إيلاف+

أمنيات الكرد في العام الجديد دولة وليلى ومونيكا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أمنيات الشباب الكرد في العام الجديد
بين إنشاء الدولة الكردية المستقلة والحصول على جهاز الموبايل

شيركو شريف من(كردستان العراق): ما أن تدخل شارع الشباب في حي الإسكان بمدينة أربيل العاصمة الأقليمية لكردستان يجلب إنتباهك الأسماء الغريبة والطريفة لبعض المحلات التي هي في الغالب لمطاعم الكباب أو الشاورمة التي تفتح أبوابها الى ساعات متأخرة من الليل.

هناك مطعم بأسم (أنا وأنت)، ومطعم يدعى( كبدي )،وكباب (حدقة عيوني) وهذه الأسماء كردية طبعا وجديدة على السوق الكردستاني لكنها تبدو صرعة من صرعات الموضة الجديدة التي تغزو كردستان مثل بقية أنحاء العالم حيث يلتقط سكانها كل ما هو جديد في العالم من خلال الستلايت والانترنيت وغيرها من وسائل الإعلام.هذا الشارع يسهر حتى الصباح، ويبدأ العمل في مطاعمه ومقاهييه بعد غروب الشمس حيث تقفل صباحا بانتظار المساء الذي يكون ساعة الذروة في عمل تلك المطاعم التي يتدفق عليه شباب المدينة من كل صوب وحدب، وترى مئات السيارات المركونة على أرصفتها رغم ضيق الشارع، فمع سقوط النظام السابق وإنتعاش الحالة الإقتصادية في كردستان أصبح إقتناء السيارة من الأمور السهلة بل والضرورية لإتساع المدينة من جهة، ولكونها (السيارة) أصبحت من الكماليات الضرورية لتكوين الشخصية،فقد أصبح من المعتاد عندما يلتقي اثنان أن يسأل أحدهما الآخر عن نوع سيارته وموديلها بعد أن كان مجرد الحصول على سيارة ولو متهالكة حلما بعيد المنال للشباب الذين كانوا يحسدون الخليجين على النعم التي يعيشون فيها من حيث إقتنائهم لأجمل وأحدث السيارات، وهذا ما دفع بأحد الأصدقاء أن يسمي أربيل (الكويت الكردية) نظرا لكثرة السيارات فيها، بحيث باتت مناظر إصطفاف عشرات السيارات على طول أزقة وأحياء المدينة أمرا مألوفا، ناهيك عن إمتلاك الكثير من العوائل لسيارتين أو أكثر.

أمان
ويعيش الشباب الكرد في ظل أجواء أمنية مستقرة الى حد ما في بحبوحة قياسا الى بقية مدن ومناطق العراق، وهذا ما يدفعهم في بعض الأحيان الى المغالاة في التفاخر يصل في بعض الأحيان الى حد الغرور.وطبعا هذا الوضع الأمني المستقر يعود الى جهود قوات الأمن المحلية من جهة، والى خصوصية المنطقة من جهة أخرى،حيث يصعب على الإرهابيين الوافدين الى العراق دخول الأقليم من دون كشف هوياتهم في السيطرات التي تتبع إجراءات أمنية مشددة للتدقيق في هويات الداخلين اليه وتفتيش سياراتهم، فمن لا يتكلم الكردية ويريد العبور من تلك السيطرات سيصبح عرضة للشبهات ويخضع لتفتيش دقيق في هويته..

أمنيات
في ظل هذه أجواء المريحة من الطبيعي أن تختلف أحلام وأمنيات الشاب الكردي عن الشاب العراقي الذي يعيش في بقية المدن العراقية التي تفتقد الأمن والأمان.فهناك كل أمنيات الشباب هي أن يعم الأمن والسلام مدنهم، وأن يتمكنوا من الخروج من بيوتهم الى أعمالهم أو التجول في شوارع بغداد الجميلة مثلا، وهي التي كانت بمعظمها تسهر حتى الصباح..فالجيل الكردي الحالي لم يعش سنوات الحرمان والقسوة التي عاشها الجيل السابق تحت حكم الدكتاتورية حيث السجن والتشرد والهروب من الخدمة العسكرية في جبهات الحروب المتتالية،فقد نشأ هذا الجيل بعد تحرير كردستان منذ عام 1991حيث لا حكم صدام ولا حروب ولا أداء خدمة عسكرية إلزامية فلم يذق من العذاب والمشقات والصعاب ما ذاقه الجيل السابق له لذا من الطبيعي أن يطلق العنان لأحلامه المستقبلية. فالشاب نزار عبدالرحمن(25 سنة) يأمل في العام الجديد أن يشهد الإعلان عن مولد الدولة الكردية المستقلة!

وعندما سألناه عما ينقصه من الحرية والإستقرار حتى يحلم بهذه الدولة، قال" لاينقصني شيء والحمدلله، ولكني لا أريد أن أرتبط ببغداد بأي شيء" سألناه:ولكنكم لستم مرتبطين ببغداد وأنتم تتمتعون بحرية مطلقة في كردستان؟ أجاب" كيف ذلك، نحن لحد الآن نستلم رواتبنا من بغداد، أنظر قبل أيام كيف وقعت أزمة الوقود لمجرد أن بغداد لم ترسل لنا البنزين فقد وصلت أسعارها الى مستويات قياسية،فكل أزماتنا تأتي من بغداد" سألناه: لكنكم مرتبطون ببغداد كأقليم فدرالي وهذا ما كنتم تتمنونه، ومن الطبيعي أن يشرف المركز على بعض شؤونكم؟ قال" الفدرالية تحصل عليها في أوروبا بمجرد تقديم عريضة الى البرلمان، ونحن قدمنا مئات الألوف من الشهداء طوال ثمانين سنة، فهل يعقل أن نرضى بالفدرالية التي قد تفيد قبائل أفريقيا ولكنها لا تفيد أمتنا الكردية التي يزيد عدد سكانها عن أربعين مليون نسمة"!.أمنية الشاب بيستون شمس الدين هي مجرد لقاء حبيبته ولو لربع ساعة.وعقد هذا الشاب علاقته بفتاته ولم يتحرج من الحديث عنها قائلا" تعرفت عليها عن طريق الموبايل، ومنذ أكثر من أسبوعين وأنا أهاتفها، وقد وعدتني لثلاث أو أربع مرات باللقاء، لكنها في اللحظة الأخيرة تتصل وتعتذر بسبب ظروفها العائلية،مع ذلك فلم أفقد الأمل، وأمنيتي الغالية في العام الجديد هي لقائها ولو لربع ساعة وإن كنت أتمنى لقائها لمليون ساعة لأن لدينا أمورا مشتركة يجب الحديث عنها مطولا، أدعو لي يا عم أن ألتقيها في العام المقبل ولك مني هدية كبيرة" قلنا له: هل هذا وعد؟ أجاب" أقسم بالله أنه وعد شرف مني" سألناه: وكيف ستجدنا؟ قال" أعطني رقم موبايلك وأنا سأتصل بك حالما ألتقي بحبيبتي بل وأدعوها لتتحدث اليك"!

امنية الوقود
يرى علي حسين (30 سنة) ويعمل سائقا للتكسي في السليمانية، أن جل أمنياته هو إنتهاء أزمة الوقود في كردستان، ويقول" لا أدري لماذا لا ينصبون مصفاة نفطية هنا في كردستان لنتخلص من هذه المشكلة،أنظر الى هذه الفوضى، يرسلون النفط الى تركيا للتصفية هناك ثم يعيدونه الينا كبنزين،ترى كم من المبالغ تهدر في هذه العملية كأجور للنقل،ألا يفترض أن نقوم نحن بتصفيته بدلا من دفع كل هذه الأموال الى تركيا، ثم أليس من المفروض أن ندخر هذه الأموال لبلدنا ونعطيه للفقراء بدلا من زيادة أسعار البنزين كما تريد حكومة الجعفري في بغداد، إنهم يريدوننا أن نتحمل نحن أصحاب السيارات معاشات الفقراء في العراق وكأننا نحن الحكومة وليسوا هم"؟ أما زانا رشيد فيحلم ويتمنى أن يعود الى مدينته كركوك التي عاش فيها سنوات طفولته، ويقول" أتمنى أن يصدر في العام القادم قرار عودتنا الى كركوك لأعود اليها وأعيش فيها مع أصدقاء طفولتي الذين تركتهم هناك،ورغم أن قيادتنا أعلنت أنه في العام المقبل سيضمنون لنا العودة، ولكني أعتقد أن ابراهيم الجعفري اذا انتخب رئيسا للوزراء مرة ثانية سوف لن يسمح لنا بالعودة كما فعل في السنة الحالية، لذلك أتمنى أن لا ينتخب رئيسا للوزراء هذه المرة أيضا"؟


ومشكلة ريكان عمر من أربيل هي الطاقة الكهربائية المقننة في كردستان والتي لا تتجاوز ساعات تجهيزها لبيوت المواطنين لساعتين أو ثلاث يوميا، ويقول" أتمنى أن يشهد العام القادم تحسنا في تجهيز الطاقة الكهربائية، ويضيف" لدي خط للانترنيت في المنزل، وقد أنشأت علاقات عبر الإيميل بالعديد من الأصدقاء في بعض الدول العربية، ويوميا أتلقى منهم عشرات الرسائل، ولكن علي الانتظار حتى الليل لفتح البريد والرد عليهم، ودائما لا تكفيني الساعتان من التجهيز بالكهرباء للرد على جميع الرسائل، لذلك أتمنى أن تزدادا ساعات التجهيز لأتمتع بالرسائل التي أتبادلها مع أصدقائي".

امنيات خجلى
للشابات أيضا أماني وأحلام أكثرها وردية، ولكن الخجل خصوصا في مجتمع محافظ كالمجتمع الكردستاني يدفع بهن الى عدم التصريح بتلك الأحلام الوردية، فيضطرن الى تغليفها ببعض الأمنيات المسموح بها في المجتمع الكردي، وهذا لمسناه لدى الغالبية منهن. تقول أفين حسن( 21 سنة) وهي موظفة صحية" أتمنى أن يعم السلام والأمن في العراق، وأن ننعم في كردستان بهما وأن تتحقق أحلام الشباب الذين حرموا منها لسنوات طويلة" سألناها" وأنت أليس لك أحلام تتمنين تحقيقها في العام الجديد؟ أجابت وهي تضحك" بالطبع لدي أحلام ولكني متزوجة وأبقيها لنفسي،المهم أنني أتمنى أن تتحقق أحلامي في العام الجديد". لكن شيلان (19 سنة) من السليمانية، كانت أكثر جرأة عندما قالت" أتمنى أن ألتقي بفارس أحلامي" ولم تزد على ذلك فتركتنا مسرعة.

ليلى علوي ومونيكا
وفي عودة الى الشباب إعتبر مروان حيدر (17 سنة) إمتلاك جهاز الموبايل من الموديلات الجديدة من أغلى أمنتياته في العام الجديد، وقال" أتمنى أن أحصل في العام الجديد على موبايل من نوع (مام جلال)، فأنا بانتظار أن يأتيني بابانوئيل ليلة رأس السنة ويهديني هذا الجهاز، وهذه ستكون هدية لن أنساها له طول العمر" وموبايل مام جلال هو نوع من الجوالات ماركة (نوكيا 6600) عريضة شيئا ما وتسمى بهذا الأسم تشبيها بالرئيس العراقي جلال طالباني الذي يتمتع بجسم ضخم وكناية عن (الأبهة والفخامة)، فيما هناك أنواع أخرى يطلق عليها أسماء مثل (غازي الياور) وجوال آخر باسم أحدى الوزيرات العراقيات لجمال ديكورها، فعادة إطلاق الأسماء على الأجهزة والسيارات تشبها بالمشاهير هي عادة مألوفة في المجتمع الكردستاني، فهناك أنواع من السيارات اليابانية الصنع تتشبه بالشهيرات مثل( مونيكا) عشيقة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون، و(ليلي علوي) الممثلة المصرية المعروفة التي أطلق اسمها على سيارة لاندكروز اليابانية بسبب شبه دعامياتها الأمامية بشفتي النجمة المصرية..

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف