الاحياء يزاحمون الاموات في الفلبين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كارين ليما مانيلا:في احياء مانيلا المكتظة بالسكان يضطر الاحياء لمزاحمة الاموات في السكنى. ولحسن حظ فيرجينيا برناردينو ومئات اخرين من سكان الاحياء الفقيرة ممن انتقلوا للعيش في أكبر مدافن الفلبين فان الاموات لا يبالون.
وتقول برناردينو "لم نر اي اشباح حتى الان. اعتقد ان ذلك يحدث في الافلام فقط وكما يقول المثل ينبغي ان نخشى الاحياء وليس الاموات."
وبعد ان طردوا من قطعة أرض مملوكة للدولة بجوار المقابر لافساح الطريق لبناء مدافن جديدة حولت برناردينو وزوجها مقبرة حماتها لمنزل لابنيها وزوجتيهما واطفالهما.
وظروف المعيشة صعبة ولا تتوافر للسكان الا الحاجات الاساسية لكن البعض استطاع توفير بعض وسائل الراحة. وتتدلى الملابس من حبال معلقة بين اكواخ مؤقتة وتعمل اجهزة التلفزيون في عدد قليل من المنازل يسرق الكهرباء من خطوط الكهرباء القريبة.
ويزيد تعداد سكان الفلبين ومعظمهم من الكاثوليك عن 86 مليون نسمة وتسجل واحدا من أعلى معدلات النمو في اسيا عند 2.36 في المئة اي يولد نحو 5400 طفل كل يوم.
وادى البحث المستمر عن فرص عمل وما يصاحبه من هجرة للمدن الى تفاقم مشاكل الفقر والصحة والتفكك الحضري.
وتثير زيارة مقابر شمال مانيلا تساؤلات جادة بشأن ما تفاخر به الحكومة عن اقتصاد جاهز لتحقيق انطلاقة.
ويسعى سكان المقابر لكسب قوتهم من طلاء وتنظيف شواهد القبور والمدافن فيما وجد اخرون مثل زوج برناردينو وابناها عملا مؤقتا خارجها.
ويجري اطفال حفاة تغطي القاذورات وجوههم واجسامهم النحيلة وسط المقابر.
وقال د. ادواردو سيرانو رئيس قسم الامراض الوقائية "يدركون بالفعل انه لا ينبغي لهم الاقامة في المقابر."
واضاف "انه امر خطير صحيا. المشكلة انه يطلب منهم مغادرة المكان ولكنهم يعودون مرة اخرى."
ويتوقع ان تتفاقم مشكلة نقص المساكن مع استمرار نمو تعداد السكان ويتوقع ان يصل الى 142 مليون بحلول عام 2040.
ويرتبط معدل المواليد المرتفع بنفوذ الكنيسة الكاثوليكية التي ترفض استخدام وسائل منع الحمل مثل اقراص منع الحمل والعوازل الطبية.
وتعتمد الرئيسة جلوريا ماكاباجال ارويو التي نجت في العام الماضي من محاولة لعزلها في البرلمان ومحاولة اغتيال مزعومة في فبراير شباط على مساندة الكنيسة ولا تبدي أي نية للتحول عن تركيزها على وسائل تنظيم الاسرة الطبيعية بدلا من اساليب اصطناعية.
وعند الاحتفال بعيد جميع القديسين في الاول من نوفمبر تشرين الثاني وعيد الموتي في الثاني من نفس الشهر تدب الحياة في المقابر حين يأتي اناس لزيارة من فقدوا من الاحباء.
واصبحت العطلة مناسبة للم شمل الاسر وتتحول المقابر لحدائق للتنزه على مدار اليومين.
لكن هذه المناسبة قد تسبب مشاكل لبرناردينو وجيرانها اذ قال ريتشارد نافارا احد المشرفين على المقابر انه سيطلب من السكان مغادرة المكان لافساح مكان لجموع الزائرين.
وشيدت مقابر شمال مانيلا في عام 1904 ويرقد فيها عدد من الشخصيات الفلبينية الشهيرة من رؤساء واعضاء في مجلس الشيوخ الى ممثلين مشهورين.
ومثلما احاطت بهم الاضواء في حياتهم تحيط بمقابرهم مظاهر الثراء والبذخ في تناقض صارخ مع حياة الفقراء الذين يلجأون الى المقابر.
رويترز