إيلاف+

رمضان فلسطين ثقافة الحاضر بلغة الماضي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

هنادي ابراهيم من نابلس: احتفظ رمضان فلسطين بسمات وعادات ومظاهر ثقافية خاصة تناقلتها وتوارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل وبقيت خالدة في ذاكرة التاريخ.
تبدأ فلسطين في الاحتفال بشهر رمضان بمجرد رؤية هلاله (سواء في فلسطين أو في بلد مجاور عملا بمبدأ وحدة المطالع)، حيث تصدح المساجد بالدعاء والابتهالات معلنة الصيام، ويتجه المسلمون إلى المساجد ليؤدوا صلاة التراويح، وتخرج جموع الأطفال تحمل الفوانيس التي تعد من التقاليد القديمة السارية المفعول حتى اللحظة، ويحرص أولياء الأمور على إدخال البهجة على نفوس أطفالهم من خلال شرائها لهم.

مسحراتي ومدفع
كثيرةٌ هذه العادات الفلسطينية الرمضانية التي تندمج مع روح العصر وتتأقلم معه محافظة على سماتها وأصالتها.. ومن بين هذه العادات قيام "كبير العائلة" أو من ينوب عنه بزيارة أرحامه وتقديم الهدايا بمناسبة حلول الشهر الفضيل، وغالباً ما يتم هذا الأمر بعد الإفطار.
وكغيرها من البلدان تصحو فلسطين على صوت "المسحراتي" بطقوسه المصاحبة لقدومه كالنقر على الطبل بقوة، وذكره لله عز وجل، والأناشيد الرمضانية العذبة التي تُوقظ النيام: "اصحى يا نايم.. وحد الدايم"، وتشعرهم بجمال هذا الشهر وأهمية "المسحراتي" بعيداً عن نغمات الجوالات المتعددة والمختلفة.
وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية من غزة يأمل السكان أن يسمعوا مدفع الإفطار بعيداً عن الغارات الإسرائيلية التي طالما أقلقت حياتهم وعكرت أجواء رمضان الكريم.
وبالرغم من اقتناء غزة مدفعا أثريا قديما برونزي اللون، مثبتا على منصة رمزية أقامتها بلدية مدينة غزة قبل عدة سنوات بوسط المدينة، حيث كان يطلق قذائف صوتية وقت الفطور مع أذان المغرب في كافة أيام شهر رمضان قبل احتلال غزة عام 1967، فإنه سيظل عاجزًا عن تلبية رغبة الغزويين بإحياء تقليد يتذكره كبار السن في هذه المدينة الفقيرة والسبب أنه: قديم ومعطل.

المائدة الفلسطينية
يتميز الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة عن غيره من الشعوب بأصناف معينة من الطعام والشراب في شهر رمضان. وتكاد تتسم كل منطقة بنوع معين من الأكلات فها هي المقلوبة والسماقية والمفتول والقدرة تغزو موائد غزة، بينما يتربع على عرش موائد الإفطار في الضفة الغريبة المسخن والمنسف، ولا تخلو موائد الإفطار الفلسطينية من المتبلات والمخللات بأنواعها والسلطات المختلفة لفتح الشهية بعد صوم عن الطعام طوال النهار.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن تبادل الإفطار الأسري برنامج لا يغيب عن أجندة العائلات الفلسطينية في شهر رمضان وتتفنن ربات البيوت في إعداد الأكلات والتباهي بأشهاها. وبالطبع فإن التمور بمختلف أشكالها وأنواعها عروس مائدة الإفطار الفلسطينية.
وإلى جانب التمور تصطف المشروبات بألوانها والتي يأتي في مقدمتها "شراب الخروب" وهو شراب يباع عادة في فلسطين في الساحات العامة والأسواق، أما في شهر رمضان الكريم فالأمر يختلف فيدخل هذا الشراب غالبية المنازل الفلسطينية وإلى جانبه تصطف أشربة (عرق السوس، وقمر الدين، والكركديه، والعصائر
بأنواعها).
وتزدان أسواق غزة الشعبية بمظاهر استقبال شهر الصيام، خصوصاً لدى باعة الحلويات وفطائر "القطايف" التي لا تكاد تخلو منها أية مائدة فلسطينية في رمضان.

اعلام
يحرص الإعلام الفلسطيني بدوره بكافة وسائله المختلفة على التفاعل اليومي والتواصل مع الجمهور في شهر رمضان الذي ما أن يهل حتى تبدأ وسائل الإعلام في عرض خريطتها الرمضانية والتعريف ببرامجها التي تُخاطب شرائح متعددة ليبدأ المتلقي بعدها رحلته في اختيار ما يُناسبه.
واشتدت المنافسة بين الوسائل المكتوبة (الصحف الفلسطينية اليومية: القدس، والأيام، والحياة الجديدة) والمرئية والمسموعة (التلفزيون الفلسطيني وأكثر من 36 محطة مرئية وإذاعية خاصة في الضفة الغربية وغزة)، وتحاول كل وسيلة استقطاب أكبر عدد من الجمهور نحوها.
احتلت البرامج الدينية الصدارة من خلال الوسائل المسموعة حيث انطلقت الإذاعات المنتشرة في أرجاء مدن الضفة الغربية وقطاع غزة في عرض برامجها الإذاعية الدينية، وقد اعتمدت في الكثير من برامجها على الإنتاج المحلي وهو الأمر الذي تميزت به عن الوسائل المرئية، حيث قامت المحطات المحلية الفلسطينية في نقل العديد من البرامج عن قنوات عربية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف