إيلاف+

الاكراد يتباهون برئاسة قاض كردي محاكمة صدام حسين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الاكراد يتباهون برئاسة قاض كردي محاكمة صدام حسين


عبد الحميد زيباري وشوان محمد من أربيل: تباهى الاكراد في شمال العراق بتولي قاض كردي رئاسة المحكمة العراقية الخاصة لمحاكمة الرئيس السابق صدام حسين وسبعة من معاونيه في بغداد اليوم الاربعاء التي تابعوها باهتمام وارتياح شديدين.
فمنذ ساعات الصباح الاولى بدا المواطنون في اربيل (350 كلم شمال بغداد) متابعة محطات التلفزة المحلية والاجنبية في الاماكن العامة والمؤسسات الحكومية ومقرات الاحزاب لمشاهدة المحاكمة وسط لهفتهم لرؤية صدام حسين في قفص الاتهام.
وازدادت نسبة الاهتمام مع شيوع نبا تولي القاضي زركار امين محمد رئاسة المحكمة بحيث تباهى المواطنون بذلك مفتخرين بان كرديا سيقرر مصير صدام حسين.
كما ابدت الصحف الكردية الصادرة اليوم في مدن اربيل والسليمانية ودهوك (المدن الرئيسية لاقليم كردستان) اهتماما واسعا بالموضوع وخصصت صفحاتها الاولى "للجرائم" التي ارتكبها النظام العراقي السابق ضد شعبه.
وقال سلمان رعد (23 عاما) ان النظام السابق "اعتقل جدي ووالدي وعمي واثنان من اخوالي وكان عمري سنة واحدة (عام 1983) وامر جيد ان يحاكمه كردي".
واعرب عن امنيته بان "يحاكم صدام محاكمة عادلة وليس اعدامه وانما تركه يتعذب نفسيا لان الاعدام لا شيئ مقارنة بالمعاناة التي واجهها الكثير من اقاربنا الذين اعدموا".
ومن جهتها، قالت بيمان شاكر (40 عاما) التي اعتقل شقيقها عام 1987 ولم يعرف مصيره حتى اليوم "اتمنى ان يدين العالم اجمع جرائم صدام وعقوبة الاعدام هي اقل ما يستحقه مقابل جريمة الانفال التي ارتكبها بحق اهلنا".
وادت حملة الانفال في 1987-1988 الى مقتل نحو 182 الفا من اكراد العراق في عمليات تهجير جماعية ومجازر نفذها نظام صدام حسين في القرى الكردية، بحسب حصيلة معتمدة.
بدورها، قالت سوسن محمد (33 عاما) ان النظام السابق اعتقل 33 من افراد عائلتها بينهم والدها وشقيقيها واعربت عن سرورها بمتابعة مجريات المحكمة عبر الفضائيات وقالت "نريد ان يحاكم الدكتاتور امام الناس ليكون عبرة لغيره".
واضافت ان "الاكراد سيحققون العدالة وفقا للقانون" في اشارة الى القاضي محمد.
من جانب اخر، عدد نوري طالباني، قانوني وعضو المجلس الوطني لكردستان، "الجرائم التي ارتكبها صدام ضد الاكراد" ذاكرا "تدمير المئات من القرى الكردية" و "ممارسته سياسة التطهير العرقي" و "مذبحة حلبجة" و "تهجيره لاكثر من اربعة الاف كردي فيلي (شيعي) من اماكن سكناهم".
وكان الطيران العراقي قام في 1988 خلال الحرب الايرانية العراقية بالقاء مواد كيميائية على حلبجة (شمال شرق) مما اسفر عن مقتل نحو خمسة الاف من اكراد العراق معظمهم من النساء والاطفال.
وطالب القانوني الكردي الذي توقع ان يعاقب صدام ومن معه بالاعدام ، بان تجري المحاكمة بصورة "شفافة وان يسمح للمتهم ومحاميه بممارسة حقهم القانوني خلال مراحل التحقيق والمحاكمة".
وفي السليمانية (330 كم شمال)، بلغ التباهي والفخر اوجه لان القاضي يتحدر من المدينة بحيث انتظر الاكراد المحاكمة منذ الصباح.
وقال جينر حبيب (20 عاما) "هذا اسعد ايام حياتي لانني اشاهد صدام في القفص امام حاكم كردي".
ومن جهته، قال زانكو احمد لدى مشاهدته صور المحاكمة ان "محاكمة صدام خطوة ايجابية اخرى في بناء عراق ديمقراطي جديد" موضحا ان القاضي محمد "يعرف باستقامته الاخلاقية والقانوية".
وبدورها، قالت سردار محمد (40 عاما) اثناء متابعة المحاكمة "اعتقد ان المحاكمة ستؤدي الى تكوين المجتمع المدني في العراق، لان اصدار حكم على هذه الطغمة المجرمة التي جعلت العراق بلاد المقابر الجماعية يبشر بظهور عصر جديد في العراق والمنطقة".
اما سروة محمد الموظفة في وزارة الزراعة حيث كانت تشاهد مع صديقاتها في الوزارة التلفزيون يبث وقائع المحاكمة فقالت "كان صدام يمنعنا من اطلاق طاقاتنا الاذاعية لكن انهيار نظامه فتح الآفاق، لذا نرجو ان يختفي الى الابد".

أ.ف.ب

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف