قراءات

شاغال في لانديرنو، عطاء لم يقطعه غير الموت

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&هي المرة الأولى التي يستضيف فيها غرب فرنسا ومدينة لانديرنو بالتحديد أعمال مارك شاغال وهو واحد من أهم رسامي القرن العشرين وذلك اعتبارا من السادس والعشرين من حزيران/يونيو حتى الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2016.&يقام المعرض في مؤسسة هيلين وإدوارد لوكلير للفن المعاصر ويضم حوالى 300 من أعمال الفنان ويرى الزائر أول ما يرى عند دخوله المكان لوحة "مهداة إلى خطيبتي" وهي لوحة ضخمة جدا تكاد تطغى على بقية اللوحات وقد خصصها الرسام لبلده الأم روسيا وقد رسمها في ورشته في باريس التي استقر فيها في سن الرابعة والعشرين والتقى فيها عددا كبيرا من الفنانين والأدباء والمفكرين الذين تأثر بهم واحتضنوه ومنهم الشاعر بليز سيندارس الذي اصبح واحدا من أصدقائه المقربين فيما بعد. وفي عام 2014 قرر شاغال العودة إلى روسيا ثم اضطر إلى البقاء فيها عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى. يذكر أن شاغال ولد في عام 1887 في روسيا البيضاء التي كانت في ذلك الوقت جزءا من الأمبراطورية الروسية.&ويروى عن شاغال أنه تعاون مع تاجر الأعمال الفنية أمبرواز فولار الذي طلب منه وضع رسوم وتخطيطات لكتاب حكايات دولافونتين، ثم ما لبث أن طلب منه وضع رسوم وتخطيطات للكتاب المقدس وهو ما دفع شاغال إلى التوجه إلى فلسطين. وكان شاغال معتادا على الرسم داخل ورشته ولكنه أغرم بمدينة القدس إلى درجة دفعته إلى نصب حامل اللوحات في الشوارع عكسا لعادته ليرسم مباني المدينة وطرقاتها.
خسارة عظيمةكان شاغال في سن السادسة والأربعين عندما قام النازيون بإحراق أعماله أمام عينيه لكونه يهودي. وبعد مرور أربعة أعوام عرضت ثلاثة من أعماله في معرض حمل عنوان "الفن المنحط" قامت بتنظيمه حكومة ألمانيا النازية. وفي عام 1941 قرر شاغال مغادرة فرنسا إلى الولايات المتحدة حيث التقى عددا كبيرا من المنفيين الأوروبيين. وربما تكون أهم لوحة ترمز إلى هذه الفترة هي "بين الكلب والذئب" التي تعبر عن إحساس عميق بالكآبة لدى الفنان وتشبه سلسلة أنجزها حملت عنوان "الحرب، المنفى" وترد ضمن الأعمال المعروضة في لوكلير.ويخصص المعرض مساحة لأعمال السيراميك التي أنجزها شاغال اضافة إلى أعمال برونز من أمثال "الحيوان الرائع". وقد عُرف عن الفنان اهتمامه بأعمال السيراميك الذي بدأ في خمسينات القرن الماضي بعد استقراره بفترة قصيرة في منطقة فينس في آلب ماريتيم وكان فيها عدد كبير من ورش مخصصة لهذا النوع من الفنون. ويُنقل عنه قوله لصديقه شارل سولييه "ماذا سأُلبس هذه المادة؟ ربما ذكرى والدي ووالدتي وذكريات طفولتي (...) وربما لواعج قلبي أيضا".&كان شاغال من المهتمين أيضا بمؤدي الألعاب البهلوانية في الشوارع الذين يشغلون موقعا خاصا في الثقافة الروسية وقد استوحى الفنان الكثير منهم في لوحاته ورسم راقصات وجيادا ولاعبين حيث نشاهد أشخاصا يلتقون في مكان واحد ويختلطون على خلفية من ألوان داكنة. ولكنه ورغم ذلك لا يتخلى عن عشقه لمختلف درجات اللون الأزرق الذي اشتهر به لاسيما في لوحته المعروفة "السيرك الأزرق".حتى آخر رمقظل شاغال يرسم دون توقف حتى آخر لحظة من حياته وقد استوحى العديد من لوحاته من أعمال أدبية عظيمة ولكنه استوحاها أيضا من المكان الذي عاش فيه، سان بول دو فينس. ويلاحظ أن اللوحات التي أنجزها في هذه المنطقة تتميز ببقع صغيرة من الألوان البارزة تكاد تشبه النقاط.&ظل شاغال يرسم حتى سن الثامنة والتسعين عندما توفي في مرسمه بسبب أزمة قلبية في الثامن والعشرين من آذار من عام 1985وكان آخر ظهور علني له في عام 1984 عندما حضر افتتاح معرض استرجاعي لأعماله في باريس.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف