قراءات

جون رولن ردج، أول روائي من سكان اميركا الأصليين

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&&اسمه جون رولن ردج، وهو من الهنود الحمر، سكان القارة الأميركية الأصليين، وتعتبره الأوساط الأدبية حاليا أول روائي من هذه الفئة في الولايات المتحدة. أما أهم ما كتب فهي قصة "حياة جواكين مورييتا ومغامراته".ولد ردج في نيو ايكوتا، في ولاية جورجيا في آذار من عام 1827 وهو من قبيلة الشيروكي وله اسم هندي هو الريشة الصفراء فيما تتحدث مصادر أخرى عن الطائر الأصفر، ولكنه استخدم خلال حياته اسمه الإنكليزي ردج. كان والده جون ردج وجده ميجور ردج من وجهاء قبيلة الشيروكي التي فقدت عبر السنين كل ما تملك من أراض تقريبا لصالح المستوطنين البيض. وفي عام 1831، وقع الرئيس أندرو جاكسون ميثاق إجلاء الهنود فتحول إلى قانون فرض على جميع قبائل الهنود الحمر التي تعيش في المناطق الجنوبية الشرقية الإنتقال إلى منطقة أخرى في الغرب تم اعتبارها أراض هندية وهي حاليا اوكلاهوما. وكان والد ردج وجده يشرفان على أراضي الشيروكي المنكمشة في جورجيا وكارولاينا الشمالية وتينيسي وكانا يعرفان جيدا أنها لن تبقى في حوزة الهنود لفترة طويلة. &
درب الدموعوفي أواخر عام 1835 وقع الأب والجد مع اثنين آخرين من قادة الشيروكي معاهدة ايكوتا الجديدة التي وافقوا فيها على التخلي عن أراضيهم مقابل أرض جديدة في المنطقة الغربية. ورغم أن الكثيرين من الشيروكي كانوا يأملون في مواصلة الصمود وفي أن تصدر المحاكم الفيدرالية قرارات لصالحهم غير أن حكومة الرئيس جاكسون كانت مصرة على إخراجهم. وكانت هذه أسوأ أيام عاشتها قبيلة الشيروكي. وخلال عملية الإنتقال التي أطلق عليها اسم "درب الدموع" توفي اربعة آلاف شخص وكانت أقسى مسيرة قام بها الهنود تحت رقابة الجيش وتحت تهديد السلاح حيث غادروا كل مناطقهم في جنوب شرق البلاد في اتجاه مكان جديد وبعيد ومع ذلك حاولوا عندما وصلوا إليه، إعادة بناء حياتهم من الصفر. غير ان هذا التغيير الكبير في حياة قبيلة الشيروكي ترك آثارا بعيدة المدى على أبنائها إذ أدى إلى انقسامهم وتشتتهم حيث رفض عدد منهم البقاء في المعازل وتسللوا إلى مناطق أخرى في محاولة للإختباء فيها. وكانت النتيجة أن تحول مجتمع ديمقراطي ومسالم إلى طوائف وفصائل متعددة وأخذت مجاميع من الشيروكي تؤسس مجالس خاصة بها ومنها مجلس قبلي تأسس في عام 1839 أعلن أن وجهاء القبيلة الذين شاركوا في المفاوضات مع الحكومة، خونة ويجب إعدامهم.&
قانون وأدبوكانت النتيجة مقتل والد ردج وجده وهو ما دفع والدته إلى التوجه إلى اركانساس بصحبة ابنها بحثا عن الأمان واستقر بهما الحال في فاييتفيل حيث أمضيا حياة هادئة هناك سمحت لجون الصغير بالالتحاق بالدراسة في ماساشوستس قبل العودة إلى اركانساس حيث تزوج وبدأ بتكوين أسرة.&وبدأ ردج يدرس القانون ولكنه كان مغرما بالكتابة أيضا وراح ينشر قصائده في صحف عديدة في مختلف أنحاء أركانساس. غير أن الماضي سرعان ما عاد إلى الواجهة مرة أخرى. ففي عام 1849، التقى أحد الذين ساهموا في عملية قتل والده وجده فقام جدال بينهما على حصان وانتهى الأمر بسقوط الرجل قتيلا على يد ردج. ورغم أنه ظل يؤكد أن الأمر كان دفاعا عن النفس إلا أنه اضطر إلى الهرب إلى ميسوري ثم إلى كاليفورنيا حيث انضم إلى الباحثين عن الذهب غير أنه فشل في مهنة عامل مناجم ثم ما لبث أن عاد إلى الكتابة ليثبت فيها نجاحه كصحفي وقصصي ومسؤول تحرير. وكان ردج من أوائل محرري صحيفة ديلي بي في ساكرامينتو وهي إحدى أقدم الصحف في كاليفورنيا ثم عمل في صحيفة سان فرانسيسكو هيرالد.
مورييتا وزوروظل ردج يكتب وينشر مقالات وقصائد وتقارير وقصصا قصيرة ثم ما لبث أن نشر في عام 1854 أولى رواياته وأهمها وتحمل عنوان "حياة جواكين مورييتا ومغامراته". وجواكين مورييتا شخصية حقيقية إذ كان أحد مشاهير الخارجين عن القانون في بداية 1850 وهو من أصل مكسيكي وقد تحول إلى التمرد بعد صدور قوانين حدت من قدرة المهاجرين على البحث عن الذهب والاستفادة مما يعثرون عليه. ومن المعتقد أنه قتل في عام 1853.&اشتهر جواكين بتمرده على السلطات وبإشفاقه على الفقراء والمحتاجين. أما ما دفع ردج إلى الكتابة عنه فغير معروف تماما لاسيما وأن مورييتا ليس من الهنود الحمر. ومن المعتقد أن هذا الكتاب الذي اعتمد على قصة حقيقية أساسا تضمن الكثير من التفاصيل غير الحقيقية التي أضافها ردج لملأ العديد من الفراغات في المعلومات المتوفرة عن جواكين. وقد أبدع ردج في تحويل قصة حياة شخص مطلوب للعدالة إلى رواية فيها الكثير من الرومانسية والبطولات وما شابه حيث عرضه كمقاتل من أجل العدالة في مواجهة جو تسود فيه العنصرية تجاه المهاجرين. ومع ذلك، اعتبر الكثيرون ما ورد في الكتاب حقائق ثابتة وهو ما ضخم من شهرة مورييتا وجعل منه بطلا بشكل او بآخر. ومن هذا الكتاب ولدت شخصية زورو لاحقا.&بعد الحرب الأهلية سافر ردج إلى واشنطن مندوبا عن قبيلة الشيروكي للتفاوض على سلسلة معاهدات جديدة مع السلطات وكان يأمل في الحصول على موافقة على إنشاء دولة صغيرة لقبيلة الشيروكي في الأراضي الهندية، ولكنه فشل. وبعد عودته إلى كاليفورنيا أصيب بالتهاب في الدماغ وما لبث أن توفي بعد أيام قليلة وكان قد تجاوز الأربعين بعدة أشهر.عنEldorado news Times&

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف