إيلاف+

الموديلات المحجبات على النيل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كوبري العشاق والذكريات الجميلة

أسامة العيسة من القاهرة: تجد فئات من المصريين في حديقة الجزيرة، فسحة للهروب من جو القاهرة الساخن، والبحث عن نوع من الحرية في ظل تقاليد معينة تتسم بالمحافظة.

وتقع الحديقة بجوار كوبري قصر النيل الذي صور عليه مغن شاب فيديو كليب تظهر فيه موديل محجبة، لأول مرة في تاريخ الكليبات الغنائية المصورة.

و منظر من كوبري قصر النيل والعشاق قرب النهر- عدسة ايلافأثار وجود هذ ه الموديل نقاشا، ولكن على الكوبري وفي داخل الحديقة المطلة على النيل، تكاد تكون ما يمكن تسميته الموديلات المحجبات والمرتبط ين معه ن في علاقات عاطفية ظاهرة سائدة.

ويظهر العشاق أو الخاطبون في أوضاع واضحة من الحالات العاطفية، تبدو للوهلة الأولى في تناقض مع ارتداء الحجاب.

ومن هذه الاوضاع التشابك الحار بالأيدي، ووضعها على كتف الشريك وضمه، أو وضع الرأس بدلال على كتف الشريك أو صدره، وحركات تتباين في جرأتها، وأحيانا قبل خجولة، والانزواء في أركان بعيدة عن الأنظار بحثا عن حرية اكبر بعيدا عن أعين فضولي الحديقة.

وقال احد المواطنين في الحديقة بان كل فتاة محجبة من الموجودات "ترى نفسها بطلة أغنية هيثم سعيد".

وسعيد هو مغن شاب أضاف وجود الموديل المحجبة في أغنيته له شهرة أكثر من قيمة الأغنية الفنية نفسها.

وقال خريج جامعي يعمل في كشك لبيع المرطبات في الحديقة "الحجاب لا يعني التزمت، وفي هذا المكان يظهر أصحاب العلاقات تحت مظلة يمكن تسميتها شرعية بين الناس والأهالي الذين يبدون تسامحا إزاء لقاءات المحبين".

و عشاق متناثرون في الليل قرب كوبري قصر النيل- عدسة ايلافأضاف الذي يعمل في الكشك ضمن مشروع لعمل الخريجين العاطلين عن العمل "لا أنكر أن الحجاب هنا يكاد يكون موضة، وهل تصدق أن مخرج كليب الموديل المحجبة هو نفسه مخرج أغاني روبي الخليعة، وفي حالة الموديل المحجبة أراد مخاطبة الفتيات اللواتي أصبح الحجاب جزءا من زيهن اليومي، ولكنهن يردن أيضا أن يعشن حياتهن مثل بنات جيلهن غير المحجبات، فيوفر الكوبري والحديقة مكانا مناسبا لهن".

وقال "يعرف هذا الكوبري بأنه كوبري المحبين، ويمكنك أن ترى أسماء المحبين الأولى منقوشة على الكوبري الذي يعتبر الأجمل على النيل، وأول كوبري ينشا عليه، توجد أجيال من المصريين ارتبطت ذكرياتهم الجميلة بهذا الكوبري".

وأضاف "بقي كوبري للمحبين قبل عصر الحجاب وفي عصره وسيستمر بعده أيضا".

ويعتبر كوبري قصر النيل أول كوبري يربط بين ضفتي النيل، وأمر الخديوي إسماعيل ببنائه عام 1869، وتولت بنائه شركة فرنسية أنجزته بعد ثلاث سنوات، ويمتاز بوجود تماثيل لاسود في مدخليه، التي يسميها المصريون السباع، ويقال بان الخديوي إسماعيل وضعها لأنه يلقب بابي السباع، ونحتت تماثيل الأسود هذه في ايطاليا.

وتعرض الكوبري للترميم وأعيد بناؤه في عهد الملك فؤاد عام 1933.

ولا يقتصر وجود المحجبات في الحديقة مع شركائهن ولكن أيضا في أنشطة تجري في الحديقة، مثل فرقة فنية من الشباب والفتيات لم تجد مكانا أفضل من الحديقة للتدريب على رقصات.

وتشابكت أيدي الشبان الذين يتدربون مع فتيات محجبات بينما تولت محجبات أخريات الغناء وضبط إيقاع التدريب.

وأثارت تدريبات الفرقة فضول كثير من رواد الحديقة، الذين اقتربوا من المتدربين، ولكن اغلب رواد الحديقة بدا غير مبال بالحركات الراقصة والراقصين والراقصات.

وأمام الحديقة على نهر النيل تسير المراكب المحملة بمواطنين وسياح، يرقصون ويغنون على صفحة النيل التي تتلألأ عليها أضواء الفنادق الفخمة من الشاطيء الاخر للنهر، والتي شهدت مؤتمرات ولقاءات الزعماء والقادة.

مطاعم عائمة قرب الكوبري- عدسة ايلافوخارج باب الحديقة على كوبري قصر النيل، يتجمع بعض الشبان حول تمثال لسعد زغلول بينما تنتشر المحجبات وشركائهن على طول الكوبري بين العائلات وصائدي السمك من النيل، و يقف بعض الذين ترتبط أعمالهم بهذا النوع من الوجود الإنساني على الكوبري، فمحمد مثلا يحمل كاميرا ويعرض تصوير الزبون مع أي ممثل معين يريده، ويعرض صور ا لزبائن له مع ممثلات وممثلين، و يقول انه يعمل في هذه المهنة منذ 14 عاما، وزبائنه من الذين ي نشدون مجدا واهيا ولو كان بصورة غير حقيقية مع شخص مشهور.

ويضيف "أصور الزبون وعن طريق المونتاج أضع صورته بجوار الفنان الذي يحب، وعندما يعود إلى بلده يتفاخر بأنه اخذ صورة مع فنان أو فنانة مشهورة".

وحسب محمد فان بعض الزبائن يطلبون أن تكون صورهم وهم يحضنون ممثلة مشهورة، والطلب واضح، كما يقول على الصور مع الفنانة ليلى علوي أو الفنانة الشابة منة شلبي.

ومن حظ محمد أن الفنانين المشهورين الذين يعرض صورهم، يبدو أنهم لا يأتون للمكان، لأنه لو حدث وشاهدوا هذه الصور لغضبوا من محمد، وخصوصا الفنانات اللواتي يبدون في صور ه سمينات وبعضهن دميمات وبأشكال لا يمكن أن تجعل الذي ير ى صورهن لأول مرة لدى محمد، يصدق أنهن من نجمات السينما، وربما تخيل أنهن من أي حي شعبي في القاهرة.

وبجواره يقف باعة الفل المعقود في سلاسل، ينادون على العشاق و العشيقات المحجبات، ولكن كثير من هؤلاء الذي ن وجدوا في المكان ماوا لهم يمارسون فيه حرية نسبية قبل فيها المجتمع، ربما يوفر أمواله القليلة لأشياء أخرى، تارك ي ن رائحة الفل تملا سماء القاهرة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف