أخبار

تظاهروا هاتفين للسيسي وطالبوه بتعجيل ترشحه للرئاسة

مصريو بريطانيا لكاميرون: أطرد الإخوان "الإرهابيين"

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تظاهر أبناء الجالية المصرية في بريطانيا اليوم ضد وجود الإخوان المسلمين على أراضي هذا البلد، داعين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى طردهم من بلاده، باعتبارهم إرهابيين، ومطالبين وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي بالتعجيل في الترشح للرئاسة المصرية.

أسامة مهدي: شهد حي "كريكل وود" في شمال غرب لندن الأحد تظاهرة، نظمها أبناء الجالية المصرية أمام مقر تنظيم الإخوان المسلمين في هذا الحي التجاري الراقي، رافعين صورًا للسيسي وأعلامًا مصرية وملصقات تصف الإخوان المسلمين بالإرهابيين، وهاتفين ضدهم وضد العمليات الإرهابية التي ينفذونها في مصر.

اللعب على وتر الدين
وقال منظم التظاهرة مصطفى رجب، في حديث مع "إيلاف" إن تظاهرة الجالية المصرية في بريطانيا هذه تهدف إلى إيصال رسالتين، الأولى إلى جماعة الإخوان المسلمين، ومفادها تأكيد رفض المصريين إياهم، باعتبارهم إرهابيين، ومعارضتهم لسياساتهم ومعتقداتهم واستنكار عمليات الإرهاب، التي ينفذونها في مصر، وخاصة ضد أبناء الجيش والشرطة.. والثانية إلى الحكومة البريطانية ورئيسها ديفيد كاميرون، لتعلم الدرس من ممارسات إرهابيين، كانت استضافتهم بريطانيا سابقًا على أنهم لاجئون سياسيون، وعدم تكرار ذلك الخطأ، من خلال إيواء عناصر جماعة الإخوان حاليًا، ومنحهم اللجوء السياسي.

وشدد على أنهم لا يمثلون المصريين أو المسلمين الذين يقفون ضدهم. أضاف رجب إن الإخوان يحاولون كسب المسلمين البريطانيين تحت غطاء الإسلام، وترسيخ مفهوم أن ما يجري في مصر حاليًا من أحداث على أنها ضد الإسلام.

المارة يشاركون المتظاهرين
وردد المتظاهرون هتافات تقول "لا لإرهاب الإخوان"، و"لا مرحبًا بهم بيننا في بريطانيا"، و"الإخوان مش مسلمين.. الإخوان إرهابيين"، و"يا سيسي يا سيسي.. خذ قرارك الشعب بانتظارك". وقد حظيت التظاهرة بدعم المارة، الذين كانوا يحيّونها، ويطلقون منبهات سياراتهم وهتافاتهم تحية للمشاركين فيها وللشعارات المرفوعة ضد جماعة الإخوان.

هذه هي التظاهرة الثانية ضد الإخوان المسلمين، التي تشهدها لندن خلال أسابيع قليلة، حيث كان حزب "بريطانيا أولًا" قد نظم في التاسع عشر من كانون الثاني (يناير) الماضي مظاهرة خارج مقر جماعة الإخوان، بعدما أبدى الحزب، الذي تأسس عام 2011، غضبه من اتخاذ الجماعة مقرًا جديدًا لها في إحدى الشقق في المنطقة التجارية في حي "كريكل وود"، حيث تدير من هناك حربها ضد النظام المصري الجديد.

وقال الحزب في بيان "نريد أن نثبت لجماعة الإخوان أنه غير مرغوب فيهم في بريطانيا، وأن على (الجهاديين) أن يدركوا أن عليهم مغادرة بريطانيا، والعودة إلى بلادهم لنشر الكراهية والموت هناك، بينما كل الوطنيين العقلاء مرحّب بهم معنا".

وأوضح قائلًا "لقد نظمنا بنجاح تظاهرة خارج مقر جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في 113 كريكل وود في شمال لندن".. وأضاف "يجب ألا يكون لهذا التنظيم الإرهابي مكان في بريطانيا، وهم ليسوا موضع ترحيب، فبلادنا ليست الجزيرة التي يمكن أن تكون مرتعًا للجهاديين".

قادة الإخوان يقدمون طلبات لجوء
وأشارت تقارير أخيرًا إلى تقديم قادة في جماعة الإخوان المسلمين طلبات لجوء سياسي إلى السلطات البريطانية، بدعم يقال إنه قطري، لاسيما بعد سحب السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة أخيرًا.

وتشكل لندن الوجهة الثانية لقيادات الجماعة، على اعتبار أن قطر شكلت الوجهة الأولى لهم على مدار سنوات مضت. وبسبب مجموعة من عوامل الجذب، تعد لندن وجهة محببة للإخوان المسلمين، أهمها أنه لا توجد اتفاقية بين مصر وبريطانيا لتسليم المتهمين أو المدانين من قادة الإخوان إلى السلطات المصرية، كما إن لندن تعدّ عاصمة مألوفة للعديد من القيادات الإخوانية ونشاطاتهم، ومن ذلك أن النسخة الإنكليزية من الموقع الالكتروني "إسلام أون لاين" انطلقت من لندن عام 2005.

ومنذ 30 حزيران (يونيو) عام 2013 حين أسقطت تظاهرات شعبية حكم الإخوان المسلمين في مصر، تزايد حضور الإخوان المسلمين في لندن، حيث ينظم ناشطو الجماعة فيها وقفات احتجاج وتظاهرات مستمرة تنديدًا بالنظام الجديد في مصر إثر عزل الجيش الرئيس الإخواني السابق محمد مرسي بعد تظاهرات حاشدة.

كان بين تلك التظاهرات ما نظمه ناشطون في الإخوان على مدار أسبوع أمام السفارة المصرية في بريطانيا، بالتزامن مع إدلاء المصريين بأصواتهم في الاستفتاء على الدستور الجديد في كانون الثاني (يناير) الماضي. وشهد الحي، الذي اختارته الجماعة مقرًا لمكتبها الصحافي في شمال عرب لندن تظاهرات لأحزاب بريطانية ضد نشاط الجماعة، إضافة إلى تظاهرات واحتجاجات ينظمها العديد من المصريين ضدها.

وأشار المحامي المتخصص في قضايا اللجوء وحقوق الإنسان صباح المختار، في تصريح صحافي، أخيرًا، إلى أنه يعتقد أن "معظم طلبات اللجوء التي يتقدم بها قادة الجماعة في لندن ستقبل، فضلًا عن أن من يبحثون الطلبات غالبًا ما ينظرون إلى الجوانب الفنية بصرف النظر عن الجوانب السياسية أو حتى مخاوف الحكومة حيال الجماعة".

وأوضح أنه "لا يجوز أن يتقدم شخص بطلب لجوء إلى بريطانيا من خارجها، ما يعني أن قيادات الجماعة الموجودين في قطر لن يستطيعوا التقدم بطلبات لجوء، إلا إذا وصلوا إلى الأراضي البريطانية".

لندن تحت الأرض
وكانت مجلة فورين بوليسي الأميركية قالت في 19 أيلول (سبتمبر) من العام الماضي في تقرير بعنوان "لندن تحت الأرض" إن جماعة الإخوان اتخذت من شمال لندن مقرًا لإدارة شؤون الجماعة. وأضافت تقول "في أعماق العاصمة البريطانية لندن في مكان لم يكشف، اتخذت الجماعة مقرًا لها، حيث يقوم أعضاؤها بالاتصال منه بالصحافة في بريطانيا والولايات المتحدة، وإرسال أحدث التصريحات الصحافية، كما يقوم هذا المكتب بتنظيم الاحتجاجات، والتعاقد مع محامين بريطانيين بارعين لرفع قضايا ضد الحكومة المصرية الجديدة".

وتعتبر لندن المكان المعتاد لجماعة الإخوان خارج مصر، حيث كان فيها المكتب الرئيس لموقع جماعة الإخوان المسلمين على شبكة الانترنت، كما افتتح فيها في التسعينات مركز عالمي للمعلومات، بهدف التواصل مع وسائل الإعلام العالمية. ويدير المقر الجديد في شمال لندن إبراهيم منير المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا وأمين عام التنظيم الدولي للجماعة وجمعة أمين القيادي في الجماعة، والذي يتواجد في لندن لتلقي العلاج، بعد اعتقال قادتها في القاهرة. ومع ذلك يظل دور فرع الجماعة في لندن غير واضح.

يشير متحدث باسم الجماعة، يُدعى سلامة، وهو اسم مستعار، إلى أن مقر الإخوان يقوم بتنظيم التظاهرات الأسبوعية في لندن لدعم مرسي، مثل تظاهرات السلاسل البشرية في منطقة شارع أكسفورد الشهيرة بالتسوق. وقد وكلت الجماعة في لندن المحامي البريطاني المعروف عالميًا مايكل مانسفيلد - الذي مثل محمد الفايد أثناء التحقيق في وفاة الأميرة ديانا - لبدء الإجراءات القانونية ضد الحكومة المصرية، في مسعى إلى الذهاب بالقضية نحو المحكمة الجنائية الدولية.

يعترف سلامة أن معظم الجالية المصرية في لندن لا تدعم جماعة الإخوان المسلمين، وأن معظم أفرادها صوّتوا لأحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز فيها مرسي.

يذكر أن تاريخ الجماعة في لندن يمتد عبر أجيال، حيث هرب قادتها إلى أوروبا في الخمسينات أثناء حكم الرئيس المصري الراحل عبد الناصر. ونائب المرشد العام للإخوان خيرت الشاطر كان موجودًا في لندن في الثمانينات مع القيادي في الجماعة عصام الحداد، كما إن ابن عصام عضو نشط في لندن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف