إيلاف+

جنوب أفريقيا تحارب الايدز بالموبايل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

جنوب أفريقيا تستخدم الهواتف المحمولة في المعركة ضد الايدز

ريبيكا هاريسون من جوجوليتو (جنوب أفريقيا): عندما تلقى الهاتف المحمول الخاص بنوبافونتي دوندولو التي تقدم استشارات لمرضى الايدز رسالة بعد ظهر يوم أحد عرفت أن شخصا ما يواجه مشكلة.قالت دوندولو كانت رسالة من احدى زبائني التي كانت مريضة جدا." ومضت تقول "كانت تتقيأ دما.. والعائلة لم تكن تعرف ماذا تفعل."وبضغطة من اصبعها أرسلت دوندولو رسالة انذار ذات أولوية قصوى من هاتفها المحمول الى مديري الرعاية الصحية الذين أرسلوا في ثوان سيارة اسعاف لاحضار المريضة من كوخ متداع في هذه المنطقة المتمددة بالقرب من كيب تاون.

وقالت دوندولو وهي أيضا حاملة لفيروس اتش.اي.في. المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) "لقد نجت... هذا الهاتف المحمول يجعل الحياة أسهل بكثير."

وخلافا لغالبية مستشاري مرض الايدز في جنوب أفريقيا الذين يتعاملون بالورقة والقلم لمتابعة ما يقدر بنحو 6.5 مليون ممن يعانون من الايدز في جنوب أفريقيا تعتمد دوندولو وزملاؤها على شبكة من رسائل الهواتف المحمولة التي يسهل استخدامها.

وتم تزويد هواتف محمولة مصممة خصيصا بقائمة من الاسئلة التي تستهدف مراقبة المرضى الذين يتلقون أدوية مضادة للفيروسات.. هل يعاني المريض من أي اثار جانبية .. هل تأكل المريضة بطريقة صحية.. هل لديها مياه نظيفة..

ويوجه المستشارون هذه الاسئلة خلال زياراتهم المنزلية ويرسلون الاجابات على الفور الى قاعدة بيانات في جامعة كيب تاون. ويراقب الاطباء والعاملون الصحيون قاعدة البيانات ويمكنهم الاستجابة للطلبات العاجلة.

والاكثر أهمية أن المستشارين يقومون بحساب كم حبة من مضادات الفيروسات متبقية ويرسلون التفاصيل ويراقبون ما اذا كان المرضى يأخذون بشكل صحيح خليط العقاقير المركب ويشجعونهم أيضا على تحري الدقة في علاجهم.

وقال جلال غياسي رضوي مدير أحد المشروعات "عامل الزمن حرج... قد لا يعرف القائمون على الرعاية أن الحالة حرجة لكن قد يعرف الاطباء الذين يتلقون الرسالة ويمكنهم الاستجابة. ولن يتم التعامل مع قطعة من الورق الا في الاسبوع التالي."

ويوجد في جنوب أفريقيا أكبر عدد من حاملي فيروس اتش.اي.في. في العالم واتهمت الحكومة بعدم بذل الكثير لوقف انتشار المرض وعلاج الذين أصيبوا.

وبدأ الباحثون في جامعة كيب تاون مشروع رسائل المحمول في عام 2000 لاستخدام التكنولوجيا للمساعدة في التعامل مع واحد من أشد الامراض فتكا في جنوب افريقيا.

وينفذ المشروع بالتعاون مع مركز أبحاث وعيادة ديزموند توتو المتخصصين في مرض الايدز. وهناك حوالي ألف مريض من جوجوليتو مسجلون لديهم.

ويقول المرضى ان التكنولوجيا تجعل العملية أكثر انتظاما. كما يساعد على طمأنتهم معرفة أن في مقدورهم الاتصال بمستشارهم برسالة واحدة.

قال اريك ماكوبالو (35 عاما) الذي اكتشف أنه حامل لفيروس اتش.اي.في. في عام 1998 وبدأ يتلقى علاجا مضادا للفيروس في العام الماضي "في البداية كان من الصعب علي أن اتذكر تناول كل الدواء الخاص بي لكني أعرف أن مستشاري يعد الحبات كما قد يأتي للزيارة اذا مرضت الى حد لا استطيع الذهاب معه للعيادة."

وتوفيت صديقة ماكوبالو بمرض الايدز قبل سبع سنوات بعد أن أخفت مرضها خشية أن تصبح منبوذة. وبعد ذلك تعهد ماكوبالو بمساعدة الاخرين على التعامل مع الايدز وأصبح مستشارا في مركز جوجوليتو حيث يعالج أيضا كمريض.

ولا يحصل سوى جزء صغير من حاملي الفيروس على عقاقير مضادة للفيروسات تنقذ حياتهم وحتى الذين يحصلون على الحبات لا يتناولونها أحيانا حسب ارشادات الطبيب.

وليندلوا بيرنز (32 عاما) زميلة لماكوبالو وهي أيضا حاملة للفيروس لكنها تحصل على أدويتها من عيادة أخرى وتقول انها تحسد المرضى في جوجوليتو.

وأضافت وهي تسعل "في العيادة التي أعالج بها لا يقومون حتى بزيارات منزلية. يكتفون بفحصك واعطائك الدواء ويتركونك تتعامل معه."

وتعرف بيرنز من التجربة أن العقاقير المضادة للفيروسات يمكن ان تؤدي الى أعراض جانبية خطيرة جدا وتقول ان ذلك يغري بتركها.

وبدأ مشروع اخر لرسائل المحمول في قرية نائية في الاقليم الشمالي الغربي الزراعي في جنوب أفريقيا وحصل على تمويل من مؤسسة محاربة الايدز التي يديرها نجم البوب التون جون لافتتاح خمسة مشروعات أخرى.

ويستخدم المشروع التكنولوجيا في واحدة من أكثر القطاعات نموا في جنوب أفريقيا وهي الهواتف المحمولة. وقفز عدد من يملكون هاتفا محمولا من بنسبة الف في المئة في الاعوام الخمسة الماضية ليصل الى حوالي ثمانية بالمئة من السكان.

والى جانب مراقبة كل مريض على حدة يستخدم الباحثون في المشروع البيانات التي يحصل عليها المستشارون لتتبع الاتجاهات ومقارنة المعلومات القيمة في حقل لم يجر فيه سوى القليل من الابحاث مقارنة بغيره من المجالات.

قال غياسي رضوي "انه يساعدنا على معرفة ما اذا كانت مجموعة معينة من عقاقير أو منتج ما يسبب مشكلات." واستطرد قائلا "انه لامر مؤسف.. لكن أفريقيا في الواقع حقل تجارب في محاربة الايدز."

رويترز

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف