إيلاف+

نساء معتقلي السلفية الجهادية بالمغرب يواجهن المجتمع

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أحمد نجيم من الدار البيضاء: خلف اعتقال ما يفوق أربعمائة شخص ينتمي إلى السلفية الجهادية وتنظيم القاعدة الإرهابي بالمغرب، تفككا كبيرا في أسر عائلات المعتقلين. من ضحايا هذا التفكك نساؤهن.
أولى ضحايا تلك الاعتقالات من النساء كانت نعيمة، زوجة محمد العماري، الانتحاري الوحيد الذي لم يفجر نفسه في أحداث 16 مايو الإرهابية في العام 2003، إذ أقدمت على فعل ما عجز عنه زوجها المحكوم عليه بالإعدام في سجن القنيطرة بالرباط، وأنهت حياتها بانتحارها شهر مارس المنصرم.
حاولت زوجة العماري الراحلة قبل ذلك في الانتحار، غير أن محاولتها باءت بالفشل.
اختلفت مبررات إقدامها على الانتحار "عاشت نعيمة التي كانت تتمتع بجمال فتان، معاناة نفسية كبيرة، حوصرت من قبل أبناء حيها دوار السكويلة، حي صفيحي في الدار البيضاء" يقول أحد المطلعين على ملفها. كانت زوجة العماري متهمة، من خلال زوجها، بالتسبب فيما عرفه الحي الصفيحي بمدينة الدار البيضاء من اعتقالات ومحاكمات. "قهروها وضغطوا عليها كثيرا ودفعوها إلى الانتحار، تاركة ابنا يتميا يدعى الزبير. لقد لاحقها المجتمع والأسرة ثم الأمن الذي كان يتبع خطواتها بشكل دائم" تحكي صديقتها، ثم تضيف "بانتحارها أراحت نفسها وأراحت الآخرين".


معاناة نعيمة زوجة العماري صورة مصغرة لما تعانيه نساء معتقلي السلفية الجهادية بالمغرب. كثير منهن رفضهن المجتمع والأسرة. بديعة بد، زوجة المعتقل محمد بجاوي المحكوم عليه بخمس سنوات، طردت من قبل العائلة وانتقلت إلى مدينة طنجة في الشمال المغربي، تكتري غرفة واحدة بحوالي 60 دولارا للشهر الواحد، وزوجات أخريات طردن من بيت العائلة وأضحين مستقلات في غرف مع الجيران مكلفات بأبنائهن.
معاناة زوجات المعتقلين النفسية متنوعة، تبدأ من البيت، إذ تنشب صراعات كثيرة عن تربية الأبناء. عائلاتهن تطالبتهنه بتطليق الزوج "للبحث عن مصير آخر لحياتهن" كما يقول مصدر مقرب منهن، ويضيف "لكنهن متشبثات بأزواجهن وبحياتهن".


الضغط النفسي الكبير على زيجات معتقلي السلفية الجهادية كان وراء إقدام أزواجهم على إضراب مايو الأخير "كانت نصيحة الزوجات لأزواجهم بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، طلبن من الأزواج الموت على الاستمرار في السكوت، فلبى الأزواج الطلب تحت الضغط" يؤكد مصدر مقرب من الملف.
تتحول أيام زيارة الزوجات إلى أزواجهم المعتقلين بالقنيطرة، ثم "الخلوة الشرعية" إلى عذاب نفسي من نوع آخر "نسمع كلام ساقط من قبل الحراس ونتألم كثيرا لتلك التصرفات" تحكي زوجة أحد المعتقلين.


أرملة عبد الكريم المجاطي "أم آدم" تحكي عن مآسي أخرى تعرضت لها في السجن رفقة ابنها الصغير إلياس 14 سنة، بالسعودية والمغرب. وتقول أن المحققين كانوا يعلمون أنها خضعت لعملية جراحية بعد إصابتها بالسرطان، وأنها تعاني هشاشة العظام، لذا حاولوا استغلال هذا المرض. كما تحدثت عن اقتحام خصوصيتها الحميمية من خلال كاميرات كانت في البيت الذي وضعت فيه لأشهر "علمت في الأخير أن البيت كان مجهزا بكاميرا، لا يمكن أن تتصور ما شعرت به، لقد شاهدوني وأنا أغير ملابسي" تتحدث بحرقة وألم كبيرين.
في علاقة بالمرض، غيب الموت قبل عيد الفطر الأخير زوجة عبد الكريم الكومرة الأولى، وذلك بعد فشل عملية جراحية على القلب "تضاعف مرضها بعد اعتقال زوجها، وفارقت الحياة بعد فشل العملية الجراحية" تحكي صديقة لها.


najim@elaph.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف