أخبار

متهمين إياه بتفتيت المجتمع عبر منحه هوية دينية للدولة

شخصيات بريطانية لكاميرون: مملكتنا ليست مسيحية

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اتهم عشرات الشخصيات المرموقة في بريطانيا، بينهم حائزو جائزة نوبل، رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بزرع الانقسامات وإثارة الطائفية وإشاعة الاغتراب في المجتمع من خلال إشارته المتكررة وإصراره على أن بريطانيا بلد مسيحي.

قال لفيف من العلماء والفلاسفة والسياسيين والكتاب والفنانين البريطانيين إن كاميرون يبث الطائفية ويزرع الشقاق بإصراره على أن بريطانيا، رغم تعددها الثقافي والعرقي والديني، ما زالت "بلدًا مسيحيًا".

تغذية الاغتراب
وفي رسالة إلى صحيفة الديلي تلغراف، حملت تواقيع 55 شخصية مرموقة في المجال العام، وذات انتماءات مختلفة، اتهم الموقعون كاميرون بإشاعة "الإحساس بالاغتراب"، والعمل بنشاط على الإضرار بالمجتمع، من خلال إلحاحه على تأكيد مسيحية الدولة.

يضم لفيف الموقعين على الرسالة علماء فائزين بجائزة نوبل وإعلاميين معروفين وعددًا من الكوميديين، الذين أعلنوا أن رئيس وأعضاء حكومة منتخبة لا يحق لهم "إعطاء الأولوية" لديانة أو أي مذهب بعينه.

جاء هذا التنديد بموقف رئيس الوزراء البريطاني، بعد سلسلة من التصريحات، التي تباهى فيها كاميرون بديانته المسيحية. وكتب كاميرون في صحيفة "ذي تشرتش تايمز" الأسبوعية أن على بريطانيا أن تكون "إنجيلية" من دون خجل بشأن ديانتها المسيحية.

واتهمت الشخصيات الموقعة على الرسالة كاميرون بأنه أخطأ في تحديد هوية بريطانيا، مع ما يترتب على ذلك من آثار سلبية على الحياة السياسية البريطانية والمجتمع. وأوضح الموقعون على الرسالة أنهم قرروا التصدي لما قاله كاميرون، بسبب إقحامه الدين في السياسة.

إقحام الشخصي في العام
جاء في الرسالة: "نحن نحترم حق رئيس الوزراء في معتقداته الدينية، وحقيقة أنها تؤثر في حياته كسياسي. لكننا نريد أن نعترض على توصيفه المتكرر لبلدنا بأنه "بلد مسيحي"، والنتائج السلبية التي يفرزها ذلك في حياتنا السياسية ومجتمعنا".

ولاحظ الموقعون أنه علاوة على "المعنى الدستوري الضيق" لتوصيف كاميرون، ليس هناك دليل يبرر وصفه بريطانيا بالبلد المسيحي، "وأن الدأب على الإدعاء بخلاف ذلك يشيع الاغتراب والانقسام في مجتمعنا".

وجاء في الرسالة "ان من الصواب الاعتراف بالمساهمة التي قدمها كثير من المسيحيين في العمل الاجتماعي ولكن من الخطأ محاولة إضفاء طابع استثنائي على مساهمتهم حين تضاهيها مساهمة بريطانيين من معتقدات مغايرة. فان ذلك يؤجج بلا داع سجالات طائفية متشنجة اساسا غائبة عن حياة غالبية البريطانيين".

وقال العالم الفيزيائي ذو الأصل العراقي البروفيسور جيم الخليلي، رئيس الجمعية الإنسانية البريطانية، وأحد الموقعين على الرسالة، إن مداخلة كاميرون تأتي في إطار "اتجاه مثير للقلق".

وكان إحصاء 2011 السكاني في بريطانيا أظهر أن عدد الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم مسيحيين انخفض من نحو 72 في المئة عام 2001 إلى 59 في المئة، أو بواقع 4.1 ملايين شخص. لكن تحليلات أخرى توصلت إلى أن هذا الانخفاض، رغم سعته، يخفي حجمه الحقيقي، لأن عدد المسيحيين رُفد بهجرة 1.2 مسيحي من بلدان أخرى إلى بريطانيا.

اتجاه عنصري
وقال البروفيسور الخليلي إن رسالة العلماء والفلاسفة والكتاب والفنانين كُتبت، ليس ردًا على كلمة واحدة أُلقيت أخيرًا، بل بسبب ظهور اتجاه مثير للقلق، مشيرًا إلى أن سياسيين أخذوا يتحدثون عن بريطانيا، بوصفها بلدًا مسيحيًا على نحو متزايد في السنوات الأخيرة.

وأضاف إن هذا لا يجانب الصواب فحسب، بل هو موقف خاطئ "في وقت تقتضي الحاجة بناء هوية مشتركة قوية في مجتمع متعدد، ويبتعد عن التدين بصورة متزايدة".

من بين الموقعين على الرسالة، العالمان الفائزان بجائزة نوبل، السر جون سالستون في البيولوجيا، والبروفيسور السر هارولد كروتو في الكيمياء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف