فلسطينيون يحتجون عبر ايلاف على الحكومة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سمية درويش من غزة: تواجه المسيرة التعليمية في الأراضي الفلسطينية بشكل عام وفي الضفة الغربية على وجه الخصوص كارثة حقيقة، عقب دخول إضراب المعلمين شهره الثالث دون تسجيل أي نجاح للحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس على صعيد إقناع المدرسين بالعودة لطلابهم وإنهاء إضرابهم الذي بدأت أثاره السلبية تجتاح الساحة من فوضى تعليمية قد تهدد المستقبل الفلسطيني.
وقال اللحام الذي يرأس تحرير معا الفلسطينية، حول الإضراب التعليمي المتواصل " واضح تماما أن أحزابنا وتنظيماتنا الفلسطينية ليست مثل الأحزاب الأوروبية، فهي تملك قلبا قويا".
وقد شرع المعلمون بمدارس الضفة الغربية مع مطلع شهر أيلول "سبتمبر" الماضي، بالإضراب المفتوح عن العمل للضغط على حكومة حماس، تحمل مسؤولياتها وصرف رواتب الموظفين الذين أنهكهم الجوع والفقر. وقال اللحام في مقال نشره، لو اضرب كل الشعب عن الطعام حتى الموت لما أبدى أي تنظيم فلسطيني استعداده لتغيير حرف من برنامجه السياسي او الإيديولوجي فهم ثابتون كالصخر، وأضاف " والله لو أضرب المعلمون جميعا طوال العمر لما استدعى ذلك أن يغير أي فصيل فلسطيني رأيه، بل ان هذا سيزيده عندا وغلواء".
الخاسر الأول والأخير
ويضرب الغرب حصارا ماليا مشددا على حكومة حماس التي وصلت لدفة الحكم مع نهاية آذار "مارس" الماضي، اثر فوزها الساحق بالانتخابات التشريعية في كانون ثاني "يناير" الماضي، وذلك لرفضها الاعتراف بالدولة اليهودية ونبذ الكفاح المسلح، بحسب شروط اللجنة الرباعية.
واستطرد اللحام قائلا، الإضرار السياسية لا نريد أن نتحدث عنها، ولا نريد أن نقول بان الاتحادات النقابية التي تتحمل مسؤولية خمول وترهل عمره 40 عاما ستتحمل أيضا مسؤولية ثلم سلاح الإضراب مستقبلا بسبب المبالغة في استخدامه، ويجوز القول أيضا بحسب اللحام،" إذا كان الإضراب سياسيا فيا ويلنا نحن الشعب، لان أبناءنا سقطوا والحكومة لم تسقط بعد".
جيل محروم
من جهته قال سرحان دويكات عضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح شمال الضفة الغربية، نحن الآن أمام جيل محروم من الدراسة، لذا يتوجب على المسؤولين إيجاد حل جذري لهذا الموضوع قبل أن يفقد الطلبة عاما دراسيا كاملا.
وكانت اللجنة المطلبيه الموحدة "الأمانة العامة"، واتحاد المعلمين في بالضفة الغربية، قد أكدت أن الإضراب سيستمر حتى تحقيق مطالب المعلمين العادلة، مشيرة إلى أنها ما زالت تطالب الرئاسة والحكومة بأن تكون على قدر المسؤولية لإنقاذ العام الدراسي من الضياع.
وفي المقابل تعرب حركة فتح، عن أسفها وحزنها لغياب أية إجراءات ملموسة وجادة من قبل الحكومة لحل أزمة تعطيل العام الدراسي وغياب الالتزامات الجادة والقاطعة، التي يطالب بها الموظفون والمدرسون للعودة إلى مزاولة أعمالهم.
وأكد سمير نايفة ناطق باسم حركة فتح، أن الطلبة ليسوا وحدهم الذين سيسقطون في المدارس، بل الحكومة هي الأخرى تعلن مع استمرار الإضراب سقوطها في تجربة الحكم، كذلك الأمر يسري على كافة القوى والفصائل الفلسطينية التي ما زالت تكتفي بموقف المتفرج حيال ما يجري، مشددا على أنه في نهاية المطاف فإن الخاسر الوحيد مما يجري على صعيد انهيار التعليم في فلسطين هو المجتمع الفلسطيني.
مقترح
وبحسب النائب بسام الصالحي "اليسار الفلسطيني"، فان هناك جهودا حثيثة لإنقاذ العام الدراسي من الضياع، وأنه تمت بلورة مقترح محدد حول ذلك بمشاركة تربويين وأكاديميين ورجال أعمال ونواب في المجلس التشريعي وشخصيات وطنية ونقابية مختلفة.
وأوضح الصالحي في بيان صحافي، أنه من بين بنود هذا المقترح إنشاء صندوق وطني مستقل لدعم المعلم والمعلمين في جهاز التعليم الفلسطيني، تجري تغذيته فورا من القطاع الخاص والمجتمع المحلي، ومن جزء من العائدات الضريبية للحكومة ومن الرئاسة ومن أية مساهمات أخرى غير مشروطة، وذلك كي يشكل رافدا داعما للمعلم الفلسطيني إلى حين ضمان حصوله على كامل راتبه الشهري الذي افتقده خلال الأشهر الماضية، والذي تبقى المسؤولية عن توفيره التزاما على الحكومة الفلسطينية.
وبين مطالب المعلمين العادلة وعدم قدرة حكومة حماس على الإيفاء بالالتزامات والاستحقاقات بسبب الحصار المشدد عليها، يبقى الطالب الفلسطيني ضحية جديدة لمعادلة الصراع على السلطة.