أخبار

رأوا في احتمال ترشح بشار للرئاسة استخفافًا بدمائهم

لاجئون سوريون في الأردن: إن عاد الأسد لا عودة لنا

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بدد احتمال ترشح الأسد لولاية جديدة أحلام اللاجئين السوريين في الأردن بعودة قريبة إلى بلادهم، التي دخل النزاع المسلح فيها عامه الرابع، ورأوا أن بقاء حكم الرئيس استهتار بمجلس الأمن الدولي وبدمائهم، فيما أبدوا تشاؤمًا حيال مفاوضات جنيف العبثية.

عمّان: اعتبر لاجئون سوريون في مخيم الزعتري (85 كلم شمال شرق عمّان)، الذي يأوي نحو 110 آلاف سوري في منطقة صحراوية، أن احتمال ترشح الأسد يعني الاستخفاف بمجلس الأمن، وعدم الاكتراث لدماء ضحايا النزاع، الذين تجاوز عددهم 146 ألفًا.

يقول أبو محمد (54 عامًا) من درعا في جنوب سوريا، وهو يرتدي الزيّ العربي، ويقدم شراب "المتَّة" السورية إلى ضيوفه الجالسين تحت أشعة الشمس، بجوار منزله المتنقل، إن "ترشح الأسد يشكل قنبلة موقوتة من صناعته، لكنها ستنفجر بالجميع معارضة وموالاة".

يضيف الرجل، الذي عمل 30 عامًا في قوى الأمن الداخلي في وزارة الداخلية السورية، قبل اللجوء إلى الأردن، لفرانس برس: "لا نرى حلًا لأزمتنا، ولا عودة قريبة للاجئين، فقد تخلى عنا الجميع"، مشيرًا كذلك إلى أن مفاوضات جنيف بين ممثلي النظام والمعارضة، التي توقفت أخيرًا، "عبثية، ولن تقود إلى أية نتيجة".

الغرب يبدّي الحيوانات!
بأسف، يكمل أبو محمد حديثه وهو يشعل سيجارة قائلًا: "كل دول العالم تخلت عنا، ونحن نواجه مصيرًا غير معلوم، الغرب يهتم لحقوق الحيوان أكثر من حقوقنا، وحديثهم عن حقوق الإنسان كان مجرد شعارات".

ولم يعلن الأسد رسميًا عزمه الترشح لولاية جديدة في الانتخابات، المقرر إجراؤها قبل تموز/يوليو، إلا أنه سبق أن قال لوكالة فرانس برس في كانون الثاني/يناير، إن هناك "فرصًا كبيرة" لترشحه للرئاسة. وأقرّ مجلس الشعب السوري الجمعة مشروع قانون يمهّد الطريق أمام إعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد لولاية جديدة، ويقصي عمليًا معارضيه في الخارج من حق الترشح.

تسلم الأسد عام 2000 السلطة، بعد وفاة والده، الذي حكم البلاد قرابة ثلاثة عقود. وأعيد انتخابه في العام 2007 لولاية ثانية من سبع سنوات.

ويرى اللاجئ أبو مراد (45 عامًا) أن "ترشح الأسد إذا حصل فيعني الاستخفاف بمجلس الأمن ودول العالم بأسرها وعدم الاكتراث بمشاعر أهالي ضحاياه". يضيف وهو يجلس إلى جانب أبو محمد "نريد وقف القتل والدمار قبل كل شيء، نريد حلًا عادلًا يسمح لنا بالعودة إلى ديارنا، مللنا غربة ومعاناة".

ورأى أن "لا جدوى من مفاوضات جنيف. فالعالم يتاجر بالشعب السوري وبدمائه، ويستغل أزمتنا لتحقيق مصالح في صراعات مراكز القوى". وفشلت مفاوضات جنيف في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير، والتي جمعت للمرة الأولى ممثلين للنظام السوري والمعارضة، في التوصل إلى حل سياسي للنزاع.

وحذر الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الخميس من إجراء الانتخابات الرئاسية، مؤكدًا أن حصولها سينسف عملية التفاوض مع المعارضة.

مصيبة كبرى
تتفق أم محمد (40 عامًا) مع ما قاله أبو مراد، وتعتقد السيدة، التي لجأت إلى الأردن قبل عام ونصف عام مع أبنائها الـ11 بعدما فقدت زوجها الذي كان ينوي الانشقاق عن الجيش النظامي، تعتقد أن "مفاوضات جنيف مجرد إضاعة للوقت، فنظام الأسد لا يحترم أحدًا، ولا يعرف سوى مصالحه".

تضيف بأسى، وهي ترتدي ثوبًا مغبرًا وحجابًا أحمر داكنًا، "إن ترشح الأسد ومددت رئاسته مرة أخرى، فلن يعود لنا أي أمل بالعودة، ستكون مصيبة لا يتصورها عقل".

تشاؤم بالرجوع
أما علاء الغوثاني (38 عامًا)، الذي قضى في مخيم الزعتري نحو عامين، فيقول لفرانس برس: "لا أمل لنا أبدًا بالعودة قريبًا، ونشكر مجلس الأمن على عجزه داخل سوريا، ونسياننا خارج سوريا، لا أحد اليوم يشعر بمعاناتنا، وكأن العالم نسينا تمامًا".واعتبر الغوثاني أن "ترشح الأسد استهتار بمعاناتنا، وبما قاساه شعبنا من بطش وإجرام، هو أصلًا فقد الشرعية منذ أن استخدم القوة ضد شعبه".

ويشكو اللاجئون ظروفًا معيشية قاسية في مخيم صحراوي، وسط البرد القارس شتاء، وقيظ الصيف، في بلد يعاني أصلًا أزمة اقتصادية خانقة. وقدرت الأمم المتحدة كلفة استضافة اللاجئين السوريين في الأردن خلال عامي 2013 و2014 بنحو 5.3 مليارات دولار.

خلصت دراسة أجرتها منظمة أوكسفام الإغاثية لمناسبة مرور ثلاث سنوات على اندلاع الأزمة السورية، ونشرت في الأسبوع الماضي، إلى أن 65% من اللاجئين السوريين في الأردن يخشون عدم التمكن من العودة إلى سوريا. ووجدت الدراسة أنه "رغم أن الغالبية الكاسحة من اللاجئين ترغب في العودة إلى سوريا، توقع ثلث من تم سؤالهم فقط أن يعودوا إلى الوطن. إلا أن 78% من هؤلاء أوضحوا أنهم لا يعلمون متى يمكن أن يحدث ذلك".

أجريت الدراسة في الذكرى السنوية الثالثة للنزاع، الذي بدأ بتظاهرات سلمية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في 15 آذار/مارس 2011، قبل أن يتحول إلى نزاع مسلح، أوقع حتى الآن 140 ألف قتيل على الأقل. وتخطى عدد السوريين، الذين اضطروا إلى الفرار من منازلهم بسبب النزاع، تسعة ملايين شخص، ما أدى إلى أكبر مجموعة من النازحين في العالم، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة الخميس.

وفر 2.5 مليون سوري من بلادهم، ونزح 6.5 ملايين شخص من منازلهم داخل سوريا. ويستضيف لبنان حاليًا نحو مليون لاجئ سوري، والأردن 585 ألف لاجئ، وتركيا 632 ألف لاجئ، والعراق 226 ألفًا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف