أخبار

(النور) يدعم المشير وأكثرية التيار السلفي تؤيد عودة مرسي

سلفيو مصر.. غالبية تقاطع انتخابات الرئاسة وأقلية مع السيسي

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لا يزال التيار السلفي في مصر منقسمًا على نفسه خصوصًا تجاه الإجماع على مرشح رئاسي واحد، ففي حين أيد حزب النور ترشح السيسي، قررت قواعد كبرى من التيارات السلفية مقاطعة الانتخابات ومتابعة النضال "الإخواني" لإعادة مرسي إلى الحكم.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: تقترب الانتخابات الرئاسية في مصر، لتبدأ مرحلة جديدة تنهي بشكل قاطع مرحلة حكم الإخوان، وتقضي على آمالهم في عودة الرئيس السابق محمد مرسي إلى الحكم مرة أخرى.

وبينما أعلنت غالبية الأحزاب السياسية التقليدية تأييدها للمرشح عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق، وأعلنت أحزاب وتيارات ثورية دعمها للمرشح حمدين صباحي، فإن التيار السلفي في مصر انقسم على نفسه، إذ أعلن حزب النور تأييده للسيسي، وقررت الغالبية العظمى من قيادات وقواعد التيار مقاطعة الانتخابات، والوقوف إلى جانب نضال جماعة الإخوان المسلمين من أجل عودة ما تعتبره "الشرعية ورفض الانقلاب"، ممثلة في الرئيس السابق محمد مرسي.

حزب النور يؤيد السيسي
عندما تدخل الجيش المصري بقيادة المشير عبد الفتاح السيسي، لعزل الرئيس السابق محمد مرسي، في 3 يوليو/ تموز الماضي، استجابة لمظاهرات حاشدة، كان حزب النور السلفي، ممثلًا في الأمين العام للحزب جلال مرة، حاضرًا مشهد النهاية، الذي تصدره السيسي وقيادات الجيش، إلى جانب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثاني.

وبارك حزب النور ممثلًا في جميع قياداته الخطوة، التي اعتبرتها غالبية رموز وقيادات التيار السلفي، سياسيًا ودينيًا، "انقلابًا عسكريًا"، ومنذ تلك اللحظة صار التيار الإسلامي ينظر إلى حزب النور وقياداته على اعتبارهم "خونة".

لم يتغير المشهد كثيرًا بعد مرور عشرة أشهر على عزل مرسي، ومازال التيار السلفي منقسمًا، ما بين غالبية تتبنى خيار "عودة الشرعية ورفض الانقلاب"، وأقلية، ممثلة في حزب النور، تؤيد السيسي في السباق الرئاسي.

إذ يدعم حزب النور السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وشكل لجانًا من شبابه في حملة لطرق الأبواب، من أجل حث المصريين على التصويت له. وقال نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي، إن ترشح المشير عبد الفتاح السيسي لانتخابات الرئاسة كان أمرًا متوقعًا.

النور يفضل السيسي
أضاف في بيان للحزب، أنه سبق وقال رأيه الشخصي في المشير السيسي، وتقديره لقدرته على إدارة المؤسسة التي يتولى رئاستها. متوقعًا أن يفوز السيسي في الانتخابات الرئاسية. وتابع: "ذكاؤه (السيسي) وقدرته على اكتساب حب الناس الأكبر والأصغر منه، إضافة إلى أن لديه شعبية كبيرة وفرصته أكبر من غيره".

ولفت إلى أن الحزب لم يتخذ قراره بشكل رسمي لتأييد السيسي. لكنه أشار إلى أن الإتجاه العام داخل الدعوة السلفية في الإسكندرية هو لمصلحة تأييد السيسي. وقال إنه "منتظر لقاء قريب مع المشير السيسي لاستيضاح باقي المعايير، التي سبق أن أعلن عنها، كما إنهم منتظرون ظهور البرنامج الانتخابي بطريقة رسمية"، منوهًا بأن الحزب "سوف يتخذ القرار بصورة مؤسسية من خلال مجلس الشورى العام للدعوة السلفية".

وفي محاولة منها لإستيضاح رؤية الحزب والدعوة السفلية بشكل أكثر عمقًا، إتصلت "إيلاف" بالدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية في الإسكندرية، مرات عدة، وبعثت إليه برسالة على هاتفه المحمول، إلا أنه لم يرد. كما اتصلت بكل من شريف طه، المتحدث باسم الحزب، ويونس مخيون رئيس الحزب، ونادر بكار، القيادي في الحزب، إلا أنهم جميعًا لم يردوا على هواتفهم الجوالة.

مدارس واتجاهات متعددة
التيار السلفي في مصر ليس مدرسة واحدة، بل ينقسم إلى مدارس عدة، ويعتبر حزب النور ممثلًا للدعوة السلفية في مدينة الإسكندرية فقط. ويقول الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، علي بكر: "من المعروف لدى المتخصصين في التيارات الدينية، أن السلفيين في مصر ليسوا تيارًا واحدًا، وأن مصر عرفت ظهور الاتجاهات السلفية بالمعنى العام مع بواكير ظاهرة الصحوة الإسلامية في مفتتح القرن الماضي. غير أن خريطة الاتجاهات السلفية شهدت، مع توالي السنين، حالة من التنوع في الأفكار والرؤى".

أضاف في دراسة له بعنوان "الخريطة الفكرية للتيارات السلفية في مصر"، أن "القاسم المشترك بين التيارات السلفية عقب الثورة المصرية، هو المشاركة في الحياة السياسية، وتأسيس الأحزاب، والمشاركة في الانتخابات البرلمانية، رغم أن بعضًا من هذه التيارات كان يرى قبل الثورة عدم جواز المشاركة السياسية والعمل الحزبي من الناحية الشرعية".

وأوضح بكر في دراسته: "رغم التصاعد السلفي في المجتمعات العربية والإسلامية بشكل عام ـ وفي مصر بشكل خاص - فقد ظلت هذه الخريطة السلفية تتسم بتعقيدات وتداخل الخيوط إلى الحد الذي بات معه من الصعوبة في مكان الإحاطة الدقيقة بمكونات الخريطة السلفية في الساحة المصرية، والوقوف على أفكارها ورموزها، واتجاهاتها، ومحددات الافتراق والتمايز".

غير مؤثر سلفيًا
يرى السلفيون أن حزب النور لم يعد مؤثرًا في المجتمع المصري، منذ انشقاق 150 قياديًا عنه بتاريخ 27 ديسمبر/ كانون الأول 2012.

وقال النائب السابق في مجلس الشعب عن حزب النور، رشيد عوض، لـ"إيلاف": حزب النور فقد قواعده في مختلف أنحاء الجمهورية منذ أن انشق 150 من قياداته، وأنشأوا حزب الوطن، برئاسة الدكتور عماد عبد الغفور، مساعد الرئيس السابق محمد مرسي.

وأضاف أن حزب الوطن ورث مقار حزب النور وشعبيته في مختلف المحافظات، ولم يبق له تواجد إلا في مدينة الإسكندرية، مقر الدعوة السلفية التي انبثق منها الحزب.

مقاطعة سلفية
ورغم أن حزب النور قرر المشاركة في الإنتخابات الرئاسية ودعم السيسي، إلا أن الإتجاه العام لمعظم فصائل التيار هي المقاطعة. وقال الدكتور أحمد بديع، المتحدث باسم حزب الوطن لـ"إيلاف" إن الجميع يعتبر أن ما حدث (في 3 يوليو/ تموز الماضي) انحراف عن المسار الديمقراطي، وإلغاء لإرادة الجماهير التي خرجت في العديد من الاستحقاقات الإنتخابية، وارتداد عن مبادئ الثورة".

وانتقد بديع الطرق الأمنية في الأزمة السياسية الراهنة في مصر، وقال إن الأزمة لا تحلّ بالقوة والعنف، مشيرًا إلى ضرورة أن يكون هناك حوار مجتمعي موسع، وأن تؤدي مؤسسات الدولة دورها المنوط بها والمتعارف عليه، وألا تتدخل سلطة ما في العمل السياسي، والعودة إلى المسار الديمقراطي، في إشارة إلى تدخل الجيش في السياسة وإزاحة الرئيس مرسي عن الحكم.

حول تجاوز الواقع والزمن لمطلب عودة الرئيس السابق محمد مرسي إلى الحكم، قال بديع إن "الرئيس مرسي ليس المشكلة، ولكنه جزء من الحل، ويمكن أن يعود لمدة نصف ساعة ليفوّض شخصًا آخر وينتهي دوره". وتابع: "نحن مدركون أن الشعب لا يريد عودة مرسي، ونحن لا نطالب بذلك، بل نطالب بعودة المسار الديمقراطي، ومبادئ ثورة 25 يناير، وعدم الارتداد عنها".

غير قانونية
وقال إن التيار السلفي في مصر "على قلب رجل واحد" من الانتخابات الرئاسية الحالية، مشيرًا إلى أن شعبية حزب النور تآكلت في الشارع المصري إلى حد كبير، على حد قوله.

وحسب وجهة نظر الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية، فإن معظم قواعد التيار السلفي ترفض ما يجري في مصر منذ عزل مرسي في 3 يوليو/ تموز الماضي، من الألف إلى الياء. وقال لـ"إيلاف" إن حزب النور فقد جميع قواعده، ولم تبق له سوى أعداد بسيطة للغاية في محافظتي الإسكندرية والبحيرة، مشيرًا إلى أن "حزب النور فقد شعبيته تدريجيًا، حتى تلاشت، بسبب تأييده للانقلاب العسكري".

واعتبر سعيد أن "أي عملية تجري بعد 3 تموز/يوليو 2013، سواء انتخابات أو استفتاء، هي عملية غير قانونية، لأنها لم تأت في وضع قانوني"، منوهًا بأن الجبهة السلفية، وإن كانت ترفض الأوضاع الحالية، إلا إنها لن تأخذ إجراء حاسمًا، إلا بعد تروٍ، لرؤية ما يمكن أن يستجد: هل ستجري انتخابات أم سيكون التفويض؟.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف