إيلاف+

التسامح الديني ينعش الاسلام في القارة البيضاء

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

التسامح الديني ينعش الاسلام في القارة البيضاء
المساجد في عواصم اوروبا : مدن أمتلات بها واخرى
خلت منها

أعداد عدنان أبو زيد: هل تصبح اوروبا أقليما من أقاليم الاسلام كما يقول دانيال بايبس، او ربما مستعمرة اسلامية ذلك ان الاسلام اخذ يغزو معقل المسيحية القديم أوروبا كما يقول. والسبب في ذلك يعود الى عاملين : فعدد المسيحيين الملتزمين يتناقص في الجيلين الماضيين لدرجة انه بدأ يطلق عليها اسم "القارة المظلمة". ويقول المحللون ان مساجد بريطانيا يعمرها عدد من المسلمين هو اكبر من عدد الذين يذهبون الى الكنيسة الانكليكانية.
والسبب الاخر يكمن في تدني نسبة الولادات في اوروبا (من قبل اهل البلاد الاصليين). اذ ان سكان اوروبا الاصليين يتضاءل عددهم يوماً بعد يوم. فسكان اوروبا سيتدنى عددهم من 375 مليون نسمة الى 275 في عام 2075 ان لم تستمر الهجرة الى البلدان الاوروبية. ويحتاج الاتحاد الاوروبي الى 1.6 مليون مهاجر سنوياً ليحافظ على التوازن بين المواطنين العاملين والمتقاعدين. اما الآن فانه يحتاج الى 13.5 مليون مهاجر لتسوية النقص الحاصل من قبل.

300 مسجد في هولندا

وعلى سبيل المثال فقد وصل عدد المساجد والمصليات في هولندا على سبيل المثال إلى ما يزيد عن الثلاثمائة lسجد، لأقلية مسلمة بلغت هذا العام في تعدادها مليون نسمة، أي بمعدل مسجد لكل ثلاثة آلاف وخمسمائة شخص تقريبا. وقد تأسست المساجد في هولندا بفضل تبرعات المحسنين من أبناء الأقليات المسلمة، أو مساعدات حكومية وغير حكومية قدمت من بعض الدول الإسلامية، على نحو جعل جوامع المسلمين مؤسسات استهلاكية، تعيش بالدرجة الأولى على صدقات ومنح المصلين، في الإنفاق على أنشطتها وتوفير رواتب العاملين بها، ومن ضمنهم الأئمة والخطباء والمدرسون في المدارس الملحقة بها.

وفي عام 2006 بوشر ببناء أجمل مسجد بهولندا على حد تعبير وزير العدل السابق، بيت هاين دونر عند وضعه لحجر الأساس له في أمستردام. ولكن الاتحاد التركي للمساجد "ميللي غوروس" الذي يساهم في تمويل هذا الصرح، فجّر خلافا مذهبيا، وضع مستقبل خطة بناء المسجد في مهب الريح.

فرنسا : 1554 مسجدا لستة ملايين مسلم

و في فرنسا تم انشاء مؤسسة مستقلة تتولى تمويل بناء المساجد في المدن الفرنسية المختلفة، بالرغم من القانون الذي يمنع الدولة الفرنسية من تمويل المؤسسات الدينية والكنائس، تنفيذا لمبدأ فصل الدين عن الدولة.ويبلغ عدد المساجد في بلاد الافرنج 1554 مسجدا.ويعتبر مسجد باريس من أقدم المؤسسات الإسلامية الممثلة للمسلمين في فرنسا و تأسس عام 1926، وارتبط منذ بدايته بالجالية الجزائرية بفرنسا؛ حيث يأتي تمويله من الجزائر، ويقدم مسجد باريس أيديولوجيا على أنه ممثل للإسلام العصري المندمج مع الحداثة.

ويبلغ عدد المسلمين في فرنسا نحو ستة ملايين نسمة، يشكلون 10% من السكان، ينحدرون من (53) دولة، ويتحدثون (21) لغة مختلفة إلى جانب الفرنسية، ويحتل الجزائريون أغلبية كبيرة من مسلمي فرنسا، و على الرغم من أن المسلمين يحتلون الموقع الثاني في فرنسا، وتعود بدايات التواجد العربي - الإسلامي في الأراضي الفرنسية إلى عام 716م، عندما اجتازت أول مجموعة من الجنود المسلمين جبال البرينيه مخترقة الحدود الفرنسية الأسبانية وفتحت مدينة ناربون، التي تم تحويل كاتدرائيتها إلى مسجد (هُدّم فيما بعد)، وفي عام 721م، توغلت القوات الإسلامية بقيادة السمح بن مالك إلى مشارف مدينة تولوز الفرنسية، وهزمت القوات الفرنسية المدافعة عنها بقيادة الكونت أود الفرنسي.
يقول ترنيزيان: إسلام فرنسا خرج من الأقبية (في إشارة إلى المساجد التي كانت تقام في أقبية المباني) لتصبح المساجد تحتل الأماكن العامة".

أول مسجد بالمانيا في عام 1915

اما في المانيا فقد بلغ عدد المساجد حوالي 2400 مسجد تنتشر في أرجاء ألمانيا، حيث يعيش أكثر من أربعة ملايين مسلم في هذا البلد الأوروبي المسيحي، وأصبح صوت الأذان يعلو فوق صوت الكنائس مرددا (الله أكبر، الله أكبر)، وأصبح الحلم حقيقة عند العديد من المسلمين في ألمانيا بأن تكون لهم دور عبادة تشبه في عمرانها تلك التي ألفوها في بلادهم بحيث تزود المساجد بقبب ومآذن، وأن يرتفع صوت المسلم بالأذان عبر سماعات تقوية الصوت. ونتيجة لهذا كان من بين المساجد المنتشرة في المدن الألمانية حوالي 147 مسجد بمآذن وقباب شاهقة أغلبها تم تصميمه على الطراز التركي.


ويعود تاريخ بناء أول مسجد في ألمانيا إلى 13 يوليو 1915 وتحديدا أثناء الحرب العالمية الأولى، إذ تم إنشاء مسجد خاص للمسلمين المعتقلين أثناء الحرب العالمية الأولى، الذين كانوا يعملون في جيش دول المحور، حيث اعتقلت القوات الألمانية، من ضمن ما اعتقلت، جنودا مسلمين من أصول مغربية، جزائرية، هندية، سيبيرية، سنجالية وتاتارية، وقرابة 15.000 من هؤلاء الأسرى تم وضعهم في معسكر أطلق علية (معسكر الهلال) في منطقة (فونسدورف) في برلين الذي خصص للأسرى العرب والأفارقة الذين كانوا يعملون مع الجيش البريطاني، بينما وضع الأسرى المسلمون العاملون مع الجيش الروسي في معسكر آخر مجاور، وأثناء فترة الاعتقال في المعسكر بدأ الأسرى بتنظيم حياتهم وممارسة شعائرهم الدينية، فكان من بينهم من يؤمهم في الصلاة ويلقي عليهم الدروس الدينية، ولقد روعيت الاحتياجات الدينية للأسرى المسلمين من قبل إدارة المعتقل، حيث كان لديهم الإمكانية لاختيار الأكل المناسب لهم دينيا والقيام بواجباتهم الدينية كالصلاة والصيام، وهكذا سمحت إدارة المعتقل في صيف 1915 بتخصيص مكان للصلاة في (معسكر الهلال) الذي يعتبر أول مسجد في تاريخ ألمانيا.


ومع وصول النازيين بقيادة أدولف هتلر إلى السلطة في عام 1933 وسيادة أجواء سياسية أخرى في الرايخ الألماني، فقد انعكس ذلك أيضاً على طبيعة حياة ووجود المسلمين في ألمانيا حيث تعرضوا للملاحقات وحملات التنكيل؛ ما دفع بالكثير منهم إلى مغادرة برلين، وبالتالي أدى ذلك أيضا إلى ضعف الوجود الإسلامي في المدينة بفقدان المنظمات والاتحادات الإسلامية أعضاءها شيئا فشيئا حتى صار النشاط الإسلامي في المدينة قليلا جداً.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حاول المسلمون في برلين إعادة تشكيل أنفسهم مرة أخرى وبدأت، بعيدا عن أنظار الرأي العام، تتبلور ملامح حياة إسلامية في المدينة التي كانت آنذاك مجزأة إلى شطرين، ومع وصول أول موجة من العمالة التركية المهاجرة إلى برلين في بداية ستينات القرن الماضي بدأ الوجود الإسلامي في الظهور واكتساب أشكال القبول العام والاعتراف، وقد زاد حجم الجالية الإسلامية في ألمانيا وبالتالي عدد المساجد في هذا البلد المسيحي حتى وصل في برلين وحدها إلى ما يزيد على 70 مسجد.


الاسلام يصبح دينا رسميا بالنمسا

وفي النمسا فيزيد عدد المساجد عن 200 مسجد، منها 53 مسجدًا ومصلى في العاصمة النمساوية وحدها. ويُعَدّ مسجد الشورى أحد المساجد في العاصمة النمساوية فيينا التي تشهد إقبالاً من المسلمين واصبح الاسلام دينا رسميا في هذه البلاد عام 1912 في عهد القيصر "فرانس يوسف"، بعد انضمام إقليم البوسنة والهرسك للإمبراطورية النمساوية المجرية، وهو الأمر الذي أدى إلى تضاعف أعداد المسلمين بالإمبراطورية. وقد منح هذا الاعتراف المسلمين ميزات كبيرة مستمرة حتى الآن استنادًا إلى نصوص الدستور الذي يسوِّي بين الجالية المسلمة وغيرها من معتنقي الديانات الأخرى


بريطانيا : 1500 مسجد و 3 مليون مسلم

أما في بريطانيا فبلغ عدد المساجد فيها 1500 مسجد ومركز إسلامي ومن أهمها مركز ماي فير الإسلامي في العاصمة البريطانية لندن و يتراوح عدد المسلمين في بريطانيا بين مليون والنصف المليون حسب بعض التقديرات إلى ثلاثة ملايين حسب تقديرات أخرى، وينحدر أغلبية هؤلاء من أصول آسيوية- لا سيما الهند وباكستان- وعربية- لا سيما من مصر ولبنان. وفي العام 2005 تمَّ إقامة أول خيمة رمضانية في المجتمع البريطاني وامتدت طوال الشهر في منطقة "ماربل أرتش" في وسط العاصمة البريطانية لندن وكانت تتَّسِع لحوالي 380 شخص، وكان يتمُّ تقديم موائد الإفطار يوميًّا للصائمين من المسلمين، بمشاركة عدد كبير من غير المسلمين، بعد الحصول على موافقة بلدية ويست مينستر على إقامتها لمدة ثلاثة سنوات متتالية قابلة للتجديد.

الاسلام يتفوق على اليهودية rlm;والبروتستانتية في بلجيكا

وفي فنلندا بلغ عدد المسلمين حوالي 25 ألفاً، حيث تاسس في عام 1994 وقف مساجد فنلندا وهو مؤسسة إسلامية قامت بتأسيسها الرابطة الإسلامية في فنلندا.
و في بلجيكا تم بناء 290 مسجد ودار عبادة، بعد ان شهد منتصف القرن الماضي موجة هجرة جماعية من العمالة الرخيصة من دول البحر rlm;الأبيض المتوسط وذلك في أعقاب الحرب العالمية الثانية ويتمتع الجيل الرابع من أبناء المهاجرين المسلمين بالجنسية البلجيكية كما rlm;rlm;يتمتعون بكامل الحقوق التي يتمتع بها سكان بلجيكا الأصليين ويزيد عدد المسلمين في بلجيكا على 100 ألف شخص منذ بداية التسعينيات، ويشكل الإسلام ثاني أكبر ديانة في بلجيكا متفوقا بذلك على الديانة اليهودية rlm;والبروتستانتية ويتم تدريس مادة الإسلام في المدارس البلجيكية منذ العام 1975 أسوة rlm;بتدريس الديانات الأخرى كما يقوم حوالي 700 مدرس ومدرسة من المسلمين بالتعريف بتعاليم الإسلام في rlm;المدارس الابتدائية والثانوية.


مساجد النمسا

ويبلغ عدد بالنمسا 250 مسجدا، وارتفعت اعداد المسلمين في النمسا نحو 400 ألف مسلم؛ أي 4% من تعداد السكان الذي يبلغ 8 ملايين نسمة. وعدد المسلمين في فيينا يبلغ حوالي 121 ألفا و150؛ أي نسبة 7.8% من سكان العاصمة.

ويحظى مسلمو النمسا بوضع متميز نسبيا يندر أن يوجد مثله في الدول الأوربية الأخرى، ويرجع الفضل في ذلك إلى الاعتراف الرسمي من قبل الدولة بالدين الإسلامي منذ عام 1912 في عهد القيصر "فرانس يوسف" الذي أصدر ما عرف بـ"قانون الإسلام".

اسبانيا والمساجد

وتقدر أوساط رسمية عدد المساجد في أسبانيا بنحو 600 مسجد تتراوح بين مساجد كبيرة ومصليات صغيرة للغاية أسفل المنازل أو في مرائب السيارات أو أماكن العمل، وقد لا يتسع بعضها لأكثر من 10 مصلين.
ويقدر عدد المسلمين في أسبانيا، حسب إحصائيات رسمية، بحوالي نصف مليون، ويتجاوز العدد إلى الضعف بإضافة المهاجرين المسلمين الذين لا يتوفرون بعد على أوراق الإقامة القانونية.

الدانمارك خالية من المساجد

و من بين خمسة ملايين وربع المليون نسمة هم سكان الدانمارك يوجد نحو 160 ألف مسلم، مما يجعل نسبة المسلمين في هذه البلد تبلغ ثلاثة في المائة من السكان.. ورغم هذه النسبة المتواضعة إلا أن المسلمين هناك يعانون مشكلات كثيرة في تعاملهم مع المجتمع، وأبرزها الافتقار إلى تشريع قانوني يعترف بالدين الإسلامي

من اللافت للانتباه افتقار الدانمرك إلى المساجد، فلا يوجد فى الدنمارك سوى مسجد واحد بكوبنهاجن بني عام 1956،، أما بقية المساجد والمصليات فهي لا تعدو أن تكون مجرد مستودعات قديمة، وشقق سكنية وأقبية، يجري إعدادها للصلاة، ويرجع هذا إلى الموقف المتحفظ للسلطات الدانمركية إزاء السماح بإنشاء دور العبادة للمسلمين، فمعظم الأماكن المخصصة للصلاة مستأجرة وليست مملوكة للمسلمين، وغالباً ما يجري تسجيلها بوصفها مقارّ لجمعيات ثقافية إسلامية لا أكثر.


الاسلام غير معترف به في ايطاليا

لم يتواجد المسلمون في ايطاليا بالأعداد الكبيرة التي تشهدها اليوم، منذ أن فتح أسد بن الفرات جزيرة صقلية في عهد الاغالبة سنة827، قادماً من تونس. وبعد التوجه الي ايطاليا في عهد الفتوحات الاسلامية، يهاجر المسلمون اليها اليوم، طلباً للرزق حتى بلغ عددهم المليون نسمة، وتصل اعدادهم الى مليون ونصف المليون، اذا أضفنا المهاجرين غير الشرعيين.
ويبلغ عدد المسلمين في ايطاليا حوالي مليون نسمة غالبيتهم من المغرب العربي موزعين على المدن الايطالية، ويبلغ عدد المسلمين من الايطاليين وممن يحمل الجنسية الايطالية حوالي 80000.
ومع ان الدين الاسلامي غير معترف به رسميا لدى الحكومة الايطالية، الا انه يوجد في ايطاليا اكثر من 450 مسجدا ومصلى ومركزا اسلاميا.

أثينا... الوحيدة الخالية من المساجد

ففي شقة صغيرة باردة متداعية بوسط العاصمة اليونانية أثينا يزاحم عشرات من المسلمين بعضهم للعثور على مكان للصلاة بينما تتساقط قطرات المطر المتسرب من السقف فوق رؤوسهم. الظلام يملا بئر السلم المؤدي الى الشقة والقذارة تنتشر في كل مكان. غير أنه ما من خيار اخر امام هؤلاء المصلين لعدم وجود مسجد.

وهناك خطط طال انتظارها لبناء مسجد للمسلمين الذين يعيشون في أثينا ويقدر عددهم بنحو 150 ألفا غير أن البناء علق بسبب اعتراضات من الكنيسة الارثوذكسية ذات النفوذ ومن جانب المواطنين.

وهناك في المدينة قرابة 130 مكانا للصلاة بهذا الشكل لا توجد بها نوافذ أو هي عبارة عن طوابق سفلية بلا تهوية أو مجرد غرف في مخازن هي كل ما يتوفر لهؤلاء المسلمين وحتى بناء أول مسجد في العاصمة اليونانية.

المغترب والمسجد

وللمسجد في الغرب اهمية قصوى للمغترب على وجه الخصوص، ففي ّ الجانب الاجتماعي يتمثّل دور المسجد في التعارف والتزاور ما بين المصلّين وتفقّد الغائب منهم وإصلاح ذات بينهم. والمسجد كثيراً ما يلعب دوراً تكافليّاً عبر صناديق المساعدة الماليّة. كما يضيف بهجة الى حياة المغترب الرتيبة عير الشعور بالبهجة الاجتماعيّة في الأعياد والمناسبات الدينيّة كالمولد النبويّ.
وللمساجد دور تعليميّ وتثقيفيّ لاحتوائها على مكتبة تضمّ كتبا دينيّة، وحلقات وعظ وتحفيظ للقرآن.

adnanabuzeed@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف