أخبار

أكد أن حزبه اليوم أقدر مما كان عليه في 2006

نصرالله: مرحلة سقوط نظام الأسد انتهت

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قال حسن نصرالله، أمين عام حزب الله، إن المقاومة قادرة على التصدي لأي مغامرة إسرائيلية، معلنًا المسؤولية عن متفجرتي اللبونة، وأكد أن مرحلة سقوط النظام السوري انتهت.

أجرت صحيفة السفير اللبنانية حوارًا شاملًا مع حسن نصرالله، أمين عام حزب الله، كشف فيه أن العبوة التي انفجرت في مزارع شبعا، مستهدفة دورية إسرائيلية في منتصف آذار (مارس) الماضي، هي من عمل المقاومة.

وقال: "تبيّن في المدة الأخيرة أن الإسرائيلي يحاول الدخول إلى عمق الأراضي اللبنانية لتحقيق أهداف عدة، جزء منها الاستطلاع الميداني، أو قد يدخل لزرع أجهزة تجسس، مثل الأجهزة التي تم اكتشافها على شبكة الاتصالات السلكية في الجنوب، ويمكن أن يكون هدفه زرع عبوات لقتل أشخاص".

قصة ردع
أضاف نصرالله للسفير: "في ذلك الوقت أخذنا قرارًا، وزرعنا في منطقة اللبونة عبوتين كبيرتين، وهي منطقة في عمق الأراضي اللبنانية، وليست بعيدة عشرة أو عشرين مترًا عن الحدود. وعندما حصل التفجير، كان واحدًا من أهداف تلك العملية إيصال رسالة إلى العدو بأننا لا نسمح لك بتغيير قواعد الاشتباك، وفي أي مكان تدخل إليه، ونعلم به، نحن سنواجهك، فلدينا القرار والعزم والشجاعة للمواجهة". ورأى نصرالله أن الجيش الإسرائيلي فهم الرسالة جيدًا، "فالقصة ليست قصة قواعد اشتباك، وإنما قصة ردع".

ووصف نصرالله الغارة الإسرائيلية على جنتا بأنها جسّ نبض المقاومة، مستفيدًا من الظرف القائم وانخراط حزب الله في المعركة السورية، بهدف تغيير قواعد الاشتباك، "ولو سكتت المقاومة عن غارة جنتا، قد يأتي العدو غدًا لضرب أية شاحنة وأي هدف وأي بيت في أي مكان، بدعوى أن هذا سلاح نوعي، ونحن ملتزمون بأن نضرب السلاح النوعي".

المقاومة قادرة
واستبعد نصرالله حربًا إسرائيلية جديدة على لبنان، لكنه أكد القدرة على ردعها إن حاولت، وقال: "المقاومة، وبمعزل عما يجري في سوريا والانشغال في سوريا، قطعًا هي أقوى بكثير مما كانت عليه في العام 2006، وهذا ليس فيه مبالغة، وإنما هو حقيقة، إن لجهة القدرة البشرية، العدد، أو لجهة الكفاءة القتالية، لجهة التدريب، وذلك حتى قبل الأحداث في سوريا، فبعد حرب 2006 وُضع برنامج محترم على هذا الصعيد، هدفه رفع مستوى الكادر البشري، المستوى الفكري والمعلوماتي والفهم والتخطيط والقيادة والإدارة.

فالقدرة البشرية بالتأكيد أكبر بكثير مما كانت عليه في 2006، والمقدرات المادية أيضًا أكبر بكثير مما كانت عليه في العام 2006، والإسرائيلي يعلم ذلك. وسواء كان هناك قتال في سوريا أم لا، إذا فرضت إسرائيل حربًا على لبنان، فإن المقاومة في لبنان ستقاتل أفضل بكثير مما قاتلت في العام 2006، وهذا محسوم تمامًا".

لن يسقط
ورأى نصرالله أن خطر التفجيرات الإرهابية تراجع كثيرًا في لبنان، "إن لجهة التطورات الميدانية في منطقة القلمون، ما أدى إلى إغلاق العديد من مصانع تفخيخ السيارات ومراكزها التي تم اكتشافها، سواء في مدينة يبرود أو في بلدة رأس العين من قبل القوات السورية، أو بسبب الجهد الأمني المميز الذي قام به الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الرسمية في تفكيك الشبكات التي كانت تستورد السيارات المفخخة وتقوم بتوزيعها وتفجيرها".

وعن التورط في سوريا، قال نصرالله إن المقاومة لا تواجه مشكلة مع جمهورها حول هذه المسألة، "بل على العكس، هناك فئة كانت مترددة، ولكنها حسمت خيارها معنا، وبعض جمهور 14 آذار يؤيد تدخلنا في سوريا حماية للبنان من المجموعات التكفيرية الإرهابية".

في السياق نفسه، قال نصرالله إن مرحلة إسقاط النظام السوري انتهت. أضاف: "يستطيعون أن يعملوا حرب استنزاف، طالما هناك دول لا تزال تمول وتسلح وتحرض وتدفع بهذا الاتجاه، لكن ليس في الأفق ما يظهر أن المعارضة قادرة على القيام بحرب كبيرة، والذي يحصل في اللاذقية وكسب لا يمكن أن نسميه حربًا كبرى". وتابع: "المعركة الكبرى التي كان يتم الحديث عنها كثيرًا انطلاقًا من جنوب سوريا أقرب إلى التهويل منها إلى الحقيقة. وأعتقد أننا تجاوزنا خطر التقسيم".

عروض للأسد
وعن الحل في سوريا، رأى نصرالله أن الدول التي كانت ترعى المعارضة في سوريا لم تكن جاهزة لأن تتحدث بمبدأ الحل السياسي، "فقطر، السعودية، تركيا، مصر في الوضع السابق. إذهب إلى الدول البعيدة. إلى الأوروبيين إلى الأميركيين، لم يكن أحد جاهزًا للحل السياسي. أمس عندما تحدثت القمة العربية عن الحل السياسي، أتى هذا بعد الفشل العسكري. العالم ذهب إلى جنيف 2 نتيجة الفشل في الميدان".

أضاف: "منذ البداية، لم يكونوا يريدون الحل السياسي. أنا أتذكر هذه النقاشات، لم تكن القضية شخص الرئيس بشّار الأسد فقط، كان الحديث عن النظام كله، المطلوب أن يذهب النظام، وبعدها نتحدث. ماذا يعني المطلوب أن يذهب النظام؟، يعني إلى أين يريدون أن يأخذوا سوريا؟".

وكشف نصرالله النقاب عن عروض قدمت إلى الأسد، مفادها أن "إقطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران ومع حركات المقاومة، وكن جاهزًا للدخول في التسوية بشكل حقيقي وكامل مع الإسرائيلي، فلن تبقى مشكلة. الرئيس الأسد رفض، ويحفظ له هذا الموقف".

وأكد نصرالله أن الكثير من الدول العربية على اتصال بالنظام السوري من تحت الطاولة، وتقول له "نحن معك. أصمد، بل أنا أعرف أن بعض الدول العربية هي في الظاهر مع المعارضة، لكنها تحت الطاولة تطالب النظام بأن يحسم بسرعة".

الربيع العربي
أما الربيع العربي، فيميل نصرالله إلى فكرة أن الذي حصل هو بدايات شعبية حقيقية فاجأت الجميع، "أي إن هناك أنظمة مسوّسة، فاسدة، ضعيفة، واهنة حتى على المستوى المعنوي والنفسي، وحان وقتها تبعًا للقوانين التي تحكم حركة التاريخ والمجتمعات البشرية. هذا الكيان، هذه البنية، حان قطافها. ما حصل، أن هناك تراكمًا في الوضع الشعبي، بعضه له علاقة بالموضوع الداخلي، مثل الفساد، الظلم، الديكتاتورية، السجون، الحريات، الجوع، الفقر، الحرمان.

وهناك جزء آخر كبير له علاقة بالصراع مع إسرائيل. مثلًا، جاء بعض الأصدقاء من تونس وأخبروني عن تأثير حرب تموز (يوليو) 2006 على الشباب التونسي، وتأثيرها على الانتفاضة التي حصلت في تونس. ألا يوجد غضب عند الشعوب العربية تجاه موقف الأنظمة العربية في موضوع فلسطين؟، نعم، هناك غضب عارم".

أضاف: "هناك إحساس لدى الشعوب العربية بالذل، بالانكسار، بالهوان. التعبيرات التي استخدمت في ضوء نتائج حرب 2006، تجاوزت قصة من هو لبنان هذا البلد الصغير، أو من هي هذه المقاومة في لبنان، لتصبح مسألة القدرة على الفعل والإنجاز. هذا أيضًا له علاقة كبيرة جدًا بما حصل. هذا لاحقًا تم العمل على إخفائه".

وأشار إلى وجود نقاش جدي لدى الأميركيين وصل إلى الكلام عن مستقبل السعودية، "حيث بلغني نقاش حول ضرورة تقسيم السعودية إلى دول عدة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف