اطلاق سراح راهبتين و3 ايتام مسيحيين اختطفوا في الموصل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اعلن بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو في تصريح لوكالة فرانس برس الاثنين ان راهبتين وثلاثة ايتام مسيحيين اختطفوا في مدينة الموصل العراقية جرى اطلاق سراحهم اليوم من دون ان يدفعوا فدية.
وقال ساكو "اطلق اليوم سراح الراهبتين والايتام الثلاثة في احد احياء الموصل (350 كلم شمال بغداد)، وهم لم يتعرضوا الى اعتداء ولم يدفعوا فدية".
واضاف "كانوا يصلون طيلة فترة احتجازهم من اجل اطلاق سراحهم ومن اجل ان يعم السلام في العراق، وقد توجهوا الى دهوك (410 كلم شمال بغداد) وهم بصحة جيدة".
وكان ساكو اعلن لفرانس برس في الخامس من تموز/يوليو الحالي عن اختطاف الراهبتين والايتام الثلاثة قبل ايام من مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية" منذ اكثر من شهر.
وفر الاف المسيحيين من الموصل والمناطق المحيطة بها لدى احتلال المدينة من قبل هذا التنظيم الجهادي المتطرف الذي فرض على ثاني اكبر مدن العراق احكاما اسلامية متشددة.
وتخوض القوات العراقية مدعومة بعشائر محلية معارك ضارية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" في ناحية الضلوعية لمنع سقوط هذه المنطقة السنية الاستراتيجية الواقعة على بعد 90 كلم شمال بغداد في ايدي المسلحين الذين يحاولون الزحف نحو العاصمة. وتدور هذه الاشتباكات في وقت يستعد البرلمان العراقي للاجتماع مجددا الثلاثاء في جلسة ثالثة لانتخاب رئيس له بعد فشل الجلستين الاوليين في ذلك، وسط استمرار غياب التفاهمات التي تعيق اطلاق العملية السياسية وربما تقود نحو تاجيل جديد غدا.
وقال قائممقام ناحية الضلوعية مروان متعب في تصريح لوكالة فرانس برس اليوم الاثنين ان "الاشتباكات متواصلة منذ يوم امس (الاحد) بين المسلحين الذين يحاولون فرض سيطرتهم على الضلوعية وابناء العشائر وقوات الشرطة". واضاف ان "الاشتباكات تدور في منطقة الجبور جنوبي الضلوعية بعد ان سيطر المسلحون على وسط وشمال الناحية منذ يوم امس"، مؤكدا ان "غالبية مناطق الناحية تحت سيطرة المسلحين".
واشار متعب الى ان مفاوضات جرت بين العشائر والمسلحين الذين طلبوا ان تسلم قوات الامن والعشائر اسلحتهم، لكن الطرف الثاني رفض هذا الامر. وقال عمر الجبوري وهو احد مقاتلي العشائر لفرانس برس عبر الهاتف "نحن صامدون امام عناصر +داعش+ منذ 48 ساعة، ولا زلنا نسيطر على معظم اجزاء الضلوعية"، مؤكدا ان "طائرة عراقية قامت بقصف مواقع لداعش صباح اليوم والحقت بهم خسائر كبيرة".
واضاف "نخوض معارك ضارية وتمكنا من اعتقال عدد من عناصر +داعش+، لكننا نحتاج الى تعزيزات وغطاء جوي من اجل اعادة السيطرة على المدينة"، داعيا "رئيس الوزراء (نوري المالكي) للتدخل السريع وارسال تعزيزات واسناد جوي". وتحدث ضابط في الشرطة عن نزوح اعداد كبيرة من اهالي الضلوعية مستخدمين قوارب عبر نهر دجلة خوفا من الوقوع ضحايا للاشتباكات.
وكان مسلحو "الدولة الاسلامية" اطلقوا امس الاحد هجوما على الضلوعية وسيطروا على قسم كبير من الناحية بينها مركز الشرطة والمجلس البلدي ومديرية الناحية ومقرات للشرطة، وفقا لمصادر ملحية.
ويسيطر مسلحو "الدولة الاسلامية" على عدة مدن في الانبار وعلى مناطق واسعة من محافظات نينوى بينها مدينة (350 كلم شمال بغداد) الموصل، وصلاح الدين وكركوك وديالى اثر هجوم كاسح شنوه قبل اكثر من شهر مع جماعات متطرفة سنية اخرى.
وتشكل الضلوعية نقطة قتال محورية بالنسبة الى القوات الحكومية وبالنسبة الى المسلحين المتطرفين ايضا الذين يسعون للزحف نحو بغداد من جهة الشمال حيث يسيطرون في محافظة صلاح الدين على عدة مناطق رئيسية بينها مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد). وتقع الضلوعية على الطريق بين بغداد ومدينة سامراء (110 كلم شمال بغداد)، ما يعني ان سقوطها في ايدي المسلحين الذين سيكونون على بعد 90 كلم فقط من شمال بغداد، قد يفتح امام هؤلاء ممرا نحو جنوب سامراء التي تحوي مرقدا شيعيا رئيسيا.
وكانت ناحية الضلوعية التي لطالما خاضت معارك في السابق ضد جماعات سنية متطرفة على رأسها تنظيم القاعدة، سقطت قبل نحو اسبوعين في ايدي تنظيم "الدولة الاسلامية" قبل ان تشن العشائر المحلية فيها هجوما مضادا وتطرد المسلحين المتطرفين منها.
وفيما تستميت القوات العراقية والعشائر للدفاع عن هذه الناحية، تراوح الازمة السياسية مكانها عشية جلسة جديدة للبرلمان الذي فشل في اول جلستين في انتخاب رئيس له، علما ان الدستور ينص على ان تتم عملية الانتخاب هذه في الجلسة الاولى.
وشهدت الجلستان فوضى دستورية وطغت عليهما الخلافات بين الشيعة والسنة والاكراد، ما دفع ابراهيم الجعفري، زعيم "التحالف الوطني" اكبر تحالف للكتل الشيعية، للقول في جلسة امس الاحد انه "اذا لم نتفق خلال 48 ساعة فلن نتفق ولو مر 48 يوما".
وقال النائب حسين المالكي المنتمي الى كتلة رئيس الوزراء نوري المالكي في تصريح لفرانس برس اليوم "الاجواء تشير الى تاجيل جديد، فالكتل لا تزال غير متفقة".
ويظلل تمسك رئيس الوزراء نوري المالكي بمنصبه المشهد السياسي في العراق، بعدما اكد انه لن يتنازل "ابدا" عن السعي للبقاء على راس الحكومة لولاية ثالثة، على الرغم من الانتقادات الداخلية والخارجية له والاتهامات الموجهة اليه باحتكار الحكم وتهميش السنة.
ويطالب خصومه السياسيون وبينهم السنة، كتلة "التحالف الوطني" اكبر تحالف للاحزاب الشيعية بترشيح سياسي اخر لرئاسة الوزراء، فيما يصر هو على احقيته في تشكيل الحكومة مستندا الى فوز لائحته باكبر عدد من مقاعد البرلمان (92 نائبا) مقارنة بالكتل الاخرى.
وربط نواب مقربون من المالكي التصويت على رئاسة مجلس النواب بالتوافق على رئاسة الوزراء، اي الموافقة على بقاء المالكي على راس الحكومة، وهو ما بدا واضحا في جلسة الاحد حيث قدم النواب السنة مرشحهم لرئاسة البرلمان سليم الجبوري من دون ان يتمكنوا من التصويت عليه.
وبحسب العرف السياسي المتبع في العراق، فان رئيس الوزراء يكون شيعيا، ورئيس البرلمان سنيا، ورئيس الجمهورية كرديا.
وينص الدستور على ان يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال ثلاثين يوما من تاريخ اول انعقاد للمجلس، وهي الجلسة التي انعقدت في الاول من تموز/يوليو الحالي، ويكلف رئيس الجمهورية مرشح الكتلة النيابية الاكثر عددا بتشكيل مجلس الوزراء خلال خمسة عشر يوما من تاريخ انتخابه.
وفي اعمال عنف جديدة اليوم، قتل عشرة اشخاص في هجمات متفرقة بينها انفجار سيارتين مفخختين وعبوة ناسفة في وسط وغرب بغداد والى الجنوب من العاصمة وفي كركوك (240 كلم شمال بغداد)، حسبما افادت مصادر امنية وطبية فرانس برس.
ومساء، فجر انتحاري نفسه عند مدخل مقر عسكري لقوات البشمركة الكردية قرب خانقين (150 كلم شمال شرق بغداد) ما ادى الى مقتل ثلاثة من عناصر هذه القوات واصابة ستة اخرين بجروح.
واعلن مصدر طبي في مستشفى بيجي (200 كلم شمال بغداد) عن وصول جثث ثلاثة اشخاص الى المستشفى قتلوا في المدينة اثر قصف لطائرات عراقية. من جهة اخرى، اعلن بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو في تصريح لفرانس برس ان راهبتين وثلاثة ايتام مسيحيين اختطفوا في الموصل قبل نحو اسبوعين جرى اطلاق سراحهم اليوم من دون ان يدفعوا فدية وتوجهوا الى دهوك (410 كلم شمال بغداد) "وهم بصحة جيدة".