قراءات

فرنسيّة تكتب سيرة صديقة ريلكة الملقبة ب"بيكاسو الالمانية"

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في متحف الفنّ الحديث بباريس،يقام راهنا أول معرض للرسامة الالمانية بولا م.بيكر الملقبة ب"بيكاسو الالمانية".ويرافق هذا المعرض الذي سيستمر حتى أواخر شهر أغسطس-آب المقبل كتاب صدر عن دار" بول" وفيه تستعرض الروائية الفرنسية ماري داريوساك سيرة هذه الفنانة الكبيرة التي كانت صديقة للشاعر الشهير راينار ماريا ريلكه الذي أهداها قصيدة فيها كتب يقول:أنت أيتها الطفلة الشاحبة الوجه ،عليك ،في كل مساء،أن تغني في الظلّ بعيدا عن الموضوع الذي يشغلككما أهداها مرثيته التي كتبها عام 1909،بعد وفاتها بعامين .وكانت آنذاك في الواحدة والثلاثين من عمرها،تاركة طفلة لها من العمر 18 يوما فقط.ولعلها آستشعرت رحيلها المبكر ،لذلك كتبت تقول في يومياتها:”أعرف أنني لن أعيش طويلا.لكن هل هذا محزن؟وهل لا يكون الحفل جميلا إلا عندما يكون طويلا؟حياتي حفل.حفل قصير وباهر.وإذا ما أزهر الحب لي مرة أخرى قبل أن يطير بعيدا،ويتيح لي أن أنجز ثلاث لوحات جيّدات في حياتي كلها،فإنني سأرحل إراديّا ،وفي يديّ وخصلات شعري أزهار".&وتقول ماري داريوساك أنها آكتشفت باولا .م.بيكر من خلال لوحة.وكانت تلك اللوحة كافية لكي تقررالبحث في سيرتها من البداية الى النهاية.وها هي تنطلق الى مدينة بريمن الالمانية التي يتضمن متحفها العدد الأوفر من لوحات هذه الرسامة اتي لم تعرف الشهرة خارج بلادها.وما شاهدته هناك ،زادها آقتناعا بالموهبة العالية التي تتميز بها.لذلك قرأت يومياتها،والكتب التي ألفت عنها،أو تضمنت أشارات عنها وعن اعمالها.وهي تقول:”لأنني لم أعرف هذه المرأة ،فإنني أردت أن احييها من جديد.وكم أتمنى لو انها عاشت اكثر لتبدع المزيد من اللوحات الرائعة.وقد كتبت عن سيرتها لكي أعيد اليها الإعتبار.فهي فنانة كبيرة بالمعنى الحقيقي للكلمة.وهي اول فنانة رسمت نساء عاريات.كما أنها كشفت في يومياتها عن ثقافة عميقة وعن حب للشعر والشعراء".وملخصة حياة باولا م.بيكر،كتبت ماري داريوساك تقول:”كانت(تعني باولا) تحب الرزّ بالحليب،وفاكهة التفاح،والتجول في الحقول.وكانت حب سوزان،وغوغان،والسباحة في البحر ،واتمدد عارية تحت الشمس.وكانت تفضل القراءة على العمل من أجل كسب القوت.وربما كانت ترغب في أن يكون لها طفل.فلما انجبت فتاة ماتت من تأثير الولادة".&ولدت باولا بيكر في مدينة دريسدن في الثامن من شهر فبراير-شباط 1876.وكان والدها محبا للفن ،وبطلاقة كان يتكلم الفرنسية،والروسية،والأنجليزية.ومع عائلته كان يحب زيارة المتاحف التي تعرض اعمالا من الفنون القديمة.كما أنه كان عاشقا للأدب والموسيقى.وكان ريتشارد فاغنر المثال الأكبر بالنسبة اليه.أما غوته فكان الشاعر الذي لامثيل له في مجال الشعر.وفي السهرات العائلية كان يحب أن يقرأ أشعاره أمام أبنائه.وكانت والدة باولا من عائلة ارستقراطية مثقفة آشتهر افرادها بحب المغامرة،والسفر الى الأصقاع البعيدة ،خصوصا الى أستراليا،وزيلاندا الجديدة،واندونيسيا.وفي هذه البلدان أقام البعض من إخوتها.وفي سنوات الطفولة السعيدة والهادئة،تعلمت باولا العزف على البيانو.وكانت في العاشرة من عمرها،لما عاشت حادثة مروعة.فقد شاهدت آبنة عمها التي كانت في مثل سنها تموت امام عينيها تحت كومة ثقيلة من الرمل.ومتأثرة بذلك كتبت في ما بعدلصديقها الشاعر راينار ماريا ريلكه تقول بإن الحادث المذكور هو الذي جعلهاترغب في أن تصبح فنانة لان الفن هو أفضل وسيلة للتعبير عن الم الكائن في الوجود.وفي عام 1888،آنتقلت العائلة الى مدينة بريمن ،شمال المانيا.وفي عام 1892،آنطلقت باولا الى العاصمة البريطانية لندن لتقيم عن عائلة من أقاربها بهدف تعلم لغة شكسبير.وعند عودتها،أخذت تردد على احد الفنانين المعروفين لتعلم الرسم.في الآن نفسه،رسمت بورتريهات لإخواتها،وإخوتها.كما رسمت بورتريه لنفسهامظهرة موهبة أسعدت عائلتها.لذا أرسلتها الى برلين حيث زارت المتاحف الكبيرة لتكشف أعمال فنانين كبار من امثال دورر،وهانس اولباين القديم،وتيتيان،وميكائيل انجلو وآخرين.وعند عودتها،زارت قرية"Worpswede” القريبة من مدينة بريمن، والتي كان يقيم فيها فنانون كانوا قد درسوا في اكاديمية الفنون في مدينة ديسولدورف غير أنهم أظهروا تمردا على المدارس الأكاديمية والكلاسيكية فلجأوا الى تلك القرية الصغيرة حيث الطبيعة الساحرة لكي ينجزوا اعمالهم .والواضح أن باولا اعجبت برسوم اوتو مودارزوهن .لذلك سترتبط معه بعلاقة حميمة سوف تؤدي في ما بعد الى زواجها منه في عام 1901.غير أن الزواج لم يسعدها .لذا كتبت في يومياتها في يوم أحد حزين وهي تعد طعام الغداء بإن "التجربة علمتها بأنه-أي الزواج-لا يجعل الناس أكثر سعادة.بل هو ينزع عنهم التوهم بأن بإمكان الواحد منهم ان يتقاسم حياته مع آخر".وآبتداء من مطلع عام 1900،أخذت باولا تكثر من التردد على العاصمة الفرنسية باريس،ومع كلارا واستهوف التي تعرفت عليها في بريمن،والتي سيزوجها ريلكه،زارت اللوفر والمتاحف المهمة الاخرى لتصبح من انصار الفن الحديث الذي أكتشفته في حي "مونبارناس حيث كان يقيم بيكاسو،وخوان غريس،وموديلياني وآخرين.كما زارت بصحبة ريلكه وزوجته متحف رودان في ضواحي باريس.واللوحات التي رسمتها في هذه الفترة تقدم الدليل القاطع على انها كانت من اول الرسامين الالمان الذين فتحوا آفاقا جديدة في الفن الحديث.وكانت في اوج نضجها لما غيبها الموت...

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف