح شخصية في الخارج.

وهاجم موقعه على الانترنت ايضًا مسؤولين عدة في الكرملين، لا سيما بكشف ان لديهم ممتلكات عقارية غير مصرح عنه في الخارج. وفي مواجهة صعود هذا الموضوع الحساس في الراي العام، اطلقت السلطات ايضا حملة لمكافحة الفساد.

ويؤكد نافالني انه يريد تولي السلطة "ليتمكن 140 مليون روسي من العيش بشكل طبيعي كما في بلد اوروبي". ونافالني متزوج بيوليا نافالنيا، وله بنت في الثانية عشرة وصبي في الخامسة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف