اليونيسيف تحاول اخراج اطفال لبنانيين من كابوس الحرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
جهاد سقلاويمنصور: تسعى منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من خلال برنامج علاج نفسي، الى اخراج اطفال لبنانيين لا سيما في الجنوب من الصور المرعبة والاصوات المخيفة التي خلفتها الحرب الاخيرة في اذهانهم.
ويقول فيليب دواميل منسق عمليات الطوارىء التابعة لليونيسيف في لبنان والمشرف على هذا البرنامج ان "بعض الاطفال الذين نعالجهم لا يستطيعون الكلام حتى الآن وهم غير قادرين على النوم اكثر من ساعتين يوميا. يبقون متوترين ويصرخون في الليل".
ويشير دواميل انه "بحسب دراساتنا يحتاج 5،3% من اطفال الجنوب الى اطباء نفسيين
و95% الى مساعدة للعودة الى الحياة الطبيعية لا سيما في قرى الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت".
وقتل اكثر من 1200 مدني لبناني 25% منهم تحت سن الخامسة عشرة خلال الحرب بين الثاني عشر من تموز/يوليو و14 آب/اغسطس، بحسب المشرف على البرنامج.
ويوضح المنسق ان "الاطفال الذين نزحوا من قراهم ودمرت بيوتهم وشاهدوا مناظر مرعبة وسمعوا القصف بحاجة الى برامج خاصة ليخرجوا من هذه الازمة النفسية".
وقد بدأت المنظمة بتطبيق برنامج التدخل النفسي هذا مع عودة التلامذة الى مدارسهم الاثنين تحت عنوان "كيف نخرج الحرب من داخل الطفل".
ويقول دواميل "نحاول ان نعيد الاطفال الى حياتهم الطبيعية ومنحهم قدرة على مواجهة الصعوبات حتى لا يبقوا اسرى المناظر التي شاهدوها" لا سيما في قرى مثل عيتا الشعب وصديقين والقليلة وبنت جبيل التي شهدت اشرس المعارك على مدى شهر بين حزب الله اللبناني والجيش الاسرائيلي.
واللقاءات مع الاطفال تجري في حلقات كتابة وموسيقى ورياضة ورسم، يعبرون خلالها عما في داخلهم بطريقة غير مباشرة من خلال الابداع، وذلك في 1070 مدرسة او ناديا غالبيتها في جنوب لبنان، وبالتعاون مع جمعيات اهلية لبنانية ودولية، ووزارة الشؤون الاجتماعية.
ومن بين التمارين اشغال يدوية احدها يقضي بتوزيع اوراق على الاولاد "لصناعة" الغام حتى يتعرفوا عليها وعلى مخاطرها.
وتفيد التقديرات ان اسرائيل القت ما بين 350 الفا ومليونا من هذه الذخائر التي تشكل قنابل موقوتة. ولا يزيد حجم هذه القنابل عن حجم بطارية صغيرة احيانا، وهي باشكال مختلفة وبعضها يشبه الالعاب والواح الشوكولاته، ومن هنا خطورتها خصوصا على الاطفال.
وحتى الآن، خضع اكثر من 2400 معلم ومعلمة تابعين للمبرات الخيرية التي يشرف عليها المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله لدورات تدريبية. ويهتم كل معلم ومعلمة ب25 الى 35 طفلا، بمؤازرة طبيب نفسي.
وتنوي المنظمة الدولية تدريب نحو عشرين الف مدرس ومدرسة على مراحل للقيام بهذه المهمة.
وتقول المعلمة راوية بحسون (31 سنة سنة) في بلدة جويا قرب صور ان "معظم الاطفال ما زالوا متاثرين بصوت الطيران الذي كان يرعبهم وآخرون يشعرون بالخوف حين يتذكرون الساعات التي مروا بها اثناء نزوحهم من قراهم".
وتضيف "انهم هم يروون يوميا لبعضهم البعض كيف شاهدوا السيارات مدمرة والناس ما زالت بداخلها".
وتقول سارة (9 سنوات) وهي من الاطفال العشرين الموجودين في صف راوية "احاول ان انسى ابن جارنا الذي قتل خلال الحرب مع امه لكن لا استطيع (...) كنت العب معه واليوم جئت الى المدرسة لوحدي".
أ.ف.ب