الختان حائر بين الشيوخ والأطباء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قضية لم تحسم بعد
محمد الشرقاوي من القاهرة: نغلق الباب ام نجعله مفتوحا...... كانت هذه الجملة على السنة الشيوخ والفقهاء المشاركون في مؤتمر العلماء العالمي نحو حظر انتهاك جسد المرأة والذي عقد مؤخرا بالقاهرة تحت رعاية شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية ورغم تاكيد الجميع على تحريم هذه العادة التى اعتبرونها موروثا ثقافيا وعادات وتقاليد عفى عليها الزمن، مؤكدين ان الأمر أصبح الان في يد الاطباء نظرا للتأثير السلبي لعمليات ختان البنات عليهن وقت الزواج لسبب او لاخر الا انهم تركوا الباب مفتوحا ولم يتم غلقه نهائيا فرغم حسم هذه القضية منذ بضع سنوات بتجريم هذه العمليات، الا انهم أعادوا السنة اللهب إليه في وقت اشتعلت فيه الاقاويل الخاصة بالحجاب في مصر على لسان وزيرها المعني بالثقافة والمدعو فاروق حسني، الا ان شيخ الازهر الدكتور محمد
حيث تصل نسبة ختان الإناث في مصر 97% طبقا للمسح الديموغرافي والصحي الذي قامت به وزارة الصحة المصرية عام 1997، إلا أنه في السنوات القليلة الماضية انخفضت نسبة الختان إلى 57% طبقا للمسح الأخير، كما يتم ختان أكثر من 3 مليون فتاة سنويا.
" إيلاف " رصدت التوصيات التى نددت بالتأثير السلبي لهذه العمليات التى يتم بعضها في جنح الظلام في بعض قرى وريف مصر على أيدي الدايات او ما يسمى بحلاق الصحة، وقالت وزارة الصحة فى الورقة التى تقدمت بها للمؤتمر، أن الدراسات الحديثة أكدت أن 50% من تلميذات المدارس المصرية فى الفترة العمرية ما بين 10 سنوات الى 18 سنة تم ختانهم، وأن هذه النسبة موزعة بين الريف والحضر.
اللافت للنظر ان الدراما المصرية اعتبرت هذه الأمور ممنوع الاقتراب منها او المناقشة لأنها تسيء لسمعة مصر وأتضح ذلك في مشهد الختان في فيلم دنيا تم حذفه نهائيا.
وانتهى المؤتمر معتبرًا أن ممارسة الختان يعد أمرًا محرمًا يجب منعه، وهو ما قوبل باعتراض عدد من المشاركين الذين اعتبروا موقف المؤتمر "مؤامرة" غربية لتسهيل الفاحشة في المجتمعات الإسلامية.
واستنكر المشاركون هذه العادة مؤكدين أن ختان الإناث عادة قديمة ظهرت في بعض المجتمعات الإنسانية، ومارسها بعض المسلمين في عدة أقطار تقليدًا لهذه العادة دون استناد إلى نص قرآني أو حديث صحيح يحتج به، مشيريين ان الختان الذي يمارس الآن يلحق الضرر بالمرآة جسديًّا ونفسيًّا؛ ولذا يجب الامتناع عنه امتثالاً لقيمة عليا من قيم الإسلام وهي عدم إلحاق الضرر بالإنسان، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار"، بل يُعَدّ عدوانًا يوجب العقاب، وناشد المؤتمر المسلمين بأن يكفوا عن هذه العادة، تماشيًا مع تعاليم الإسلام التي تحرم إلحاق الأذى بالإنسان بكل صوره وألوانه.
وطالب المؤتمر من الهيئات التشريعية سن قانون يحرم ويجرم من يمارس عادة الختان الضارة فاعلاً كان أو متسببًا فيه.
الرأي والرأي الآخر
الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر قال، إنه لا يوجد مبرر ديني لختان الاناث، مشيرا الى إنه لم يرد ذكر له في القرآن أو السنة. الا انه اكد ان الختان في الاسلام للرجال فقط.
واضاف طنطاوي أن ختان الإناث عادة وليس عبادةrlm; ولا يوجد من القرآن أو السنة ما يفرض علي المسلمين ممارسة تلك العادةrlm;.
الا ان شيخ الازهر القى الكرة ثانية في ملعب الاطباء ليتحملوا ردود الافعال في هذا الشان و قال إن الكلمة النهائية يجب أن تكون للأطباء لتحديد ما إذا كان هناك من تحتاجه.
وأكد طنطاوي أن ختان الإناث عادة وليس عبادةrlm;،rlm; ولا يوجد من القرآن أو السنة ما يفرض علي المسلمين ممارسة تلك العادة
وعلى الجانب الاخر أكد مفتي مصر علي جمعه إن النبي محمد (ص) لم يختن بناته الأربع مشيرا الى ان رسالة المؤسسات الدينية ورجال الدين لابد وأن تكون واضحة وأن يصدروا حظرا على الختان، وأوضح أن تلك العادة ليست قضية دينية في أصلهاrlm;rlm; وإنما هي موروث عن العادات الفرعونيةrlm;rlm; التي انتشرت في حوض النيل قديماrlm; وانتقلت إلي بعض الدول العربيةrlm;،rlm; مشيرا إلي أن النبي صلي الله عليه وسلم لم يختن بناتهrlm;.
ومن ناحيته طالب وزير الأوقاف محمود حمدي زقزوق بعدم تحميل الإسلام مسؤولية عادة الختانrlm; مشددا على أنها تضر بالإناثrlm;rlm; ولا تحقق لهن أي فائدة وهو ما لا يحض عليه دينناrlm;.
تصريحات نارية
بينماrlm; قال الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن الختان أمر محظور شرعاrlm;rlm; وغير مأذون بفعله لما يترتب عليه من أذي للأنثى في بدنهاrlm;rlm; ونفسهاrlm;rlm; ويحرمها من حقها الفطري في المتعة الجنسية مع زوجهاrlm;، مشيرا الى إن الدين لم يفرض الختان وإن سمح به بعض المشايخ، مشيرا الى ان الأطباء انفسهم أصابونا بالارتباك حيث أن بعضهم معه والبعض ضده ولابد وأن تكون الكلمة الأخيرة لهم.
ومن جانبها قالت الأمين العام للمجلس المصري للأمومة والطفولة مشيرة خطاب أن الكثيرين في مصر يتبعون رجال الدين وليس الأطباء، ولذلك لأريد ترك الأمر للأطباء، وأبدت تقديرها لدور المؤسسة الدينيةrlm;، الداعم لمنع انتهاك جسد المرأةrlm;rlm; من خلال حظر ممارسة تلك العادةrlm; عن طريق المساعدة في توضيح الرأي الصحيح لديننا الحنيفrlm;.rlm;
وأوضحت ان مصر واحدة من 28 دولة حول العالم تمارس هذه العادة، وان اغلبها في وسط افريقيا، ولا تجمع هذه الدول ديانة واحدة، ولا تشترك في شيء سوي ممارسة ختان الاناث.
قالت سومية عبد الرحيم استاذة علم النفس باحدى المعاهد الثانوية المصرية إن قضية ختان البنات في المجتمعات العربية والشرقية تدور حول محوريين اساسيين أحدهما الجانب الديني والعلمي والذي حرم ومنع الختان في كل تشريعاته سواء في القران الكريم او السنة النبوية الشريفة او في الابحاث العلمية لما له من تأثير سلبي وإنعكاس نفسي علي حياة الفتيات وأرجعت ذلك الي الاعتقاد الراسخ في الاذهان الريفية ان هذه الجراحة سبب جوهري في الحد من ظاهرة تفشي الرذيلة في المجتمع وتضيف - أن الضرر النفسي الناتج عن هذه الجراحه لايظهر لدي الفتيات الا بعد زواجها ما يترتب عليه عدم الاستجابة الجنسية وتوتر واضطراب في العلاقة الزوجية ما يؤدي في بعض الاحيان الي انفصال الزوجين.
ورصدت ان نسبة 6 من كل 10 بنات أجرت لهم جراحة الختان مصابات بالبرود الجنسي
أما المحور الاخر فهو مايطلق عليه عمليات التجميل والذي تلجأ اليه الفتيات في حالة عدم موأمة الشكل العام لطبيعة الفتاة وهذا النوع لم يحرمه الاسلام ولم يمنعه الطب
ودعت الي ضرورة تنمية الوعي لدي الشعوب المتمسكة بهذه العادات للحد من مخاطرها الصحية والنفسية.
البداية
ويعتقد أن هذه العملية تقضي على الرغبة الجنسية لدى الأنثى وبالتالي تساعد في "الحفاظ على عفافها" ويتم خلال هذه العملية بتر الأعضاء التناسيلة الخارجية للاناث وفي هذه العملية تتم إزالة الأجزاء الخارجية من العضو التناسلي للأنثى، كليا أو جزئيا، وتجرى هذه العملية في أجزاء من افريقيا جنوب الصحراء ومصر ومناطق في اليمن وعمان.
أما في بقية العالم الاسلامي في الشرق الأوسط وشمال افريقيا وجنوب وجنوب شرق آسيا فان هذه العملية نادرة أو غير موجودة، وتعود هذه الممارسة إلى العصر الفرعوني- على حد قول بعض الاساطير -، كما تمارسها جماعات مسيحية ووثنية في افريقيا.
وتوجد قوانين ضد بتر الأعضاء التناسلية الخارجية للاناث في العديد من المناطق إلا أنه يصعب تطبيقها كما تقول منظمات حقوق الانسان.
ويقول نشطاء حقوقيون ستظل القوانين غير فعالة حتى يدرك من يمارس هذه العملية آثارها المدمرة نفسيا وعقليا، وفي مصر لا يوجد قانون يحظر هذه العملية التي يمكن محاكمة من يقوم بها وفقا لقوانين أخرى تتعلق بالايذاء البدني.
وكانت السلطات المصرية قد حاولت في الخمسينيات من القرن الماضي حظر النساء من القيام بهذه العملية ولكنها سمحت للأطباء بها خشية مواصلة العائلات القيام بها في ظروف غير صحية من خلال الدايات مثلا او حلاق الصحة كما يلقب في الريف المصري، وفي عام 1996 حظر وزير الصحة حتى على الأطباء القيام بهذه العملية التي مازالت تمارس على نطاق واسع.
وكشفت دراسة حديثة أجرتها وزارة الصحة المصرية على فتيات المدارس أن 50 بالمئة من البنات بين 10 و18 سنة قد أجريت لهن عملية البتر الأعضاء التناسلية الخارجية، وكان تقرير لليونيسيف عام 2003 قد أشار إلى أن 97 بالمئة من المصريات قد تعرضن للختان.
دراسات
وذكرت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في موقعها الالكتروني على الانترنت انه يتم ختان أكثر من 3 مليون فتاة سنويا
حيث حذر التقرير الذي اصدرته المنظمة من مخاطر ختان الإناث على صحة النساء الحوامل وعلى أطفالهن.
وقال التقرير إن هذه العملية تزيد بنسبة 50% من حاجة النساء الحوامل اللاتي تعرضن لها لإجراء ولادة قيصرية عند الوضع.
واجرت المنظمة دراسة على 30،000 سيدة من دول أفريقية تضم بوركينا فاسو، غانا، كينيا، نيجيريا، السنغال والسودان هي الأولى من نوعها التي تتناول المخاطر الصحية التي يسببها الختان للإناث على المدى البعيد، وتنتشر هذه العملية بين المسلمين والمسيحيين في دول عديدة لاعتقادهم أنها تًعف البنات، وفي هذه العملية تتم إزالة الأجزاء الخارجية من العضو التناسلي للأنثى، كليا أو جزئيا.
المخاطر
وطبقا للدراسة، تزداد الحاجة لإجراء عملية قيصرية عند الولادة لدى 31% من النساء التي خضعن لعملية الختان، ويحتاج 66% من أطفالهن للعناية المركزة بعد ولادتهم مباشرة بينما يموت 55% من هؤلاء الأطفال قبل أو عقب ولادتهم، وتزيد المشاكل الناجمة كلما زادت عملية الختان عمقا.
وقال جوي فومافي، مساعد مدير منظمة الصحة العالمية لشؤون الأسرة والمجتمع إن "الدراسة وفرت، ولأول مرة، دليلا أن عملية الولادة لدى من تم ختانهن أكثر خطورة وتعقيدا من غيرهن، وتضيف المنظمة إنه بالرغم من قيام العديد من الدول بسن قوانين تمنع ختان الإناث، إلا أن تلك القوانين لا تطبق بفعالية.
ويمارس الختان في 28 دولة أفريقية أغلبها تقع في منطقة الصحراء الكبرى، وتقدر أعداد النساء اللواتي خضعن للختان حول العالم بـ100 مليون انثى، وتخضع 3 ملايين فتاة تحت العاشرة من العمر للختان سنويا.
وتدعم اليونيسف برامج لإنهاء ختان الإناث في 18 دولة وتجري نشاطات أولية في أربع دول منها مصر، يعمل مشروع "قرية نموذجية خالية من الختان" على مضافرة جهود الحكومة والشركاء في الأمم المتحدة في تشجيع القرى في المنطقة الجنوبية لإصدار إعلانات عامة ضد ختان الإناث، وتعمل اليونيسف مع أفراد أنكروا ختان الإناث ولديهم الاستعداد للتحدث علانية وإقناع الآخرين في المجتمع بأن ينهجوا نهجهم.
وفي فبراير الماضي أهابت المؤسسة العالمية النسوية للبحوث والصحة والتنمية "فوروارد" Forwardبالمجتمع الدولي، خاصة الحكومات الأفريقية، باستصدار قوانين وسن سياسات لتحريم كافة أشكال الختان التي تجرى للإناث.
وناشدت "فوروارد"، في مناسبة اليوم العالمي للقضاء على ختان الإناث الذي أطلقته "الجمعية الأفريقية للعادات التقليدية الضارة بصحة المرآة" ومقرها في جنيف، الدول التي لم توقع على البروتوكول الخاص بحقوق النساء التابع للاتحاد الأفريقي بالمصادقة على البروتوكول ليتسنى لها إصدار قوانين محلية تحرم هذه العادة الشنيعة.
وحسب احصاءات تحصلت عليها المؤسسة من دراسات وبحوث، أكثرها يمكن الاعتماد على صحته التامة أو اقترابه من الحاصل فعلا، فإن الصومال تعد البلد الأفريقي الأسوأ في ختان الإناث (96- 100%) تليها غينيا (99%) وجيبوتي (98%) ومصر- حسب دراسة أجريت 1995- (97%)، إرتريا (95%)، مالي (94%) والسودان (89%). وغينيا، مثلاُ، التي يعتبر ختان الإناث فيها جريمة منذ عام 1965 يعاقب عليها القانون بالسجن مدى الحياة أو الإعدام، فإنه منذ اقرار القانون قبل نحو 40 سنة لم تقدم أي قضية للمحكمة، طبقا لما ذكر مركز حقوقي في نيويورك.