انقاض ودماء ومصاحف ممزقة في خانقين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سكان خانقين يتفقدون انقاض مسجدهم الكبير بحزن
علي يوسف منخانقين (العراق): تجمع عدد من سكان خانقين صباح اليوم السبت حول انقاض ما كان مسجدهم الكبير بينما قامت جرافات بازالة الركام بحثا عن ضحايا قد يكونون تحته.
وكان انتحاريان اندسا خلال صلاة الجمعة بين المصلين في الحسينيتين الوحيدتين في هذه البلدة الواقعة على حدود العراق، وقاما بتفجير قنبلتيهما مما اسفر عن سقوط 75 من المصلين وجرح اكثر من تسعين آخرين.
وصرخت امرأة وهي تلطم "الله يجازيهم الله يساعدنا".
ولم يبق من هذا المسجد القديم المبني من الحجر والذي كان الاكراد الشيعة يفتخرون به، سوى بضعة جدران. فقد انهار المدخل وانهار جزء كبير من السقف على المصلين.
ووسط الانقاض، تبعثرت احذية على السجاد الذي غطاه الدم والغبار الابيض.
وعملت جرافات منذ صباح اليوم على ازالة الانقاض لانقاذ عدد من الاشخاص لا يزالون تحتها. وكانت عمليات الاغاثة توقفت ليل الجمعة.
واكد شهود عيان لوكالة فرانس برس ان ثمانية مصلين هم تحت الانقاض.
وطوال الليل، عملت الجرافات في مقبرة المدينة على حفر قبور بينما قامت اسر الضحايا بدفن بعضهم ليلا.
ولم يتمكن عدد كبير من اسر الضحايا من الحصول على نعوش لان المدينة لا تملك عددا كافيا منها. وحملت
وبسبب العدد الكبير للقتلى، دفن افراد الاسرة الواحدة في حفر جماعية.
وبينما فرضت اجراءات امنية مشددة حول المدينة واخضعت السيارات لتفتيش دقيق عند حواجز الشرطة، منعت السيارات العادية من استخدام الطرق المؤدية الى المسجدين، باستثناء سيارات الاغاثة والاسعاف.
وكانت شوارع المدينة مقفرة والمحال التجارية مغلقة في يوم حداد، بينما سجلت تجمعات حول خيم العزاء لاستقبال اقرباء الضحايا.
والخيم ايضا لم تكن كافية، لذلك اضطرت اسر عدة لاقامة خيم عزاء مشتركة بينما فتحت اسر اخرى بيوتها لتقبل التعازي.
ورغم هذه المحنة، يرفض سكان خانقين، المدينة التي تضم اكرادا وسنة وشيعة وتركمانا تحميل العرب السنة مسؤولية هذه الاعتداءات.
واكد قريب احد الضحايا لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان "هؤلاء القتلى ارهابيون وليسوا سنة ولا شيعة. في خانقين نعيش معا سنة وشيعة ونرفض الطائفية".
وتقع بلدة خانقين على بعد 150 كلم شمال شرق بغداد عند الحدود العراقية الايرانية.
أ.ف.ب