أخبار

تعقد وسط ظروف عربية حساسة وتناقش هواجس وتحديات

قمة الكويت: ملفات شائكة بانتظار الحل

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

موضوعات شاملة تتطرق إليها القمة العربية المزمع عقدها في الكويت بعد ثلاثة أيام، وبما أنها تأتي في وقت يتفشى فيه الإرهاب في المنطقة فسيكون موضوعًا رئيسًا كما تبحث دعم واستقرار دول عربية عدة، كما ستتطرق إلى الهواجس من إيران وإسرائيل.

الكويت: يبدأ وزراء الخارجية العرب غدًا اجتماعًا تحضيريًا للقمة العربية العادية في دورتها الـ 25 التي تستضيفها دولة الكويت يوم الثلاثاء المقبل، وسط أجواء متغيرة في المنطقة العربية.

ويعقد اجتماع وزراء الخارجية العرب بهدف التحضير لجدول أعمال القمة المقبلة، وهي الأولى من نوعها التي تستضيفها الكويت منذ انضمامها رسميًا إلى الجامعة العربية في 20 تموز (يوليو) 1961 في ظل ظروف إقليمية ودولية حساسة وصعبة، وتطورات مهمة، تتطلب الوصول إلى قرارات ورؤى، تساعد على تعزيز التضامن والتكاتف العربي.

يأتي عقد القمة ليكون ترجمة لحرص أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على تفعيل التعاون العربي والانطلاق بآفاقه نحو كل ما يخدم قضايا الأمة العربية، ويحقق المصالح المشتركة، وبما يعزز التواصل الإيجابي بين الدول العربية الشقيقة وسط آمال بأن تسفر عن النتائج الإيجابية التي تحقق الغايات المنشودة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الأمة العربية.

مكافحة الإرهاب
ويعتبر عقد القمة العربية في الظروف الحالية تجسيدًا لحرص دولة الكويت بالتعاون مع القادة العرب على مواصلة التشاور الدوري بشأن القضايا العربية المصيرية، وتعزيزًا للعمل العربي المشترك ودعمًا لاستقرار الدول العربية وتجنيبها المخاطر المحدقة والتناحر والتطرف والإرهاب.

يتزامن الاجتماع مع تطورات مهمة في المنطقة العربية، أبرزها الملف السوري وتداعيات الأزمة الإنسانية بعد فشل مباحثات السلام لحل الأزمة السورية في مؤتمر (جنيف 2) وتصعيد الإجراءات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة ومحيط المسجد الأقصى.

وسيركز اجتماع وزراء الخارجية العرب على العديد من القضايا الأساسية، ومنها متابعة القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، وتفعيل مبادرة السلام العربية، خاصة بعدما ألمح وزير الخارجية الأميركي جون كيري في وقت سابق إلى وجود حاجة إلى مهلة جديدة، بعدما تبيّن أنه ليس بالإمكان التوصل إلى اتفاق إسرائيلي - فلسطيني بحلول نيسان (إبريل) المقبل، الذي يصادف نهاية مهلة أعلنها في تموز/يوليو 2013 مدتها تسعة أشهر لإبرام تسوية.

كما يتناول ملف الشرق الأوسط الرفض المطلق والقاطع للاعتراف بيهودية إسرائيل، التي تستهدف إلغاء حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين والتطهير العرقي العنصري ضد فلسطينيي عام 1948، وهي ورقة يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضغط بها على الفلسطينيين، مقابل استئناف المفاوضات المتوقفة منذ نحو ثلاث سنوات.

الأزمة الفلسطينية
يشمل الملف الفلسطيني أيضًا الاستيطان واستكمال إسرائيل بناء جدار الفصل العنصري حول القدس المسمى (غلاف القدس) وسط محاولات سلطات الاحتلال اعتبار المسجد الأقصى جزءًا لا يتجزأ من أراضي إسرائيل، وينطبق عليه القانون الإسرائيلي، رغم أن الأردن يشرف عليه بموجب اتفاقية السلام مع إسرائيل (وادي عربة) واتفاقية أخرى مع السلطة الفلسطينية.

سيتناول وزراء الخارجية العرب إعادة النظر في جدوى مهمة اللجنة الرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، ودورها في ضوء عجزها عن إحراز أي إنجاز في مهمتها الخاصة بتحقيق السلام العادل والشامل.وسيتطرق الاجتماع إلى دعوة الولايات المتحدة وكل دول الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بدولة فلسطين على حدود خط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، خاصة وأنها حصلت على وضع دولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة قبل أكثر من عام.

الأمن المائي
وسيبحث وزراء الخارجية العرب الأمن المائي العربي وسرقة إسرائيل للمياه في الأراضي العربية المحتلة، بجانب سبل مواجهة الإجراءات الإسرائيلية المتخذة في الجولان، من خلال إقامة إسرائيل لجدار أمني متطور (جدار ذكي) على طول الحدود السورية الإسرائيلية.

تشمل المناقشات كذلك بحث التضامن العربي الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له ومساعدته على وضع حد نهائي لانتهاكات إسرائيل وتهديداتها الدائمة له وضرورة انسحابها إلى الحدود المعترف بها دوليًا خاصة في ضوء تشكيل الحكومة اللبنانية في شباط/فبراير الماضي بعد جهود استمرت عشرة أشهر.

لبنان وليبيا
وسيخصص جزء من اجتماع وزراء الخارجية العرب لتناول الانعكاسات السلبية والخطيرة المترتبة على لبنان ومساعدته ماديًا وتقنيًا جراء أزمة النازحين السوريين، الذين سيجري التشديد على أن وجودهم على الأراضي اللبنانية موقت، والعمل على عودتهم إلى بلادهم في أسرع وقت. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 2.5 مليون سوري مسجلون لديها حاليًا كلاجئين في دول مجاورة، بينها لبنان، الذي يستضيف نحو مليون منهم.

بشأن تطورات الوضع في ليبيا، سيتطرق الاجتماع إلى تضامن الدول العربية مع ليبيا ومساندة جهودها في سبيل الحفاظ على سيادتها واستقلالها، بجانب دعم الاستحقاقات الجوهرية، التي تتطلبها المرحلة، والمتعلقة بصياغة الدستور والاستفتاء عليه وتفعيل المصالحة الوطنية.

دعم استقرار اليمن
وكان المؤتمر الوطني الليبي قد أقال رئيس الوزراء علي زيدان في 11 الشهر الماضي، وعيّن وزير الدفاع عبدالله الثني قائمًا بأعمال رئيس الوزراء، على أن تجرب انتخابات برلمانية خلال ثلاثة أشهر. ويبحث الاجتماع أيضًا تعزيز التعاون مع الأجهزة الأمنية الليبية من أجل التصدي لكل أشكال المحاولات التخريبية، التي تستهدف زعزعة الاستقرار في ليبيا ودول المنطقة، إضافة إلى ضبط الحدود ومكافحة أنشطة الجماعات الإرهابية وعصابات تجارة السلاح والمخدرات والهجرة غير الشرعية. يتضمن الملف الليبي كذلك بحث سبل تعاون الدول العربية في سبيل تسهيل إجراءات تسليم المواطنين الليبيين المتواجدين على أراضيها والمطلوبين للعدالة عن تهم جنائية لمقاضاتهم أمام محاكم ليبية مختصة.

في ما يتعلق بتطورات الوضع في اليمن، يتناول وزراء الخارجية العرب تأكيد الالتزام الكامل بالحفاظ على وحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ونتائج ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن، مع التشديد على أهمية تنفيذها وصياغتها في دستور جديد يلبي طموحات الشعب.

يذكر أن لجنة تحديد الإقاليم المنبثقة من مؤتمر الحوار الوطني اليمني كانت قد أقرت في العاشر من الشهر الماضي تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم. ويشمل الملف اليمني أيضًا دور الدول الراعية للمبادرة الخليجية وجهودها ودعمها ليتمكن اليمنيون من تجاوز الأزمة السياسية بصورة سلمية حظيت بإعجاب وتقدير المجتمع الدولي، من خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي شارك فيه كل الأطراف والقوى السياسية اليمنية من دون استثناء.

سيادة الإمارات على الجزر
في الشأن الإماراتي، يبحث وزراء الخارجية العرب تأكيد سيادة الإمارات الكاملة على جزرها الثلاث (طنب الكبرى) و(طنب الصغرى) و(أبو موسى) ودعمها إجراءاتها السلمية لاستعادتها، وإدانة قيام إيران ببناء منشآت سكانية لتوطين مواطنيها في الجزر الإماراتية الثلاث، بجانب مطالبة إيران بترجمة ما تعلنه عن رغبتها في تحسين العلاقات مع الدول العربية وفي الحوار وإزالة التوتر إلى خطوات عملية وملموسة.

ويشمل جدول أعمال وزراء الخارجية العرب ملف دعم السلام والتنمية في السودان، وتأكيد ضرورة انضمام جميع الحركات المتمردة إلى اتفاقات السلام الموقعة حول دارفور، ودعوة الدول العربية في اتصالاتها مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى بذل الجهود كافة لمنع إيواء الحركات أو وصول أي شكل من أشكال الدعم لها، والعمل على ضمان انحيازها إلى الخيار التفاوضي وتوقيع اتفاق سلام.

السودان والصومال
يتضمن الاجتماع أيضًا بحث مساندة السودان في التنفيذ الكامل لكل الاتفاقيات المبرمة بينه وبين جنوب السودان مع إعطاء الأولوية لاتفاقية الترتيبات الأمنية، والتأكيد على دعم موقف السودان التفاوضي في حل قضية (أبيي) وحسم المناطق الحدودية الخمس المتنازع عليها مع جنوب السودان.

سيتطرق اجتماع وزراء الخارجية العرب إلى الوضع في الصومال في ضوء تطورات العملية السياسية وإنهاء الفترة الانتقالية بانتخاب البرلمان ورئيسه وانتخاب رئيس الدولة وحصول رئيس الوزراء المعين على ثقة البرلمان، ما يشكل أساسًا قويًا لإحداث التحول السياسي والديمقراطي.

كما يبحث الاجتماع دعم جمهورية القمر المتحدة ومواصلة تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية والتشديد على رفض الاعتراف بنتائج استفتاء أجرته فرنسا في 29 آذار/مارس 2009 حول اندماج جزيرة مايوت القمرية وتحويلها إلى مقاطعة فرنسية. وفي ما يتعلق بالنزاع الجيبوتي - الإريتري، يبحث وزراء الخارجية العرب سبل التشديد مجددًا على ضرورة احترام سيادة جيبوتي ووحدة وسلامة أراضيها ورفض الاعتداء على أراضيها واحترام مبادئ حسن الجوار وعدم المساس بالحدود القائمة بين البلدين عشية الاستقلال.

الخطر الإسرائيلي
وسيخصص الاجتماع جزءًا لمناقشة مخاطر التسلح الإسرائيلي على الأمن القومي العربي والسلام الدولي وجهود إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط والإعداد لمؤتمر دولي بهذا الشأن كان مقررًا في 2012 لكنه تأجل بسبب إسرائيل. كما يتناول التحضير العربي للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية وضرورة إدراج بند يتعلق بالقدرات النووية الإسرائيلية على جدول أعماله، وتقديم عرض متكامل حول مخاطر القدرات النووية الإسرائيلية.

تتناول المناقشات أيضًا أمن الحدود والإرهاب الدولي وسبل مكافحته وبناء القدرات الوطنية في المسائل المتعلقة بالإرهاب ومنع الإرهابيين من الاستفادة من مدفوعات الفدية ومن التنازلات السياسية مقابل إطلاق سراح الرهائن. كما يتطرق إلى القرار الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين أخيرًا بشأن مكافحة الإرهاب ومعاقبة كل من يشارك في أعمال قتالية خارج المملكة أو ينتمي إلى تيار أو جماعة دينية أو فكرية متطرفة أو مصنفة كمنظمة إرهابية أو يؤيد أو يتبنى فكرها أو منهجها بأي صورة كانت أو الإفصاح عن تعاطفه معها بأي وسيلة كانت بالسجن المشدد.

ويبحث اجتماع وزراء الخارجية العرب كذلك العلاقات العربية - الأفريقية ومسيرة التعاون بين الجانبين واستعراض نتائج القمة العربية الأفريقية الثالثة، التي عقدت في دولة الكويت يومي 19 و20 تشرين الثاني/نوفمبر 2013. كما يبحث الاجتماع دعوة مجالس السفراء العرب، وخاصة في العواصم الأفريقية، إلى بذل كل الجهود مع الدول الأفريقية والاتحاد الأفريقي لمنع حصول إسرائيل على وضعية مراقب في الاتحاد الأفريقي.

يتطرق الاجتماع أيضًا إلى الشراكة الأوروبية - المتوسطية والعلاقات العربية مع التجمعات الدولية والإقليمية، ومنها العلاقات العربية - الأوروبية، بهدف تبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الطرفين، إضافة إلى تعزيز التعاون مع الصين ودول آسيا الوسطى وأذربيجان والهند واليابان وتركيا وروسيا ودول أميركا الجنوبية ومجموعة دول جزر الباسيفيك.
وسيتضمن جدول الأعمال مناقشة مشروع النظام الأساسي للمحكمة العربية لحقوق الإنسان وتقارير وتوصيات بشأن إصلاح وتطوير الجامعة العربية وصياغة استراتيجية عربية موحدة لحوار الحضارات ومشروع توثيق ذاكرة جامعة الدول العربية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف