رحيل زعيم سلفادوري يثير حزنا بفلسطين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أسامة العيسة من بيت لحم: يشعر عيسى حنضل (أبو خضر)، بأسى لان قريبه شفيق حنضل زعيم المعارضة اليسارية في السلفادور رحل قبل أن يحقق حلمه بالوصول إلى الرئاسة في هذا البلد اللاتيني.
وحنضل الذي توفي عن 75 عاما، من اصل فلسطيني، وتعود جذوره إلى مدينة بيت لحم، حيث ما زال أبناء عمومته، ومن بينهم أبو خضر، يعيشون فيها.
وعرف حنضل، كمؤسس للحزب الشيوعي في السلفادور عام 1973، وقيادته لحرب عصابات لا هوادة فيها ضد الحكومة السلفادورية التي حظيت في أثناء الحرب الباردة، بدعم الولايات المتحدة الأميركية، والقى حنضل السلاح عام 1994، بعد أن أدى انتهاء الحرب الباردة إلى إشاعة أجواء جديدة مهدت إلى توقيع اتفاقات بين الجبهة والحكومة برعاية الأمم المتحدة، وحل حنضل حزبه ليترأس جبهة فارابوندو مارتي اليسارية المعارضة.
و
وعندما جرت الانتخابات التي ترشح لها حنضل والسقا، وجدت لها صدى في مدينتهما بيت لحم، حيث كان أغلبية السكان يؤيدون حنضل بسبب أفكاره وتوجهاته المعادية لإسرائيل، ومن بينهم أبناء عائلة انطونيو السقا الذي فاز في الانتخابات.
وزار حنضل وزوجته مدينة بيت لحم عام 2000، واقام في المدينة، واستقبل في المجلس التشريعي الفلسطيني في مدينة رام الله، وحياه رئيس المجلس آنذاك احمد قريع (أبو العلاء).
وبعد وفاته يشعر أبو خضر الذي يسكن بجوار جامعة بيت لحم، وعلى مدى سنوات تأثر بتوجهات الطلبة الراديكالية، بالأسى قائلا بان انطباعاته عن قريبه شفيق انه "كان رجلا متصالحا مع نفسه، ثوريا في النظرية والتطبيق، وعمل لصالح الفقراء".
وإذا كان أبو خضر يتعاطف مع توجهات قريبه الفكرية والسياسية، فان أبناء عمومة شفيق حنضل، يحترمونه لاسباب تتعلق برابطة الدم.
ويقول توفيق حنضل الذي يعمل في التجارة ويدير مكتبة بان وفاة ابن عمه شفيق تشكل خسارة، وانه شخصيا يشعر بالحزن، لانه عرفه عن قرب، وخلال زيارة الزعيم السلفادوري لفلسطين عام 2000، أقام بين عائلة توفيق واشقائه لانهم الأقرب إليه في رابطة الدم.
يتابع توفيق باهتمام أخبار ابن عمه شفيق على الموقع الإلكتروني لجبهة فارابوندو مارتي، التي أعدت ملفات مكثفة عنه وعن مسيرته النضالية.
ويعد توفيق بيان نعي لابن عمه وفتح بيت عزاء لاستقبال المعزين بما يقول عنه "فقيد السلفادور وفلسطين الكبير".
ولا يتوقف توفيق كثيرا عند خيارات ابن عمه السياسية، ولا يبدي هو نفسه اهتماما بالسياسة، رغم أن والده كان أول شخص حصل على ترخيص لإصدار صحيفة بعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وصدرت باسم (البشير) والذي أثار صدورها آنذاك نقاشا استمر فترة طويلة.
ويقول توفيق "رحم الله شفيق، هذه حالنا نحن الشعب الفلسطيني، لا يعرف الواحد منا أين سيولد وأين سيموت".
ويذكر بان شفيق حنضل ولد في السلفادور لأبوين من المهاجرين الفلسطينيين، وحسب أبو خضر فانه فقد أشقاء له خلال حرب العصابات التي خاضها ضد الحكومة قبل أن يتصالح معها.
ويختم أبو خضر حديثه "انظر ما يحققه الرفاق في أميركا اللاتينية، في فنزويلا وبوليفيا وتشيلي، لو عاش شفيق، لكان رئيس السلفادور المقبل".