إيلاف+

فن الشعوذة في فلسطين مرعب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


خلف خلف من رام الله: ما بين صفوف الأثرياء والفقراء والمتعلمين والجهلاء ومختلف فئات المجتمع من يهتم بالشعوذة، إذ يبحث كثيرين عن قراءة الكف والفناجين وضاربي الودع لتفسير واستجلاء المستقبل، ومنهم من يدفع أموال طائلة لهذا وذاك مقابل حجاب يحمي من الخطر أو يعالج مرضا أو يدرأ سوءا، ولعل مشاغل النساء في الكثير من الجلسات تعج بالحكايات والقصص المنمقة حول طرد الجن من الأجساد العليلة، وإخراج الجن من المنازل المسكونة، وهناك من يختص من بني البشر في تحضير الجن، وتبقى الخلافات حول هذه الظاهرة قائمة في المجتمعات رغم رفض معظم التعاليم الدينية لها، ولكنها تبقى بامتداداتها تأخذ متسعا كبيرا.

الأسباب:
الباحث الفلسطيني د.جميل هلال تحدث عن أسباب تفشي هذه الظاهرة في المجتمع الفلسطيني قائلا: "السبب الرئيس هو الفقر والجهل وعناصر الانتشار موجودة في الثقافة الشعبية، تحديدا عناصر تمت إلى الخرافة، والأساطير الفلكور، وهي نفس الأسباب التي تجدها في المجتمعات العربية، بما فيها المجتمع الفلسطيني، والإشارة هنا انه في المجتمع الفلسطيني هناك دراسات جادة وجدية حول الموضوع.
وأضاف الباحث الفلسطيني: "نحن بحاجة للبحث في مدى انتشار الظاهرة، خلفية وسمات الطرف الذي يقوم الشعوذة، والجمهور الذي يتعاطى مع الشعوذة، وتابع د.هلال: "اعتقد أن العلم الحديث قاطع بهذا الموضوع، ليس هناك أساس علمي لكل ما يقال حول قدرة أفراد معينين على تخطي قوانين الطبيعة، أو قدرة على أشفاء أو معالجة أمراض نفسية، وقسم الباحث الفلسطيني المواطنين الذين يلجؤون إلى الشعوذة إلى ثلاثة أقسام، أولها الحالات الطبية المستعصية معظم المصابين فيها والذين عجز العلم عن إيجاد دواء لهم يذهبون للمشعوذين، والصنف الثاني هم من يذهبون لتفسير العلاقات بين الرجال والمرأة وبخاصة مسائل تتعلق بالعقم والإنجاب، أما القسم الأخير فهو الباحث عن الاستمتاع فقط.


آراء الناس
التقينا العديد من المواطنين في أماكن مختلفة وأجرينا معهم هذه الأحاديث، المواطنة سوسن محمد تقول: "أنا لا أؤمن بالشعوذة، والعرافون هم الداجلون، وكل من يذهب إليهم يكون كافر"، مضيفة أنه صديقة لها ذهبت إلى عرافة وقد استغلتها وأخذت منها أموال كثيرة، وبعد ذلك قالت لها أن الموضوع هي لا تقدر عليه، ومن ثم أعطتها عنوان عرافة أخرى من منطقة القدس".
الشاب رائد محمد تحدث إلينا عن قصة حدثت معه شخصيا حيث يقول: "كانت لدينا مشاكل كثيرة في المنزل، ونصحنا الناس أن نذهب لعرافة، وقمنا بالذهاب لأحدى العرافات، والتي أخبرتنا أن هناك "عمل" موجود على باب المنزل"، ويضيف رائد قائلا: "حفرنا ومن ثم أخرجنا ورقة مكتوب عليها أشياء غريبة، وقمنا بإحراقها، وعادت أمور البيت على ما يرام".


التدواي بالقرآن الكريم
يرى الكثير من الناس أن هناك فرقا بين التداوي بالشعوذة والتداوي بالقرآن الكريم، وعن هذا الموضوع تحدث الشيخ أحمد البنا صاحب دار الحكمة للتداوي والعلاج في القرآن الكريم والذي رفض بشكل قاطع أن يكون التداوي بالقرآن له علاقة بالشعوذة وقال: "العلاج بالقرآن يتم من خلال برامج معينة يلتزم بها المسلم أو الإنسان، صاحب المشكلة خلال مدة معينة، تكون الأمور كلها ميسرة.
ويتابع الشيخ قائلا: "أنا شخصيا استخدم طريقة الذبذبة وطريقة العلاج بالألوان، مشيرا أنه يتوصل إلى نفسية المريض من خلال الأسئلة التي يطرحها عليه، ويتابع: "أحيانا تكون لديه نفسية بعيدة عن الجن والشيطان، إذا كانت لديه الحاسة السادسة مثلا فهو بإمكانه معالجة نفسية بنفسه عن طريق طب "التخيل".
وفيما إذا كان العلاج بالذبذبة والألوان جزءا من العلاج بالقرآن قال الشيخ البنا: "هو شيء بعيد عن البدع، هو علاج طبيعي يستخدم في معظم الدول العربية والأجنبية، ويعرف كيفية العلاج بالألوان قائلا: "جسم الإنسان مكون من مناطق حساسة وكل منطقة بحاجة إلى لون معين، وفي حال زاد أو نقص هذا اللون يكون في خلل، فكل جزء من الجسم يكون لون من ألوان الطيف من الأحمر إلى البنفسجي.
وعن ماهية الجن قال الشيخ: "الجن عبارة عن موجات كهرمغناطيسية قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "يدخل الشيطان في مجرى الدم إلى العروق".

الحالة النفسية ودورها
وعن كيفية معالجة الدول الأجنبية لمثل هذه الحالات قال الباحث الفلسطيني د. جميل هلال: " في المجتمعات المتطورة أو القائمة على العلم الحديث، هناك عيادات أو أطباء نفسيون ومدارس مختلفة، الجن أو اختلاف الألوان وموجات كهرمغناطيسية هذه كلها محاولة استخدام لغة العلم الحديث للتغطية على الشعوذة والأساطير والخرافة، طبعا الكثير من المشعوذين يستخدمون التدين الشعبي للتغطية أو لإيهام المريض أو المعالج أن لديهم قوة أو بركة خاصة تمكنهم من العلاج، أحيانا العلاج يأتي لهؤلاء في مرات كثيرة نتيجة تخفيف حدة القلق لديهم من طريقة الأسئلة وإشعارهم براحة معينة، والتفسير لمثل هذه الحالات هو طبيعي له علاقة بالتكوين النفسي والشخصي والمشكلات التي يعانيها الفرد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف