عادات ومراسم الزواج عند العمانيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حيدر عبدالرضا من مسقط: بالرغم من أن العادات الخليجية في مراسم الزواج متشابهة عند الكثير من الشعوب
الخطبة و تقديم المهر أو الحق
تبدأ الخطبة بالاتفاق بين الأسرتين أو عن طريق وسيط حيث يبدأ الرجال أولا بطلب يد العروس من أهلها، ثم يأتي دور النساء من أهل المعرس للذهاب إلى بيت العروس لتحديد المهر أو(الحق). و"الحق" مصطلح متعارف عليه عند العمانيين وهو عبارة عن تقديم مبلغ مالي وهدايا عبارة عن مستلزمات العروس، أو حسب ما يتفق عليه بين الأسرتين. بعدها يبدأ أهل المعرس بالتجهيز لنقل المهر إلى بيت العروس. ويجتمع المدعوون في بيت المعرس ويكونون دائما من الأهل والجيران، ثم يقومون بحمل المهر إلى بيت العروس، ويصاحب ذلك زفة بفرقة شعبية، وتقوم مجموعة من النساء بحمل مستلزمات العروس على الرأس في صواني مزينة بالأشرطة ومغطاة بالأقمشة، وترقص بها النساء. وهناك أغاني خاصة تغنى لهذه المناسبة وهنالك أيضا المندوس المصنوع من الخشب والذي توضع بداخله الذهب والمجوهرات.
وبعد الوصول إلى بيت العروس يتم الترحيب بأهل المعرس والقيام بواجب الضيافة نحوهم، ثم يلي ذلك عرض المهر((الحق)) حيث تتقدم واحدة من النساء الضليعات لتقوم بعرض المهر ومستلزمات العروس بطريقة جذابة بها شيء من المرح، وتبدأ أولاً بعد النقود أمام الحضور حسب المبلغ المتفق عليه بين الأسرتين. ثم تعرض هدايا المعرس حسب الطلب المتفق عليه، وبعدها الهدايا الأخرى المقدمة من جميع أفراد الأسرة بدءاً بكبير الأسرة ثم أقاربه و أصحابه. ويتم ذكر كل هدية باسم صاحبها. بعد ذلك يبدأ عرض هدايا أهل العروس التي تقوم بعرضها أيضا سيدة مختارة من أم العروس، ويتم العرض بنفس الطريقة التي عُرضت بها هدايا المعرس وتكون هناك منافسة بين هدايا أهل المعرس وأهل العروس.
طريقة عقد القران (أو المِلْكة)
يكون العقد للرجال عادة في المسجد بعد صلاة العشاء. ويطلب من والد العروس الأذن بإتمام عقد القرآن، حيث يكتب والد العروس رسالة خطية للشخص الذي يثق فيه من رجال الدين لإتمام عقد القران، و يقيد توكيل من والد العروس و يسلّم للعريس أو والد العريس، وهذا الشخص هو المسئول شخصيا من عقد قران هذا العريس. وبعد الانتهاء من العقد تقدم الحلوى العمانية مع القهوة المرة فقط، ثم يقدم بخور العود و يرش ماء الورد على الضيوف بعد الحلوى والقهوة لكي ترفرف السعادة على حياة العروسين. و بعد الانتهاء من العقد يقف المعرس مع والده في مكان معين عند مخرج المسجد لتلقي التهاني حيث يبارك الجميع للعريس و يتمنون له حياة زوجية سعيدة. ودائما يكون عدد الحضور كبير جدا بعدها يتجه المعرس إلى بيته لتناول وجبة العشاء. ثم يذهب لبيت العروس للمسح على رأسها. ثم يذهب المعرس إلى بيت العروس لقراءة الفاتحة على رأسها و الصلاة على طرف ثوبها ويكون الباب مغلق عليهما لأنها أصبحت زوجته ومن حقه الاختلاء بها، وتتردد بعد ذلك الزغاريد من النساء الموجودات ثم يلبسها خاتم الزواج وبعدها يبدأ الاستعداد للعرس أو الزفاف.
العرس أو الزفاف
يستخدم لفظ العُرس للزفاف وهو نقل العروس إلى بيت زوجها لتبدأ حياة جديدة. وتبدأ مراسم العرس أو الزفاف قبل نقل العروس إلى بيت زوجها بخمس أو ثلاث أيام. وهو أول يوم يبدأ فيه العرس أو الفرح حيث توضع العروس في مكان مجهز لها بعد أن تزف إليه مع صديقاتها و أخواتها وأسرتها.
يوم الجلو
والجلو عبارة عن مادة مثل البودرة مكونة من مسحوق الصندل الذي يضاف إليه الزعفران مع قليل من طحين الأرز
وبعد ذلك وفي منتصف الوقت المحدد تحمل حنة المعرس إلى العروس حيث توضع في مبخرة مزينة بالأشرطة والحلي والشموع وتحمل على الرأس بزفة من بيت المعرس إلى بيت العروس، ثم تؤخذ حنة العروس إلى المعرس في نفس الليلة (عملية تبادل). تم بعد قليل يحضر المعرس مع جميع أهله وأقاربه وأصدقائه إلى بيت العروس ويضع النقود الورقية والنقود الذهبية حب مقدرته على رجل العروس كهدية ليلة الحناء، وبعدها يضع جميع الحضور من أهل العروس والمعرس النقود على رجلها، ثم يذهب المعرس إلى بيته لتكملة مراسم الحناء الخاصة به ويستمر الغناء حتى منتصف الليل أو حسب رغبة الحضور وتنتهي ليلة الحناء.
ليلة الزفة أو ليلة الدخلة
ليلة الزفة أو ليلة الدخلة هي ليلة نقل العروس من بيت أهلها إلى بيت زوجها بعد تجهيزها وتزيينها، حيث يحضر جميع أهل المعرس إلى بيت العروس، ويقوم أهل العروس بضيافة أهل المعرس وتكريمهم إكراما لابنتهم، بعدها تقوم أم المعرس أو أحد قريباته باستئذان أم العروس وتسليم العروس ورقة الصداق (ورقة الغائب) من المحكمة وهذا شيء أساسي، ومن ثم تأتي أم المعرس إلى معازيمها وتطلب منهم ومن الفرقة الشعبية طلب العروس حسب الأغنية المتعارف عليها، ويقف جميع الحضور أمام غرفة العروس والباب مغلق وتبدأ الفرقة بطلب العروس وبالقول "عطونا بنتنا يوه عرب" ويرد عليهم أهل العروس " ما عندنا بنية يوه عرب". ثم يرد أهل المعرس "بنشلها العالي... ويرد أيضا أهل العروس بنفس الرد. والأغنية عبارة عن تمنى حياة أفضل للعروس. ثم تفتح المسئولة عن العروس الباب قليلاً وتطلب حقها المادي من أهل المعرس، فتسلمها أم المعرس المبلغ، وتفتح الباب، وتزف العروس وهي مغطاة بثوب أخضر وعلى رأسها مصحف تتقدمها إحدى قريباتها و تمسك بها و تغني لها أغانى الزفة العمانية، و ينثر على رأسها و قدميها النقود وأوراق الشجر الخضراء. وعند خروجها من باب بيت أهلها تكسر على رجلها بيضة كبركة للعروس حيث ترمز البيضة للخصوبة والإنجاب. وعند وصولها لبيت المعرس تذبح الذبيحة على رجلها لدخولها حياة جديدة و بيت جديد وعند وصولها إلى باب غرفتها يقوم المعرس باستقبالها عند الباب و يغسل الأصبعان الكبيران من رجل العروس و المعرس بماء الورد و توضع النقود على أرجلهم، ثم تُجلس العروس على يمين المعرس، ويقوم أحد الحضور من الرجال بقراءة آيات من سورة (النور) على العروسين كبركة لهما ثم تقوم إحدى السيدات الموجودات والتي تعيش حياة سعيدة مع تزوجها بضرب رأس العروس برأس المعرس بخفة. وبعدها تبدأ الفرقة الشعبية في الغناء والمباركة للعروسين وأهلهما والجيران والأقارب، ثم تبدأ في اليوم التالي التصبيحة وهي عبارة عن الوليمة التي تقام في بيت المعرس في اليوم التالي.
ورغم هذه العادات الجيدة المتبعة في العرس العماني، إلا أن المشكلة الأساساية التي يعاني منها المجتمع هو مبلغ المهر الذي يتحمله الشاب الخريج المقبل على الزواج، والتبذير الذي يحصل أحيانا عند بعض الأسر في مثل هذه المناسبات. وهذه قضايا تتطلب البحث والوقوف عندها بحيث لا يتحمل المجتمع عادات دخيلة تعكر صفو الزوجين خاصة إذا كان الشاب من عائلة غير مقتدرة، الأمر الذي يترتب بأن يبدا حياته وهم مدين لإحدى المؤسسات المصرفية، أو لوالد الفتاة أحيانا نتيجة عدم تمكنه من دفع قيمة المهر دفعة واحدة.