أخبار

شبح الحرب في العراق يؤرّق أميركا

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يؤرّق شبح الحرب في العراق، حيث قتل 4500 جندي أميركي، الطبقة السياسية الاميركية، على خلفية الهجوم الذي يشنه مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

فقبل أسابيع بالضبط، أطلقت واشنطن بهدوء حملة انتخابات منتصف الولاية في تشرين الثاني/نوفمبر، من دون أن يشكل العراق أولوية لهذا الطرف أو ذاك، مما اعتبر سابقة منذ 2000.

لكن التقدم الساحق لجهاديي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، سرعان ما قلب الأمور رأسًا على عقب. فقد احتج الديموقراطيون والجمهوريون على طريقة تدخل أميركا في النزاع، وحمّل كل منهما الآخر المسؤولية الكاملة عن الفوضى الراهنة أو عن جزء منها.

إرث مزعج
ويعتبر الجمهوريون أن قرار الرئيس باراك أوباما سحب كل القوات الأميركية من العراق في كانون الأول/ديسمبر 2011، أعاد إلى الأذهان ذكرى 4500 جندي قتلوا في المعارك، وأتاح للمتمردين احتلال مناطق من دون مقاومة تذكر. لكن الحرب يمكن أن تدخل أيضًا في الحملة الرئاسية 2016، وتزعج كثيرًا وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون المرشحة المحتملة للانتخابات التمهيدية الديموقراطية.

وأعلن السناتور الجمهوري ميتش ماكونيل الخميس أن باراك أوباما "أضعف أميركا، وسيترك عددًا من المشاكل لخلفه". وقال الرئيس الجمهوري لمجلس النواب جون بونر "لا شيء على ما يرام". ولم يتأخر الديموقراطيون في الرد. فقال هاري ريد إن "الذين ينتقدون الرئيس، لأنه سحب قواتنا من العراق، هم بكل بساطة مخطئون. هم منقطعون عما يريده الأميركيون".

وقد عزز العراق نموذجًا يلاحظ في غالب الأحيان في السياسة الأميركية: الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في الخارج تقلق واشنطن بعد أن تصمت المدافع. وقال جوليان زليزر أستاذ التاريخ في جامعة برينستون إن "الحروب الكبرى والحرب في العراق واحدة منها، ترخي بثقلها فترة طويلة". أضاف إن "فيتنام عاشت مع عدد من الرؤساء، ونجمت منها تأثيرات متنوعة جدًا على عدد من الرؤساء. والأمر ينسحب أيضًا على العراق".

تجديد الوعد
ووقف أوباما الخميس أمام الكاميرات ليعلن أن التوتر في العراق لن يناقض الوعد الذي قطعه في 2008 خلال حملته الرئاسية الأولى، وهو إخراج أميركا من المستنقع العراقي.

وقال إن "العراق فجّر نقاشات صاخبة وانفعالات حادة في الماضي. وعاد بعض هذه النقاشات إلى الظهور"، لكنه أعلن إرسال 300 مستشار عسكري لمؤازرة القوات العراقية. لكن النقاش، أيًا تكن أهميته السياسية، يرمي إلى تأمين مكانة في التاريخ لرئاستين، هما رئاسة جورج دبليو. بوش ورئاسة باراك أوباما.

وانبرى محافظون جدد و"صقور" من المقربين، الذين كانوا يحيطون ببوش من 2001 إلى 2009، لانتقاد الرئيس الحالي، المتهم بخسارة حرب كان سلفه يقول إنه انتصر فيها. وقال ديك تشيني النائب السابق للرئيس بوش في وول ستريت جورنال "قال لنا أوباما مرارًا إنه سينهي الحربين في العراق وفي أفغانستان، كما لو أن الأمر رهن إشارته".

هذا ما حمل وزير الخارجية جون كيري على القول في تصريح لشبكة إن.بي.سي نيوز "من يقول ذلك هو الرجل الذي قادنا إلى العراق، أليس كذلك؟". وبسبب موقفه من العراق، يتعرّض أوباما لانتقادات الجمهوريين، الذين يرون تراكم أخطائه على صعيد السياسة الخارجية من سوريا إلى الأزمة العراقية.

هذه الأزمة الجديدة تعزز أيضًا الانطباع بأن الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة يواجه صعوبات لا تحصى لفرض تأثيره في عالم غير مستقر. وتعكس استطلاعات الرأي ذلك. وجاء في استطلاع لوول ستريت جورنال وإن.بي.سي هذا الأسبوع أن 41 % فقط من الأميركيين يقولون إنهم يؤيدون سياسته.

&

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف