استمرار العنف ضد النساء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تبادل الاتهامات بين الطرفين والبقاء للاقوى
خالد طه من الدوحة:يعتبر العنف ضد المراة ظاهرة سلبية تمتد بجذورها إلى المجتمعات البدائية والمتحضرة على حد سواء بالرغم من أننا نعيش فى القرن الحادى والعشرين فلا يوجد مكان او زمان الا ونجد هذه المشكلة الازلية ويرى بعض المهتمين بحقوق المراة ان المراة مازالت تعانى من عنف الرجل ومعتقداته بضرورة تأديبها بالعنف، بمختلف أشكاله سواء الضرب أو السب أو القذف أو إثارة المشاكل لأتفه الأسباب أو هجر الأسرة والشجارالدائم وهناك العديد من الصور التي يروي فيها بعض النساء معاناتهن وعذاباتهن مع ازواجهن مع العلم ان مسرح الحياة مملوء بمثل هذه التراجيديا القصص التالية تسلط الضوء على لب المشكلة.
سيدة اخرى في الثلاثين من العمر خاضت صراعات طويلة مع زوجها السابق حتى نالت حريتها بعد سبع سنوات زواج وثلاثة اولاد ثم دخلت دوامة اخرى مع زوج مدمن لا يقدر الحياة الزوجية ولا يعي للمرأة اي مكانة وتقول: "هي امور لم اعرفها قبل ارتباطي به فقد اوهمني بالحب والرعاية الكبيرين مباشرة بعد طلاقي ولم اكن احسب بأنها فعال الثعالب لنيل مأربهم بأخس الصفات التي لا تليق بهم".
وتضيف "عذابي ليس جسديا فقط وانما نفسي ايضا وانا ارى ابنائي هم يسمعون زوج امهم يقذفها بألفاظ نابية ولا تستطيع هي ولا هم ان يفعلوا شيئا غير الصبر والتحمل حتى تنقضي هجماته الشرسة كلما طلبني الى فراشه ليأخذ مني ما يريد ويكافأني بالضرب المبرح وبالكلمات السامة التي لم يسلم منها حتى اهلي وابنائي".
وتواصل حديثها بالقول "طلبت تدخل من هم اقرب اليه ولي ولكني لم اسلم ففكرت بالطلاق والهرب من جحيمه ولانني اعرف ظروف اهلي وظروفي التي لن تسعفني في الاعتماد عليها وحدي وابنائي الصغار ومدارسهم اضطررت لتحمل كل هذه العذابات حتى اصبحت لدي قناعات متكاملة بانه لا يوجد من يحمينا من هذه الغطرسة الشيطانية التي بداخل الرجال عديمي الذمة والاحساس والاخلاق والايمان".
ومن جانبها قالت سيدة في السادسة والعشرين من العمر بان زوجها يعذبها بحرقها ويتلذذ بهذا الفعل الذي طال جميع انحاء جسدها ولم تسلم حتى الاماكن الحساسة، وكثيرا ما هددها بانه سيؤذي بناتها اذا ما تكلمت لاحد عن ما يفعله بها وتقول: "ولا اخفي عليكم بان اخته وامه يعلمان بأفعاله وقد استشارتا اهل الاختصاص الذين قالوا لهما بانه مصاب "بالسادية" ولا اعرف ماذا افعل معه وقد طلبت الطلاق منه مرارا وكل مرة يصل الامر الى حد تنفيذه يتعهد بانه لن يؤذيني وما هي الا ايام ويعاود الكرة من جديد وقصتنا باتت معروفة ومنذ اكثر من ثلاثة اشهر وانا في بيت اهلي انتظر الطلاق وفي المقابل تؤكد ثناء محمد أن الرجل أيضا له عيوب ومميزات، وطالما أن مميزاته تتغلب على عيوبه فيجب على المرأة أن تتجنبه حين يغضب، فقد يصدر عنه أى تصرف أو كلمة تسيء إليها مؤكدة أن المرأة لها القدرة على الصبر أكثر من الرجل ومن ثم فإنها ستنسى الإساءة منه طالما كانت تحبه وتوصى بمعاتبة الرجل على تصرفه، بعد أن يهدأ، وتوضح له خطأه.
وترى إحسان محمد انه فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة قد ينفجر الزوج فى زوجته إذا شعر أنها لا تشاركه همومه أو أنها عبء ثقيل عليه، لذلك على الزوجة أن تضع ذلك فى اعتبارها وأن تتحمل زوجها فى لحظة غضبه.
أما أسماء محمود فتقول لقد عانيت كثيراً من زوجي، فقد كان يقوم بإهانتى ويضربنى ويسبنى بأبشع الألفاظ وكان يعامل أسرتى معاملة جافة وقاسية، وبالرغم من هذا تحملته حتى لا أهدم بيتى وأشرد أطفالي. ومع تكرار إهانتى فكرت فى رفع قضية خلع ولكنى فوجئت به فجأة يغير سلوكه ولا أعرف كيف حدث هذا! إذ بدأ يعتذر لى عن كل ما صدر منه فى حقي، فى هذه اللحظة شعرت بالسعادة والفرح وزاد حبى له، وأحسست أننى أعيش شهر عسل جديد وحمدت الله أننى تحملته وأننى لم أتسرع فى طلب الطلاق وكما حافظت على زوجى وأطفالى حافظ هو أيضا عليهم".
فريق اخر يرىان الرجل في كثير من الاوقات يكون مظلوما في المشاكل الدائرة في المنزل خاصة اذا ما علمنا ان الكثير من النساء يتعمدن استفزاز الزوج وكسر اوامره وتحديه من منطلق ان المراة حرة وباستطاعتها عمل كل شيئ دون مراعاة لقيم زوجها ومعتقداته وموروثاته
ويرى هؤلاء بان الرجل مظلوم عند بعض النساء المتسلطات صاحبات النفوذ سواء المال او الجاه او المنصب الرفيع الذي يعطيهن صلاحيات اخرى لا يستطيع الرجل ان ينطق امامهن بشيء وان نطق او اعترض فان جزاءه معروف وفي العادة يكون الضرب والعض والحبس والسخرية امام اهله وعياله ومجتمعه.
يقول احد المقيمين عن اسباب فشله في تجربته الزوجية ان زوجته كانت تهينه وتستخدم معه الالفاظ النابية بل انها كانت تعيره بشكله وتقول له ان المغني الفلاني اجمل منك كما تخرج من بيته بدون اذنه مؤكدا ان كل محاولاته باءت بالفشل فكما يقول بعض الاوقات حينما كانت زوجته تصعد الامور معه يضطر الى تاديبها بيده ثم را ى ان الانفصال هو الحل
يقول صالح إبراهيم الزوج بريء من هذا الاتهام، فالمرأة المستفزة هى السبب فى غضب الرجل لأنها تكون السبب فى فقد أعصابه وانهياره وهى التى تدفعه إلى الاعتداء عليها بل وإهانتها. فهى تختلق الشجار مع الرجل بأية وسيلة، ولا تهدأ إلا بعد أن ينتهى الشجار بالاعتداء عليها لافتا الى أن شكّ الزوجة فى زوجها قد يكون أحد الأسباب القوية فى تعنيف الرجل زوجته.
أما ضاحى إمام فيقول "أصبحت عادة أن أتلقى الشكاوى من الجيران بسبب مشاجرات زوجتى المستمرة معهم وإذا لم تتشاجر معهم أجدها تقص ما حدث بينها وبين رفيقات عملها، حيث قامت مشاجرة بينهن وأحيل الموضوع إلى الشؤون القانونية وهو ما يستوجب تدخلى لحمايتها، فهل يتطلب الأمر منى أن أتشاجر أنا الآخر مع الجيران أو مع رفيقات العمل؟" ويضيف انه عندما لا تجد زوجته فائدة منه أو رداً يرضيها، تبدأ فى الشجار معه وقد يجره الأمر إلى الاندفاع والاعتداء عليها".
ويقول عبدالكريم القحطاني ان بعض الزوجات يستغلن قضية المؤخر المكتوب على الزوج في عقد الزواج ويستخدمنه سيفا مصلتا على رقبة الزوج ومن هنا تبرز مشكلة رفض اوامر الزوج وعدم الاحترام والمبالغة في الطلبات اضف الى ذلك تهديها باخذ الاولاد والزامه بالنفقة عليهم فمن الظالم ومن المظلوم كما ندد القحطاني بسلبية بعض الوالدين تجاه بناتهم حيث يلاحظ انعدام الدور التربوي والعدالة في حل المشاكل العالقة بين الزوجة وزوجها مما يوسع الهوة بين الطرفين كما ان البنت تستقوي وتكون اكثر جرأة على زوجها واضاف كما ان التدخل السافر للام في حياة ابنتها يهدم عش الزوجية وناشد هؤلاء الامهات بان يتقين الله تعالى في هذه القضيةونفى رجل في السادسة والاربعين من عمره ان يكون هناك عنفا ضد المرأة مصرا على ان العنف الذي تمارسه المرأة ضد الرجل لا يعلم به الا الله والمظلومون من جورها وبطشها الذي لا يقتصر على عنف واحد فقط بل هو متنوع فيه الجسدي والنفسي والاخلاقي الذي يشل لسان الرجل عن قول ما يسمع او يعيشه في حياته.
يقول: لا غرابة فانا اب لثلاثة اولا د وبنت متزوجة وحالي منذ السنة الاولى لزواجي والى الان لم يتغير، بل عاما بعد عام يصبح اسوأ لضعفي ورضوخي امام هذه الزوجة المتسلطة التي كرمتني في البداية بنسبها ومالها وجمالها حتى سخرتني عبدا لها لا اقوى على فعل اي شيء امامها وكنت على أمل أن كل يوم بان غدا سيكون الافضل الا انه لا امل في ذلك".
ويواصل: "اتعرض الى عنف جسدي فهي لا تترد في ضربي حتى في بعض الاحيان امام اولادي وتهينني في اوقات كثيرة مما يسبب لي حالة نفسية سيئة جدا جعلتني الازم البيت لساعات طويلة ولا اختلط بالناس ولا يوجد لي اصدقاء لانها ترفض ذلك.
من يقول بان العنف ضد المرأة موجود لابد وان يعرف بان عنف المرأة ضد الرجل اكثر واكبر وابلغ اثرا لان الرجل الضعيف لا يقوى على فضح امره لاحد لان ذلك ينقص من رجولته وقوة شخصيته التي هي دائما اساس كل بيت، ومن ينادي بالمساواة فليعرف بان المرأة قد اخذت دور الرجل في كل شيء وتفوقت عليه واصبحت هي الناهي والآمر في البيت والعمل والطريق حتى التحكم في قوة شخصية الرجل والذي يعتبر هو السبب الرئيسي الاول في تحطمه والان لا ينفع الندم وقال شاب متزوج من 7 اعاوام ان احدا لا يصدق بوجود عنف ضد الازواج وان الموجود هو ما يطلقه الاعلام وما تصوره الافلام بان المرأة دائما مظلومة وانها الكائن الضعيف الذي لا يقوى على شيء متناسين بان هذه المرأة ذات المكر الكبير تملك عدة اسلحة تستخدمها وقت ما تشاء وتطيح بأقوى الرجال وتأسرهم دون ان يملكوا اي شيء للتحرر من عبوديتها التي لا ترحم فيها.
ويقول: "اقول هذا الكلام من واقع اعيشه ولا بد ان يأتي اليوم الذي سأكون فيه رجلا قولا وفعلا واتحرر من زمام الغطرسة النسوية التي تتستر تحت عدة عناوين لا يعرف خباياها الا من يكوى بنارها الحارقة التي تحول حياة الرجل الباحث عن السعادة والاستقرار الى جحيم مقرف يتمنى ان يهرب منه في اسرع وقت ممكن.
راي الطب النفسي
ترى ما الذي يقوله الاخصائيون حيال مشكلة استخدام العنف بين الزوجين وما هي الحلول ؟
يقول الدكتور محسن العرقان "أستاذ الطب النفسي" "يجب على الزوجة أن تبحث عن الأسباب التى جعلت زوجها غاضبا، فقد تكون هناك عوامل عارضة كمشاكل من العمل أو ضائقة مادية، أو مشاكل أخرى لتخفف عنه وطأتها، أما اذا كانت سمة الغضب وإثارة المشاكل صفة أساسية فى شخصيته فمن هنا يجب أن يتم العلاج"
ويضيف ان الرجل الذى يتطاول على زوجته إنسان شرير بطبعه لأن من طبيعة الحياة أن تظهر مشاكل أو سوء تفاهم بين أفراد الأسرة فبدلا من أن يحل هذه المشاكل بالتفاهم والحوار والرأى والرأى الآخر، يستعين بالعنف لفرض سيطرته على الطرف الآخر، ظنا منه أن هذا الطرف هو الطرف الضعيف كما علمته الثقافة والبيئة التى تربى فيها.
ويشرح ان ظاهرة العنف السائد فى بعض الفئات والبيئات والثقافات المختلفة، التى تبدل لغة الحوار بلغة العنف، تبدأ من السب والقذف وتنتهى بالضرب بل قد تنتهى بإحداث عاهة مستديمة.
ومثل هذه الفئات لا تعترف بوجود الآخر ومن هنا يأتى العنف لفرض الرأي. ويشير العرقان إلى وجود بعض السيدات يقبلن مبدأ الضرب ويعتبرن أن هذا النموذج "نموذج الرجل القوي" الذى يستطيع أن يسيطر على بيته وأولاده، ولكن هناك البعض الآخر من السيدات لا يقبلن هذا بل قد يصبن بالاكتئاب والعزلة والوحدة وقد يؤدى ذلك إلى حدوث شرخ فى العلاقة الزوجية بينها وبين زوجها، مؤكدا أن من ينشأ على العنف يصبح لديه هو اللغة السائدة فى تعامله مع الآخرين، ولا يتدخل التعليم ولا الفئة الاجتماعية ولا المنصب فى ذلك لأنه اعتاد من خلال بيئته وثقافته وتنشئته على أن العنف هو لغة التفاهم والحوار.