لصوص من نوع آخر بغزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حتى مناهل الصرف الصحي لم تسلم من لصوص غزة
سمية درويش من غزة: تعودنا على سماع قصص مثيرة حول سرقات تدور هنا وهناك، إلا أن ما يدور هنا في قطاع غزة من امتهان مجموعة من اللصوص، سرقة أغطية مناهل الصرف الصحي وأغطية مصافي تصريف مياه الأمطار، أمر يثير السخرية والاستغراب في الوقت ذاته.
اتصالات ومكالمات هاتفية يومية تتلقاها بلديات غزة من سكان محليين يشتكون بان أغطية مناهل الصرف الصحي أمام منازلهم مسروقة، وهم يخشون على أطفالهم من السقوط فيها.
حي تل الهوى من أرقى الأحياء الجديدة في مدينة غزة والذي دشن العمل فيه أبان عهد الرئيس الراحل ياسر
أفكار أبو خالد
أبو خالد صاحب سوبر ماركت تحت إحدى تلك الأبراج يشتكي من منهل الصرف الصحي الذي يلاصقه، حتى بدر لذهنه يوما أن يتخلص منه بإغلاقه نهائيا بالخرسانة المسلحة. يقول أبو خالد لمراسلتنا، أغلق محلي في ساعات متأخرة من الليل، واتفاجئ مع حضوري كل صباح بان غطاء المنهل سرق بعد مغادرتي، مشيرا إلى انه قام بتغطيته عشرات المرات على نفقته الخاصة، لكن دون جدوى. وأشار إلى ان المنهل يخيف زبائن المحل، ويحرم زبائنه الصغار من القدوم لمحله واختيار محلا أخر لشراء حاجياتهم. وأضاف أبو خالد، " فكرت يوم ان أغلقه بالخرسانة وألغيه عن الوجود"، إلا انه تراجع خشية من يؤثر ذلك على مصارف المياه بالشقق السكنية المجاورة.
الشرطة مشغولة بتحرير المحاضر
ومع زيادة تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي في قطاع غزة منذ قرابة 8 أشهر جراء الحصار المالي المشدد الذي فرضته إسرائيل والغرب على الشعب الفلسطيني عقب وصول حماس لسلم الحكم بالسلطة الوطنية، ارتفعت نسبة السرقات في القطاع، حيث عشرات المحاضر والشكاوي بمخافر الشرطة تحرر يوميا بسبب سرقة هنا وهناك.
وقد حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا"، من مخاطر ارتفاع نسبة الفقر في الأراضي الفلسطينية، مؤكدة بان نسبة الفقر المدقع تثير الفزع، وتهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني بالضفة الغربية وقطاع غزة. واعتبرت الاونروا في تقرير حديث لها، أن الزيادة الحادة في الفقر والتي بلغت بنسبة 64% عما كانت عليه الأوضاع العام الماضي تثير الفزع، موضحة بان الغالبية العظمى من السكان اللاجئين في غزة أسوا بكثير فقد تأثرت كافي مناحي الحياة من توفير لقمة العيش والحصول على وظيفة.
سرقة لسد رمق الجوع
وحول الأسباب التي تدفع اللصوص لسرقة أغطية المناهل في قطاع غزة، قال احمد أبو حسين 42 عاما صاحب ورشة حدادة في مدينة غزة، بان غطاء المنهل فيه كمية من الحديد، حيث يقوم السارق ببيعه لمصانع وورش الحديد بالمدينة. ولفت إلى أن ثمنه بخس للغاية ولا يتجاوز 2 دولار، لكن بحسب أبو حسين بان الوضع المعيشي الصعب يبدو انه اجبر الكثير ممن لا يمتهنون سرقة الناس، إلى سرقة أغطية المناهل وبيعها للحصول على لقمة العيش، على حد تعبيره.
اللصوص الصغار
وان كانت هذه السرقة مبررة للمحتاجين ولمن لا يجدون قوت يومهم، رفض ناصر يوسف الأخصائي الاجتماعي، إعطاء أعذار لمن يمتهنون السرقة في قطاع غزة، مشيرا إلى أنها مرض ويمكن أن تودي بحياة صاحبها.
وقال يوسف لـ"إيلاف"، بان القضية لا تتعلق بحجم السرقة إن كانت صغير ام كبيرة، لكنها بالتأكيد ان كانت صغيرة ستأخذ صاحبها لطرق اكبر. وأوضح بان غالبية حوادث السرقة التي تتم في قطاع غزة، تشير إلى أنها عمليات غير منظمة، أي لا يقف ورائها جماعات أو عصابات منظمة، مؤكدا في السياق ذاته، بان جزء كبيرا من اللصوص هم من صغار السن دون 16 سنة.
وارجع يوسف، ارتفاع نسبة السرقات في القطاع للوضع الاقتصادي المتردي، مبينا بان كافة الإحصائيات الشرطية تدل بأنه هناك ارتفاع لافت بنسبة جرائم السرقة مقارنة مع الحوادث المشابهة للعام الماضي.
انشغال ورش الحدادة بالتصنيع
أما بلدية غزة، فقد أكدت أنها تبذل جهودا كبيرة لتعويض النقص الحاد الموجود في أغطية مناهل الصرف الصحي، وأغطية مصافي مياه تصريف الأمطار. وبحسب بيان صحافي تلقت "إيلاف" نسخة منه، قالت البلدية إن قيام بعض المواطنين بسرقة هذه الأغطية، أدى إلى حدوث مشاكل عديدة، انعكست سلبا وبشدة على أداء شبكتي الصرف الصحي وتصريف الأمطار، وباتت تشكل خطرا جسيما على المواطنين حيث أدى وجود مناهل ومصارف ومصاف مفتوحة إلى وقوع بعض المواطنين والعديد من السيارات في المناهل المفتوحة، مما أسفر عن إصابات بشرية مؤسفة وأضرار جسيمة للمركبات وحوادث مرورية خطيرة.
وأشارت إلى أن ورشة الحدادة في البلدية، تقوم يوميا بتصنيع مجموعة من الأغطية، وتبادر إلى تركيبها في الشوارع تباعا، غير أنها ناشدت المواطنين وضمانا لعدم حدوث حالات حوادث، وتجمع مياه الأمطار والمجاري في الشوارع، القيام بمجابهة ظاهرة سرقة الأغطية.