أخبار

إثر قرار حكومة كردستان جعل المدينة محافظة

ذكرى مأساة حلبجة تتحول عرسًا قوميًا!

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تحولت الذكرى السادسة والعشرون لإحياء مأساة تعرّض مدينة حلبجة العراقية الكردية للقصف الكيميائي إلى احتفالات، وذلك بعد قرار حكومة كردستان تحويلها إلى المحافظة الرابعة في الإقليم.

حلبجة: احتشد في وسط حلبجة، الواقعة في شمال شرق بغداد، مئات من سكان المدينة والقرى المحيطة بها، وبدأوا يجولون منذ الصباح شوارعها، وهم يرفعون أعلامًا كردية وصورًا لبعض ضحايا القصف، فيما شارك آخرون في نشاطات فنية وأدبية ورياضية.

وكان القصف، الذي شنته طائرات حربية في السادس عشر من آذار/مارس 1988، أدى إلى مقتل ما بين أربعة وسبعة آلاف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، في قصف بمختلف أنواع الأسلحة الكيميائية، مثل غاز الخردل والسارين، وخليط آخر يشلّ الأعصاب، بحسب معلومات كردية مستقلة.

فرح من رحم المعاناة
عند الساعة 11:35 (8:35 تغ) وقف الحضور دقيقة صمت حدادًا على أرواح الضحايا، بعدما قال أحد المتحدثين "قبل 26 عامًا من اليوم، وفي هذا التوقيت، قصفت حلبجة". وقال راس عابد، الذي فقد 11 شخصًا من عائلته خلال هذا القصف، لفرانس برس، "مرت 26 سنة على اسشهاد عائلتي، قضيتها حزنًا عليهم (....) ولكنني اليوم أشعر بفرح، لكون مدينتي، التي فقدت فيها أعز وأقرب ناس إليّ، ستصبح محافظة".

وقررت حكومة إقليم كردستان في 13 آذار/مارس الحالي أن تتحول حلبجة من قضاء إلى محافظة. وقال نيجرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم خلال احتفالية أقيمت في أربيل بالمناسبة "منذ البداية كنا نريد أن تكون حلبجة الشهيدة محافظة".

ويتهم الأكراد نظام صدام حسين بقصف المدينة، التي كانت محتلة من قبل القوات الإيرانية، علمًا أن النظام السابق كان اتهم إيران بالقصف. وقالت هيرو كريم (57 عامًا)، وهي مدرّسة، فقدت اثنين من أبنائها أثناء القصف: إن "تحويل مدينة حلبجة من قضاء إلى محافظة يجب ألا يبقى فقط حبرًا على ورق".

أضافت "على حكومتي بغداد والإقليم بذل قصارى الجهود لبناء هذه المحافظة الفتية، والاهتمام ببناها التحتية، وتخصيص ميزانية سنوية، لتجاوز هذه المحنة التي عاشتها هذه المدينة المنكوبة". ويشكو سكان مدينة حلبجة من قلة الدعم الحكومي وعدم الاهتمام بأوضاعهم الصحية. ويقول بعضهم إنه لا يزال حتى اليوم يموت نحو شخصين على الأقل سنويًا جراء الآثار الجانبية لعملية القصف الكيميائي.

أجمل وأكثر تطورًا
وقال شاهو رحيم (30 عامًا)، صاحب محل في سوق حلبجة، الذي فقد والديه في القصف، إن "المدينة تشهد تطورًا اقتصاديًا وثقافيًا مقارنة بالعام الماضي"، معتبرًا أن "المدينة اليوم تبدو أجمل". وتقع حلبجة في الجنوب الشرقي لمدينة السليمانية، ويحاذيها من الشمال جبل هورامان، ومن الشمال الشرقي سهل شارزور، ومن الشرق جبل شتروى، ومن الشمال الغربي بحيرة دربنديخان كنصف دائرة، لتجعل من هذه المدينة شبه جزيرة بين الماء والجبال.

تبعد حلبجة عن الحدود الإيرانية نحو عشرة أميال، وتقع شمال شرق بغداد على مسافة 150 ميلًا من العاصمة. وكلمة حلبجة مشتقة من الفارسية "عجب جا"، والتي تعني مكانًا ملفتًا للنظر، وهذه الكلمة نطقها أحد القادة الفرس، عندما رأى جمال مدينة حلبجة، التي تعود إلى نحو 300 عام.

وأحيا الأكراد ذكرى حلبجة في أربيل، بمشاركة مجموعة من المسؤولين في إقليم كردستان ووزارة الشهداء، وقام المؤنفلون (من تعبير حملة الأنفال عندما أجبر نظام صدام حسين الأكراد على ترك قراهم وتشتيتهم في مناطق أخرى) بوضع أكاليل من الزهور على "نصب الشهداء" في المدينة، على وقع موسيقى كردية.

في ختام التجمع في حلبجة، أدت فرقة موسيقية كردية معزوفات كردية، فيما كانت مجموعة من الشبان والشابات الأكراد تؤدي رقصة تقليدية باللباس التقليدي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف