إيلاف+

مسيحيو بغداد:إحتفالات بسيطة في اعياد الميلاد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مسيحيو بغداد بين السفر للشمال او الاكتفاء باحتفالات بسيطة في اعياد الميلاد


سانتا ميخائيل من بغداد: ينظر سركون ناصر بأسى الى شجرة الصنوبر المغروسة في حديقته ويقول ان أبيه زرعها وعمرها يتجاوز العشرين عاما وفي كل وقت من هذا العام نقوم بتزينها , حيث يجتمع الاعمام والاخوال والاقرباء في بيتنا لكونه بيت العائلة ونحتقل للصباح بأعياد الميلاد ورأس السنة.
وقال ناصر "لكن هذا العام لن نحتفل بسبب الاوضاع الامنية والقلق من الاستهداف... كما ان ثلاثة من اخوتي هاجروا بحثا عن الاستقرار والامان وكذلك معظم اقربائي."
وأضاف ناصر الذي يسكن في منطقة بغداد الجديدة ذات الغالبية الشيعية "كذلك احتراما لمشاعر العديد من جيراني والذين فقدوا العديد من احبائهم في الانفجارات التي تطال مدينتنا."
ويشير ناصر الى ابنته ووللده الصغيرين ويقول "من أجلهما قررت السفر الى أربيل حيث دعتنا اختي للذهاب هناك والاحتفال معهم وهناك بقية عشريتي ايضا , طبعا لن يكون احتفالنا كالايام الخوالي."
ودفع تردي الاوضاع الامنية في العاصمة بغداد والتخوف من هجمات مسلحة العديد من العوائل المسيحية في بغداد للسفر الى اربيل ودهوك في اقليم كردستان للاحتفال هناك باعياد ميلاد يسوع المسيح ورأس السنة الميلادية الجديدة.
ويقول ابو مريم وهو خال سركون ناصر "اتفقت مع عائلتي وعائلة اختي للذهاب أيضا الى اربيل وهناك نستطيع الاحتفال بأمان والذهاب الى الكنيسة للاستماع الى القداس دون خوف او ريبة وفي الليل سنتمكن من الاحتفال في أحد الاندية."
لكن نفس الأوضاع دفعت عددا آخر من العوائل الى التحدي والاكتفاء باحتفال بسيط في منازلهم والتمني بتعويض ذلك لاحقا في العام المقبل.
وتقول مادلين بادين وهي تعجن كليجة العيد "والله لن أذهب , ما ناقصين بهدلة والتقيد بالبقاء عند الاقارب , عوضا عن ذلك قررت مع جارتي الاكتفاء بعمل الكليجة وشراء شجرة صغيرة وتزيينها والاحتفال معا."
وتتابع وهي تقص العجين "طبعا سافتقد الاحتفال العائلي في بيت أبي حيث تعودنا أن نجتمع كل عام , لكن لايهم الفرحة في القلب وان كانت ستكون ناقصة بسبب الاوضاع التي يمر بها بلدنا."
والكليجة نوع من المعجنات او الحلويات التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالعيد لدى العراقيين وهي عبارة عن عجينة محشوة بانواع المكسرات والتمر توضع في قوالب صغيرة باشكال مختلفة وترص في قالب كبير قبل وضعها في الفرن لتنضج.
وتتابع مادلين بادين وهي تنظر للسماء كانها تدعو "ماذا نفعل؟ الله ينتقم من الذي سبب ذلك."
وهنا يتدخل ولدها أندي (17 سنة) قائلا "اتفقت مع اصدقائي من الجيران على اقامة حفلة صغيرة في البيت حيث سنقوم بتشغيل السي دي (أقراص مدمجة) وسنحتفل.. طبعا لن نحتفل بصخب لان الوضع لن يساعد."
وأضاف "طبعا تحوطت لانقطاع الكهرباء ودبرت امري بتوفير وقود لتشغيل المولدة في حال انقطاع الكهرباء."
ثم انتصب في جلسته وقال "لن يمنعنا الارهاب من الاحتفال باعياد ميلاد سيدنا المسيح لانه احتفال بالتجدد والتغيير نحو الافضل وهو مانتمناه لعراقنا العزيز."
وقد يتفق المسيحيون في العراق والذين يتناقص عددهم مع مرور الزمن مع اندي في التمني بأن يكون ميلاد يسوع المسيح رسول المحبة والسلام خطوة نحو تغيير في العراق نحو الافضل.
وقد استمرت الكنائس في العراق وللسنة الرابعة على التوالي بالغاء مظاهر الاحتفال باعياد الميلاد والاكتفاء باقامة مراسم الشعائر الدينية والصلوات الخاصة بطقوس العيد مع الدعوة والابتهال الى الله لايقاف نزيف الدم في العراق.
وتستمر اعياد الميلاد منذ 25 من شهر كانون الاول ديسمبر الجاري وتستمر حتى نهاية العام.

أصوات العراق

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف