إيلاف+

نساء عراقيات بين النارجيلة والسيكارة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سكينة محمد سعيد من بغداد: قالت سلوى الاستاذة الجامعية "اشعر بمتعة كبيرة وانا اخرج علبة سكائري من حقيبتي واسحب واحدة واشعلها وسط دهشة من حولي وتساؤلاتهم.. شخصيتي المستقلة سببت لي الكثير من المشكلات واستفزت من حولي رجالا ونساء وجعلتهم ينعتونني بصفات لاتنطبق علي . والغريب ان حملة الشهادات لايملكون الجرأة التي يمتلكها المواطن البسيط الذي لايعير بالا لاحد".

اذا كان رأي سلوى، اما الآخرون فقد اختلفوا بشأن تدخين المراة . بعضهم رأى في احاديث للوكالة الوطنية العراقية للانباء/نينا/:"ان تدخين المراة نابع من ثقتها بنفسها وعدم اهتمامها بوجهات نظر الاخرين ازاء ماتقوم به من اعمال ، وتربيتها التي جعلتها على قدر كبير من القوة التي تواجه فيها مجتمعا قبليا لا يرى مكانها الا البيت وتربية الاولاد". وروت افنان مهدي المهندسة في هيئة الكهرباء قصتها مع السكائر :"كنت في واجب رسمي تستغرق عملية الوصول اليه وقتا طويلا . اعتدت ان ادخن في دائرتي امام الجميع .

وفي السيارة الكبيرة التي تقلنا اضطررت لسحب علبة سكائري واشعال سيكارة وسط دهشة الجميع. تجاوزت العيون التي كانت تنظر لي بحنق ، الا انني لم اسلم من السنة البعض التي نسجت في خيالها قصصا كثيرة عني". في حين رأت منى ابراهيم الطالبة الجامعية:"ان منظر السيجارة في يد الفتاة أمر مستهجن يحمل الكثير من الدلالات غير الأخلاقية ، وهو بالتالي يعد قلة تربية وادب في نظر البعض ، بينما ارى ان الفتاة بامكانها عمل اي شئ تريد ، فما الذي يمنعها من التدخين امام الجميع ؟ولماذا يقبل الناس ان تدخن الفتاة سرا في الحمامات الخاصة بالنساء،ويستهجنون علانيتها؟ ، انها لاتفعل شيئا خطأ".

واشارت حياة فاروق المحللة البايولوجية الى:"ان نظرة المجتمع المتخلفة بالنسبة للمراة هي التي جعلتها تتمرد عليه ، فما الممنوع الموجود في السكائر او حتى النارجيلة؟ الا يرون ان البلدان المجاورة لاتهتم بهذا الموضوع ، حتى ان هناك العديد من المقاهي خصصت للعائلات لتتمتع النساء بالتدخين ايمانا بالحرية الشخصية . نحن بلد نعاني من ازدواجية ، فما نفعله خارج اسوار البلد نعيبه ونستنكره داخل الحدود بحجة العادات والتقاليد".

واوضحت سؤدد قدوري الباحثة الاجتماعية:"لا احبذ النارجيلة ، ليس لانها من الممنوعات ، او انها لا تشفي غليل الفتاة الجريئة والمتمردة ، أما السيجارة فهي ذات قيمة معنوية كبيرة بالنسبة لي ، فعندما أدخن أجعل الجميع يفهم أنني مختلفة ومتميزة ، أي رافضة لكل ما لا يسئ مما يسمى تقاليد اجتماعية". وتقول فاتن الاستاذة الجامعية:"ادخن كنوع من التحدي لكل التقاليد البالية والمتخلفة ، ومن الظلم أن يتهموا كل فتاة مدخنة بأوصاف لا أساس لها من الصحة . نعم أنا أدخن نكاية، من أجل أن أظهر أمامهم بأنني حرة وأن رأيهم لا يهمني". وافاد مؤيد استاذ مادة الكيمياء في متوسطة الاندلس:"انا ارفض بنحو قاطع ان اسمح لخطيبتي ممارسة اي شكل من اشكال التدخين لانه يضر بصحتها لا اكثر، واخشى ان يصاب اولادي بامراض خطيرة جراءه ، ولا تهمني نظرة المجتمع لانني مقتنع بان المراة اذا ارادت فعل شئ فلن يقف احد امامها". وبين الطالب الجامعي حيدر عبد الله:"ان رؤية السكارة في يد امراة امر جميل جدا ، ودليل على حريتها وثقتها بنفسها التي لم تاتِ من فراغ ، فلماذا لانعيب على الرجل تدخينه؟ المراة مثله ، وعليها ان تفعل ماتراه لايتعارض مع احد .

على العموم انها حرية شخصية". واوضح سلمان حسين /سائق سيارة اجرة/:"احب ان ارى امراة مدخنة ، لكن لو شاهدت زوجتي او ابنتي تمارسان التدخين لقتلتهما؟ولا تسالوني عن السبب ، ربما لانني عشت في بيئة تعلمت منها ان المراة لاتصلح الا ان تكون في البيت مع العلم ان والدتي تدخن". ويشير علي محسن الموظف الصحي الى:"ان الافلام الاجنبية والعربية هي التي شوهت صورة المراة المدخنة لانها ارتبطت براقصات الملاهي وسيدات الاعمال اللواتي يتاجرن بالممنوعات والمومسات . هذه فكرة الناس التي اكتسبت من شاشات التلفاز ومن الصعوبة ان تتغير".

وقالت نوال حسن الموظفة في وزارة النقل:"ان الفتيات اللواتي يدخن يعطين انطباعا سيئا عن انفسهن . انا شخصيا لا احب المراة التي تدخن السكائر، لكنني ادخن النارجيلة لانها تختلف عن غيرها باشياء كثيرة منها خصوصية المكان ، فليس من المعقول ان تدخن النارجيلة في اي مكان". وشاطرتها نوال حكمت الرأي فقالت:"اكره المرأة التي تدخن سيجارة واعتبرها عديمة الاخلاق لان المرأة في المجتمعات الشرقية لها سمات خاصة واهمها التحفظ في تصرفاتها ومراعاة القيم التي تربت عليها لكن لاباس من تدخين النارجيلة ، والسبب يعود الى ان الاخيرة لها اوقاتا وامكنة مخصصة لها على عكس السجائر".

ويقول أب متفتح ومتفهم:" أتقبل أن تدخن ابنتي النارجيلة أما السيجارة فلا أسمح بها مطلقاً لانها تكون في نطاق محدود ، وبالتالي فان النارجيلة حصلت على إجماع شعبي لعدم ارتباطها في خيال الناس بأي دلالة أخلاقية سيئة ومن حق الجميع تدخينها".

نينا

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف