أخبار

انعدام الأمن وفوضى متزايدة في دونيتسك في شرق أوكرانيا

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مركز تجاري ومعارض سيارات منهوبة، مصارف ومتاجر ومطاعم مغلقة بسبب انعدام الامن: الفوضى تتسع نطاقا وتزداد رسوخا في دونيتسك، كبرى مدن الشرق الاوكراني التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا.

وفي حادث ارتدى رمزية خاصة، تم في ماكييفكا قرب دونيتسك نهب مخزن لشركة روشين للشوكولاته المملوكة من الملياردير بيترو بوروشينكو الذي انتخب رئيسا لاوكرانيا، بحسب ما اعلنت الشرطة المحلية لوكالة فرانس برس.

وفي اليوم نفسه تعرّض مركز تجاري للسطو المسلح في عملية دامت ساعات عدة، ونفذها مسلحون، من دون ان تتدخل الشرطة، بحسب ما افادت مواقع اخبارية الكترونية عديدة، وقد دعمت خبرها هذا بصور للمركز المنهوب.

وتعذر الخميس التحقق من هذه الواقعة في مكان الحادث او لدى اي من المسؤولين عن المركز التجاري لكون المنطقة الواقع فيها لا يمكن الوصول اليها، وهي ليست بعيدة عن مطار دونيتسك الدولي، الذي استعادت السيطرة عليه الاثنين القوات الحكومية الاوكرانية اثر معركة تكبد فيها الانفصاليون الموالون لروسيا حوالى 40 قتيلًا.

وبعد ظهر الخميس وصل الى مقر الادارة الاقليمية في دونيتسك رجال على متن شاحنة صغيرة، مسلحون ببنادق رشاشة وقاذفات صواريخ، واكدوا للصحافيين الذين كانوا في المكان انهم "يبحثون عن اولئك الذين نهبوا المركز التجاري". وكثرت في الآونة الاخيرة عمليات السرقة المماثلة.

ومن ابرز اهداف هذه السرقات كانت معارض السيارات. وقال لفرانس برس صديق لاحد مالكي متجر للسيارات في دونيتسك تعرض للنهب انه "قبل بضعة ايام اتى مسلحون يرتدون اقنعة الى قاعتين لعرض السيارات. طلبوا اعطاءهم حوالى عشر سيارات +من اجل الثورة+. من هم هؤلاء الناس؟ لا نعرف. ولكن ماذا يمكنك ان تفعل امام الكلاشنيكوف؟"

ومنذ اسابيع تبدو الشرطة المحلية المؤيدة للانفصاليين، الذين يسيطرون على هذه المدينة البالغ عدد سكانها حوالى مليون نسمة، شبه منكفئة ويكاد لا يظهر لها اي اثر في الطرقات والشوارع. والاثنين تعرّض للنهب المجمع الرياضي التابع لفريق دونباس الشهير لرياضة الهوكي في دونيتسك، وذلك على ايدي مسلحين مجهولين.

وقال النادي الرياضي في بيان ان "رجالًا مسلحين قيدوا الحراس وسطوا على اجهزة كومبيوتر وشاشات بلازما وخزنة وسيارة ثم اضرموا النار في المبنى". وعلى بعد بضعة كيلومترات من مطار دونيتسك استحدث الانفصاليون نقطة تفتيش في جادة كييف. والى هذه النقطة وصلت شاحنة مصفحة عليها شعار صندوق التوفير الاوكراني، ومنها ترجل مسلحون موالون لروسيا.

وقال رومان، وهو متقاعد عاد لتوه من مصرف "دلتا بنك" بعدما وجده مقفلًا ان "العديد من الشاحنات المصفحة المخصصة لنقل الاموال تم الاستيلاء عليها من قبل الموالين لروسيا. العديد من المصارف توقفت عن ارسال الاموال الى دونيتسك، معتبرة ان الامر فيه مخاطرة كبيرة، لهذا السبب بات العثور على اموال في المدينة اكثر فاكثر صعوبة".

وعلى مدخل هذا المصرف ومصرفين آخرين يقعان قربه علقت لافتة تشرح للزبائن ان سبب الاغلاق هو "انعدام الاستقرار في المنطقة". واذا كانت غالبية المتاجر والمطاعم في دونيتسك لا تزال تعمل كالمعتاد، فان هذا الامر لا ينطبق عليها جميعا، فالبعض فضل التوقف عن العمل، ولا سيما سلسلة مطاعم ماكدونالدز.

ولا تبدو السلطات الانفصالية في دونيتسك قادرة على السيطرة على مختلف المجموعات المسلحة في المدينة، والتي تعتبر احيانا متنافسة، مما يضطرها الى التعايش مع بعضها البعض. اضف الى هذا ان المعلومات التي تصدرها هذه السلطات تتضارب احيانا او حتى لا تصل الى اسماع المواطنين.

وقالت تاتيانا نيكولايفنا القاضية البالغة من العمر 58 عاما "لا نعرف ماذا يحصل. الثلاثاء اعلنت السلطات الجديدة فرض حظر تجول بين الساعة 22,00 و06,00. في اليوم التالي، اعلنت السلطات نفسها ان هذا الامر غير صحيح". واضافت "في العمل نسأل المسؤولين عنا اي قانون علينا ان نطبق، القانون الاوكراني ام القانون الروسي، ولكن لا احد يعرف".

والثلاثاء اعلن دنيس بوشيلين احد مسؤولي "جمهورية دونيتسك الشعبية" ان هذه المنطقة الانفصالية اعتمدت القوانين الروسية. ولا يقف الغموض والبلبلة عند حدود القوانين العامة بل يصل ايضا الى مجال التعليم. وفي هذا سأل رومان (45 عاما)، وهو رب اسرة رفض الافصاح عن اسم عائلته ان "ابنتي بصدد انهاء دروسها الجامعية. هل ستحصل على شهادة اوكرانية ام شهادة من جمهورية دونيتسك الشعبية التي لا يعترف احد بها؟"، مؤكدا انه يريد مغادرة دونيتسك، المدينة التي ولد وعاش فيها.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف