البرلمان العراقي يرضخ لمعارضة الكتل ويقدم جلساته للأحد

رضخ رئيس السن المؤقت لمجلس النواب العراقي لرفض القوى السياسية والامم المتحدة تأجيله لجلسات المجلس الى 12 الشهر المقبل، معتبرة انه تأخير لا مبرر له، فأعلن الليلة انه سيصدر غدًا قرارًا بتقديم الجلسات إلى الأحد المقبل.

أسامة مهدي: كشف رئيس السن لمجلس النواب مهدي الحافظ ان قرار تأجيل جلسة البرلمان اتخذ بناء على اتفاق جميع الكتل السياسية. وقال في تصريح صحافي ان مسؤولية التأجيل تتحملها جميع الكتل السياسية لكونها اتخذت قرارًا بذلك الى ما بعد العيد مؤكدا انه لم يتخذ القرار بمفرده، ولكن جاء بناء على اتفاق جميع الكتل السياسية.

واشار الحافظ الى وجود شبة اتفاق على تقديم عقد الجلسة البرلمان الى الاسبوع المقبل. وقال "سنصدر غدا بيانا في تقديم موعد جلسة البرلمان الى الاحد المقبل".

وفي وقت سابق اليوم اعلن في بغداد عن تأجيل جلسة البرلمان العراقي المقررة غدًا لاختيار الرئاسات الثلاث الى 12 من الشهر المقبل بعدما ظهرت بوادر فشل مبكرة اليوم للجلسة بسبب عدم اتفاق الكتل السياسية على مرشحيها للرئاسات، وهو ما يعني ترحيل الازمة اسابيع اخرى، ما قد يدخل البلاد في تداعيات اخطر من التي تواجهها الآن.

فقد اعلن مهدي الحافظ اليوم تأجيل جلسات المجلس حتى 12 من الشهر المقبل، فاسحا المجال امام القوى السياسية للاتفاق على مرشحيها للرئاسات الثلاث للجمهورية والبرلمان.&&

وكانت القوى السياسية العراقية قد اعترضت بجميع مكوناتها على التأجيل الطويل لجلسات المجلس معتبرة ذلك تصعيدا للازمة السياسية والامنية العراقية وتصعيدا لها بشكل خطير.

التحالف الشيعي يريد تأجيلا لا يتجاوز أسبوعا
وقال رئيس التحالف الشيعي ابراهيم الجعفري في تصريح صحافي تلقت "إيلاف" نصه مساء الاثنين ان تحديد موعد الاجتماع المقبل لجلسة مجلس النواب في 12 آب (أغسطس) المقبل يعد تأخيراً نظراً إلى الظروف التي يمرُّ بها البلد وما يتطلّب من تكثيف الجهود واختصار الزمن.

واضاف انه "انسجاماً مع توجيهات المرجعيّة الدينيّة الرشيدة نُؤكِّد على رئيس مجلس النواب المُحترَم ضرورة تحديد موعد بديل لا يتجاوز الأسبوع كما يُؤكِّد التحالف الوطنيُّ على مُكوِّنات التحالفات كافة بأن تحسم خياراتها بشأن الرئاسات الثلاث: رئاسة مجلس النواب، رئاسة الجمهوريّة، رئاسة الوزراء". وعبّر عن الامل الكبير بالقوى السياسيّة أن تستثمر شهر رمضان لانجاز مهماتها بالسرعة المُمكِنة.

الامم المتحدة تدعو للاسراع بالترشيح للرئاسات الثلاث
من جانبه دعا مبعوث الامين العام للأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف القوى السياسية الى التوصل إلى اتفاق بشأن انتخاب رئيس للبرلمان في أقرب وقت ممكن. وقال ملادينوف في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" انه وعلى مدى الأيام القليلة الماضية عقد مناقشات مع عدد من القادة السياسيين العراقيين، وشجع الجميع على البقاء في إطار العملية السياسية الدستورية بحيث يجتمع مجلس النواب فورا.

واضاف ملادينوف انه تلقى تأكيدات حول رغبة القادة السياسيين في التوصل إلى اتفاق وإيجاد حلول للأزمة الحالية في إطار دستوري. واشار الى انه يجب على الكتل في البرلمان تحديد أيام المفاوضات النهائية والعمل ضمن جداول زمنية دستوريا للترشيحات اللازمة للرئاسات الثلاث عبر الخطوة الأولى، وهي انتخاب رئيس مجلس النواب والذي يجب أن يحدث دون تأخير لا لزوم له.

تحالف القوى العراقية السني لاختيار رئيس وزراء بديل
من جانبه اعلن تحالف القوى العراقية السني اعتراضه على قرار تأجيل جلسة مجلس النواب لمدة 35 يوما. وقال الناطق الرسمي بإسم التحالف ظافر العاني ان قيادات التحالف تؤمن بإن الأوضاع الأمنية والسياسية المتوترة التي يعيشها العراق تتطلب من الجميع التحرك بسرعة لاتخاذ قرارات عملية وخلال فترة قصيرة لإنهاء الأزمة التي يعيشها جميع العراقيين إن كانوا في مخيمات اللاجئين او داخل المدن".

واشار الى ان قيادات التحالف ترى إن تأجيل جلسة البرلمان التي كان من المقرر عقدها غدا الثلاثاء يعطي انطباعا سلبيا عن حال التفاهمات السياسية بين الكتل.. وشدد على ضرورة الاسراع بحسم تسمية الرئاسات الثلاث واختيار رئيس وزراء بديل قادر على إدارة الأزمة الكبيرة والخطيرة التي يعيشها العراق.

واوضح ان تحالف القوى العراقية وضع الآليات الواضحة لتسمية مرشحه لرئاسة مجلس النواب، ولم يبق سوى تسمية المرشح وتقديمه الى الكتل السياسية الاخرى.. وطالب رئيس مجلس النواب الأكبر سنا (مهدي الحافظ) بمراعاة وضع الأزمة الخانقة التي يعيشها العراق للإسراع في عقد الجلسات والبحث في آليات تحقيق الأمن والإستقرار السياسي للشعب العراقي.

من جانبه اعترض ائتلاف "متحدون للاصلاح" برئاسة اسامة النجيفي على تأجيل جلسة مجلس النواب المقبلة داعيا الى عقدها خلال ايام معدودة. وقال الائتلاف في بيان اليوم حصلت "إيلاف" على نصه انه وادراكا منه "لخطورة المرحلة والتحديات التي تواجه شعبنا الصابر ونظرا إلى ما يمثله الالتزام بالتوقيتات الدستورية والاسراع بها من أهمية عالية ورسالة اهتمام فان الائتلاف يجد أن تحديد يوم 12 آب 2014 موعدا للجلسة الثانية موعد بعيد جدا ولا يستجيب لمطالب المواطنين في العمل السريع من أجل تقديم الحلول والمعالجات للوضع العراقي المتأزم".

واكد الائتلاف على ضرورة عقد الجلسة في أقرب موعد بحيث لا تتجاوز الفترة أياما معدودات.. وطالب الكتل والقوى السياسية كافة بتقديم مرشحيها للرئاسات الثلاث في وقت واحد.

التحالف الكردستاني: تأجيل البرلمان تجاوز على الدستور
من جهته اعتبر التحالف الكردستاني أن مجلس النواب الجديد تجاوز على الدستور في أول جلساته وغير قادر على انتخاب رئيس له. وقال النائب عن التحالف محما خليل إن "مجلس النواب والكتل السياسية عاجزون عن عقد الجلسة الثانية"، مشيرا إلى أن "مجلس النواب تجاوز على الدستور في أول جلساته من خلال عدم قدرته على انتخاب رئيس له".

وأضاف خليل في تصريح لوكالة "ألسومرية نيوز" أن "البرلمان تجاوز على المادة 56 من الدستور التي تنص على انتخاب رئيس مجلس النواب ونوابه في أول جلساته إلا أن الخلافات والمشاكل السياسية كانت صاحبة القرار، وأجلت الجلسة إلى الشهر المقبل".

وأكد خليل أن "اعتبار الجلسة مفتوحة من قبل رئيس المجلس إلى حين الاتفاق على الرئاسات الثلاث من قبل رؤساء الكتل مخالف للدستور لأن المحكمة الاتحادية قررت في الدورة الماضية إلغاء هذه المادة".

وقد جاء الاعلان عن التأجيل بعد ظهور مؤشرات قبل 24 ساعة من الموعد المفترض لانعقاد الجلسة الثانية لمجلس النواب العراقي صباح غد، حيث ان اي بوادر اتفاق على مرشحي الرئاسات الثلاث لم تعلن لحد الان، وما يزيد المشهد السياسي تعقيدا ان الخلافات حول هؤلاء المرشحين ليست بين الكتل السياسية وحدها، وانما ايضا داخل الكتل نفسها التي لم ينجح اي منها لحد الان في تسمية مرشحها للمنصب الرئاسي المفترض حصولها عليه.

&