أخبار

احتجاز رهائن طلابية أسلوب جديد يلجأ إليه داعش

الهجمات المنسقة تكشف تزايد قوة المسلحين في العراق

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تكشف العمليات المسلحة التي نفذتها الجماعات الجهادية في العراق خلال الأيام الثلاثة الماضية في ثلاث محافظات، وأدت إلى مقتل العشرات، واحتجاز رهائن في محافظة الأنبار، تكشف عن تنامي قوة هذه التنظيمات في بلد بات يعاني تحديات أمنية كبيرة.

بغداد: هاجم مسلحون ينتمون إلى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) أخيرًا مدينة سامراء، وتلى ذلك اشتباك كبير مع قوات الأمن في محافظة نينوى، وفي اليوم نفسه احتجزوا رهائن في جامعة الأنبار، إضافة إلى عمليات تفجير منسقة في بغداد.

ويشهد العراق أسوأ أعمال عنف منذ سنوات، إلى جانب مشاكل لا تحصى، تسهم في زيادة الاضطرابات القابلة للاستمرار بلا هوادة. ويتبنى تنظيم داعش، الذي أصبح أبرز الجماعات المتمردة في العراق، معظم الهجمات في البلاد وأكثرها دموية.

ضعف الاستخبارات والوطنية
يرى علي الحيدري، المتخصص في الشؤون العسكرية، متحدثًا لفرانس برس، أن تنامي هذا التنظيم في البلاد سببه "نقص المعلومة الاستخباراتية، التي عادة ما يكون مصدرها بشرياً". ويوضح أن "المشكلة تكمن في أن سكان المناطق التي ينشط فيها مجاميع داعش، متعاونون معهم بسبب ضعف الشعور الوطني".

ويضيف أن "الشعور الطائفي غلب على الشعور الوطني، وفتح بالتالي لهؤلاء باب مناورات وفسحة ومرونة لاستهداف القوات الأمنية". وأكد مصدر أمني لفرانس برس أن التحقيقات أشارت إلى تعاون عدد من الطلبة، الذين انتموا إلى تنظيم داعش، في عملية احتجاز الرهائن في جامعة الأنبار.

وأضاف المصدر أن "الاعترافات التي حصلت عليها القوات الأمنية بعد اعتقال عدد من هؤلاء تؤكد أن العملية تهدف برمتها إلى منع الدراسة في الجامعة، لأنها تمثل وجود حياة طبيعية، ولأن إلغاءها يعد نهاية لملامح الحياة في هذه المدينة".

بدوره، رأى جون دريك المحلل الأمني في مجموعة "إيه كي آي"، التي تتخذ من لندن مقرًا، أنه من الواضح أن "تنظيم داعش هو في موقف قوي جدًا وقادر على الصمود، ويفتح جبهة للقتال مع قوات الأمن".

نقص عتاد
ويعاني الجيش العراقي من قلة التدريب والتجهيزات في هذا البلد، الذي واجهت الولايات المتحدة تحديات لخفض العنف خلال فترة تواجدها فيه. وقال دريك في هذا الصدد إن "الولايات المتحدة، التي تعد أكبر قوة في العالم، واجهت تحديات كبيرة، فليس من العجب أن تواجه القوات العراقية هذه الصعوبات". وأضاف "إنهم يواجهون تحديًا كبيرًا جدًا".

من جانبه، قال كيرك سويل، وهو ناشر مجلة "إنسايد إيراكي بوليتكس"، ومقره عمان، إن "العنف يظهر بشكل واضح أن المتمردين أكثر قوة". لكن السؤال هو: لماذا "حافظوا على هذه القوة؟، ولماذا ليست القوات العراقية أكثر قوة للتعامل معها؟".

يسلط سويل الضوء على واحدة من القضايا، وهي حملة الاعتقالات التي تقوم بها القوات الأمنية، والكثير من المعتقلين أبرياء على ما يبدو، واصفًا ذلك بأنه "سياسة أمنية غير فعالة تمامًا".

وبدأت أحدث هجمات واسعة النطاق صباح الخميس عندما شنّ مسلحون يستقلون عشرات السيارات مجهزة بمدافع ثقيلة مضادة للطائرات هجومًا على مدينة سامراء، في شمال بغداد، واحتلوا مناطق عدة فيها. على أثر ذلك، فرّ العديد من سكان المدينة إثر قتال وقصف نفذته مروحيات عراقية ضد أهداف داخل المدينة، التي سقط&فيها 12 من رجال الشرطة وعشرات المسلحين، بحسب مسؤولين.

نحو القطاع الطلابي
في اليوم التالي، اندلع قتال عنيف بين قوات الأمن ومسلحين في مناطق متعددة في مدينة الموصل، التي تعد من أخطر المدن الواقعة في شمال العراق. وأسفرت الاشتباكات والقصف عن مقتل أكثر من مئة شخص على مدى اليومين الماضيين. وأول أمس السبت، تسلل مسلحون ينتمون إلى تنظيم داعش إلى جامعة الأنبار في مدينة الرمادي، في غرب بغداد، واحتجزوا الطلاب والأساتذة رهائن، ما دفع بقوات الأمن إلى شنّ عملية عسكرية لتحرير الطلبة، ودامت الاشتباكات بعدها لساعات عدة.

ونفذ تنظيم داعش هجمات متكررة ضد المباني الحكومية، واحتجز رهائن، لكن هذه المرة الأولى التي ينفذ فيها التنظيم عملية احتجاز رهائن من الطلبة. وقال دريك إن "استهداف شباب مدنيين صغار مثير للعواطف اكثر من الهجمات على قوات الامن".

إلى ذلك، ضربت سلسلة من التفجيرات مناطق متفرقة في بغداد مساء السبت، أسفرت عن مقتل 25 شخصًا على الأقل، وإصابة العشرات بجروح. ويشهد العراق مشاكل لا تحصى، تساهم في زيادة العنف والغضب على نطاق واسع بين الأقلية السنية في البلاد، التي تواجه شللًا سياسيًا مستمرًا منذ فترة طويلة، وتصعيدًا في أعمال العنف، بسبب النزاع الدامي في سوريا المجاورة.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف