إيلاف+

رمضان قطر: عبادة وذكر ولوحة من الف ليلة وليلة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

رمضان قطر: عبادة وذكر ولوحة من ليالي الف ليلة وليلة

خالد طه من الدوحة:يتمتع شهر رمضان المبارك عند القطريين بمذاق خاص فيستعدون له قبيل مقدمه بشراء حاجياته ومطالبه التي لا تنتهي حيث تتفنن الاسر القطرية في تزيين موائد الافطار بالاكلات الشعبية القديمة والشهيرة مثل الهريسة والثريد والمكبوس اضافة الى الاطباق العربية المستعارة من المطبخ اللبناني الشهير والمطبخ المصري والمغربي والخليجي الخ ويلاحظ ان بعض العائلات تخصص طباخين يجيدون فنون تلك الطبخات المتنوعة.

الاسواق الشعبية مثل سوق واقف العريق والسوق العماني والسوق الايراني التي تزخر بالبهارات والمتبلات تستعد قبل قدوم رمضان بوقت كاف فتوفر كل الحاجيات والسلع التي يطلبها الناس عادة في مثل هذه المناسبات

وعلى الصعيد الرسمي تحتفل قطر كعادة غالب البلاد الإسلامية حكومة وشعبًا بقدوم شهر رمضان، وتبرز مظاهر هذا الاحتفال من خلال الخطوات التي تٌتخذ على المستويات كافة في الاستعداد لاستقبال رمضان، ؛ فعلى المستوى الإعلامي تكثر الكتابات والتحقيقات والبرامج المتعلّقة بقدوم الشهر المبارك في الصحف المحلية، وتخصص لهذه المناسبة العزيزة مادة غزيرة ومتنوعة.

بينما تتولى تقوم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن طريق ادارة الدعوة بتكثيف العمل الدعوي فستدعي محاضرين من خارج قطر يقومون بتقديم المحاضرات للناس في اماكن مخصصة في مختلف المناطق ويسبقها حملة اعلامية ضخمة وتتضمن تلك المحاضرات احكام الصيام وواقع الامة الاسلامية وكيفية استغلال الوقت في هذا الشهر الفضيل وضرورة العمل على استثماره في الطاعات والقربات وصالح المبرّات.

في رمضان يقبل القطريون على الطاعة والعبادة بشكل لافت للنظر فاغلبهم يؤدون الصلوات جماعة في المسجد وخاصة صلاة القيام والتراويح ويزداد الامر في العشر الاواخر كما يحرص العديد من المسلمين هنا في قطر على العمل بسنة الاعتكاف، فتخصص لهم أماكن خاصة في المسجد للاعتكاف فيها، وتقوم بعض الجهات الخيرية بتوفير منامات على شكل خيام صغيرة كي ينام فيها المعتكفون.

موائد الرحمن

ومما يُلمسه الناس هنا انتشار موائد الافطار للصائمين من محدودي الدخل سواء في المساجد اومقارّ الجمعيات وغيرها، حيث يقوم المحسنون من أبناء البلد والجمعيات الخيرية المختلفة بإعداد الموائد الرمضانية المخصّصة للفقراء والمساكين والعمّال في الدولة، ويمتدّ أثر هذه الأعمال الخيرية ليشمل خدمة المصلّين أثناء صلاة التراويح بتوزيع الماء وبعض القهوة وغيرهما ويعم دولة قطر في رمضان على المستوى الشعبي والرسمي والدعوي جو إيماني رمضاني قرآني يشعر بمكانة شهر الصوم ومنزلته.

وفي منتصف الشهر تحتفل قطر مع دول الخليج الست بليلة الكرانكعوه وهي ليلة محببة بشدة لدى الاطفال الذين يمرون على البيوت في الحارات ويطرقون ابوابها بيتا بيتا وهم يرددون الاهازيج التي تقال في مثل هذه المناسبة فيملاون الشوارع نفحات وايمانيات تعود بالذاكرة الى الماضي والحنين اليه ويقوم الاهالي بالاستعداد لليلة الكرانكعوه فيشترون المكسرات والشوكلاته التي توزع على الاطفال مع العلم ان هذه المشتروات تشكل ميزانية كبيرة للكثير من المواطنين.

اطباق مفضلة

يلاحظ ان الجاليات العربية تحتفل بالشهر المبارك على طريقتها فتوفر الاكلات المعروفة لديها فالجالية المصرية تعطي اهتماما بالغا بالياميش بينما الشاميون يفضلون الحلويات الشهيرة والاطباق المخصصة للشهر ويفضل المغاربة الحريرة والكسكسي اما القطريون فالكثير من العائلات تهتم باللحوم وتشتري خرفانا كاملة لطهي وجبة ( المجبوس) كما يطلق عليها هنا اضافة الحلويات ويلاحظ ان الاسماك تتراجع في شهر رمضان كتقليد يحبه الكثيرون.

الليالي الملاح

وللسهر دورة في المجتمع القطري فتتبارى فنادق الخمس نجوم في تقديم الكثير من وسائل اللهو وتنصب خصيصا لذلك الخيام الرمضانية التي تضم بين جوانبها الايقاع والغناء والشيشة ويلازم ذلك تنافس محموم بين الفنادق التي تقدم خصومات معقولة في الاسعار كما تقدم هذه الفنلدق وجبات رمضانية شهية باسعار مناسبة للكثيرين ويرى البعض ان رمضان الدوحة بمثابة ليلة من ليالي الف ليلة وليلة وذلك لما تتصف به المدينة من امن وامان وهدوء بال وتزخ المقاهي المصممة على الطراز المصري بروادها وتستمر ساعات الجلوس عليها حتى وقت متاخر من الليل وبعض الاماكن تسهر حتى الساعات الاولى من الصباح

العيد

ويوم العيد يحرص الناس على أداء صلاة العيد في المصليات الخاصة، كما تقام صلاة العيد في المساجد، في المناطق التي لا تتوفر فيها مصليات خاصة للعيد ومن العادات المعهودة في صباح اليوم الأول من العيد، وبعد أداء الصلاة، خروج الأطفال بلباس العيد، حيث ينتقلون من بيت إلى بيت ليجمعوا العيدية والهدايا المخصصة لهذه المناسبة العزيزة على قلوب الصغار والكبار، ويتبادل الناس الزيارات في جو تشعّ منه روح الألفة والمحبة، وتسود فيه مظاهر الألفة والتقارب..

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف